يساعد الحفاظ على النظم الإيكولوجية للكربون الأزرق في مكافحة تغير المناخ، وخلق فرص عمل جيدة، وتحسين جودة الحياة، وفقاً لتقرير حديث صادر عن البنك الدولي، وتشمل تلك النظم أشجار المانجروف والأعشاب البحرية والمستنقعات المالحة التي تمتص كميات من الكربون أكثر من الغابات.

ما هو الكربون الأزرق؟

يشير مصطلح (الكربون الأزرق) إلى الكميات الهائلة من ثاني أكسيد الكربون التي تمتصها محيطات الأرض من الغلاف الجوي.

وعندما تتضرر هذه الأنظمة، تنبعث كمية هائلة من الكربون مرة أخرى إلى الغلاف الجوي.

وتكشف الورقة البحثية الصادرة عن البنك الدولي تحت عنوان (إطلاق العنان لأنشطة تنمية الكربون الأزرق)، أن تخزين الكربون الأزرق في النظم البيئية الساحلية والبحرية، من أشجار المانجروف إلى الأعشاب البحرية، يشكل أداة قوية في مكافحة تغير المناخ.

وتغطي هذه النظم البيئية، المكونة من أشجار المانجروف والمستنقعات المالحة والأعشاب البحرية، نحو 49 مليون هكتار، وتمتد على طول السواحل في كل قارة باستثناء القارة القطبية الجنوبية.

الكربون الأزرق
توجد أشجار المانجروف والمستنقعات المالحة والأعشاب البحرية على طول السواحل في كل قارة. (شاتر ستوك)

كيف يُخزن الكربون الأزرق؟

يُخزن الكربون الأزرق عن طريق عملية التمثيل الضوئي التي تقوم خلالها النباتات البحرية والطحالب بامتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي طول دورة نموها، وعندما تموت تترسب المواد العضوية في قاع المحيط وتستقر في التربة، إذ يمكن أن تظل دون إزعاج لآلاف السنين.

يُخزن أكثر من ثلثي الكربون الموجود على الأرض في المحيطات، وتمتص المحيطات نحو 25 في المئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون السنوية في العالم.

وعلى الرغم من هذه الفوائد الهائلة، فقد تآكلت النظم الإيكولوجية للكربون الأزرق، إذ فقد العالم أكثر من 50 في المئة من المستنقعات المالحة الأصلية خلال القرن العشرين.

وقالت خبيرة شؤون البيئة ومديرة برنامج بروبلو، ميشيل دييز «لا يدرك الناس مدى القوة الكامنة في مصارف الكربون هذه، فهي تخزن خمسة أمثال ما تخزنه الغابات، وإذا تحرك الكربون المُخزن في هذه النظم الإيكولوجية لآلاف السنين لأي سبب، فسيتم إطلاقه في الغلاف الجوي، بكل ما يحمل من تأثيرات ضارة على المناخ».

الكربون الأزرق

ما هي مصارف الكربون؟

هي أي نظام طبيعي يمتص الكربون من الغلاف الجوي أكثر مما يطلقه، ويحتفظ به لفترات طويلة من الزمن.

الكربون الأزرق
لا تخزن هذه النظم البيئية الكربون فحسب، بل توفر أيضاً العديد من الفوائد. (شاتر ستوك)

فوائد تتجاوز محاربة التغيرات المناخية

وقف تدمير الأعشاب البحرية حول العالم من شأنه التخلص من ما يصل إلى 650 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً، وهو ما يعادل كامل الانبعاثات السنوية التي تطلقها صناعة الشحن العالمية تقريباً.

وقالت المديرة العالمية للبيئة والموارد الطبيعية والاقتصاد الأزرق بالنبك الدولي، فاليري هيكي، إن «الاستثمار في إنقاذ وتجديد أشجار المانجروف والأعشاب البحرية وغيرهما من أنظمة تخزين الكربون الأزرق الطبيعي، يمكن أن يخلق عالماً خالياً من الفقر وكوكباً أكثر صلاحية للعيش».

ولا تقتصر فوائد هذه النظم البيئية على امتصاص الكربون فحسب، بل يمكنها المساهمة في دعم مصايد الأسماك والأمن الغذائي، وتشجيع السياحة وفرص العمل، والمساعدة في حماية المجتمعات الساحلية من الكوارث المناخية، وتوفير الموائل الطبيعية للحياة البرية.

ويعتمد نحو 4.1 مليون من صغار صيادي الأسماك -على مستوى العالم- على أشجار المانجروف في صيد الأسماك، كما تحمي أشجار المانجروف أكثر من ستة ملايين شخص من الفيضانات السنوية، وتسهم في منع خسائر سنوية إضافية بقيمة 24 مليار دولار.

ولمعرفة مدى الضرر الذي يمثله تدهور أشجار المانجروف، يكفي العلم أن إزالة 2 في المئة فقط من هذه الأشجار سنوياً تتسبب في إطلاق انبعاثات توازي 10 في المئة من إجمالي الانبعاثات الناجمة عن إزالة جميع الغابات.