قال وزير الصناعة الياباني كين سايتو، يوم الثلاثاء، إن حكومتي اليابان و أميركا ستطلقان حواراً وزارياً حول إزالة الكربون في قمة ثنائية يجري عقدها يوم الأربعاء.

وقال سايتو، في مؤتمر صحفي، «نأمل في تعزيز التعاون الاقتصادي في مختلف المجالات، بما في ذلك الطاقة النظيفة»، حسبما ذكرت وكالة أنباء «جيجي برس» اليابانية.

وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن الحوار الوزاري يهدف إلى تعزيز التعاون في إطار استراتيجية تعزيز التحول الأخضر في اليابان وسياسة إزالة الكربون في أميركا.

ومن المقرر أن يزور رئيس وزراء اليابان أميركا لمدة خمسة أيام بدءاً من يوم الثلاثاء، حيث سيجري محادثات مع مسؤولين أميركيين من بينهم جون بوديستا، كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن، ووزيرة التجارة الأمريكية جينا ريموندو.

ومن المقرر أن يعقد سايتو وريموندو اجتماع شراكة حول تعزيز مرونة سلاسل التوريد، كما سيعقد سايتو وريموندو اجتماعاً ثلاثياً مع وزير التجارة والصناعة الفلبيني ألفريدو باسكوال.

مبادرة فيدرالية أميركية للحد من انبعاثات الكربون

وزارة الطاقة الأميركية كشفت النقاب عن مبادرة تمويل فيدرالية كبيرة بقيمة 6 مليارات دولار، وهذه خطوة تاريخية تهدف إلى الحد من انبعاثات الكربون وتعزيز النمو الاقتصادي.

ويخصص هذا التمويل لدعم 33 مشروعاً صناعياً في 20 ولاية، هدفها الأساسي هو تقليل آثار الكربون عبر مختلف القطاعات.

استثمارات إزالة الكربون في أميركا

كشفت وزيرة الطاقة الأميركية جنيفر جرانهولم عن تفاصيل هذه الخطة الطموحة، لقد فعلت ذلك خلال زيارتها منشأة شركة كليفلاند كليفس ستيل كورب في ميدلتاون، أوهايو، ومن المقرر أن يتلقى هذا التسهيل جزءاً كبيراً من التمويل يصل إلى 500 مليون دولار.

وسيسهل الاستثمار تركيب اثنين من أفران القوس الكهربائي المتطورة والتكنولوجيا القائمة على الهيدروجين، ويهدف ذلك إلى خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بمقدار مليون طن.

وشددت جرانهولم على أن هذه المبادرة تمثل أكبر استثمار منفرد في إزالة الكربون الصناعي في تاريخ الولايات المتحدة.

ومن المتوقع أن تعمل هذه المشاريع، بحشد ما مجموعه 20 مليار دولار، بما في ذلك مساهمات القطاع الخاص، على القضاء على 14 مليون طن متري من التلوث سنوياً، ولوضع هذا في الاعتبار، فإن هذا يعادل إزالة ما يقرب من 3 ملايين مركبة تعمل بالغاز من الطرق كل عام.

ويمتد تأثير هذا التمويل عبر مجموعة واسعة من الصناعات الحيوية للاقتصاد الأميركي، من الحديد والصلب إلى الإسمنت والألومنيوم والمواد الكيميائية وغيرها، إذ تستعد هذه المشاريع لخفض الانبعاثات بشكل كبير.

ومن الجدير بالذكر أن شركة «سنشري ألومنيوم» ستستفيد بشكل كبير، وستتلقى ما يصل إلى 500 مليون دولار لإنشاء أول مصهر جديد للألمنيوم الأولي في حوض نهر المسيسيبي منذ 45 عاماً، ومن المتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى مضاعفة حجم صناعة الألمنيوم الأولية الحالية في الولايات المتحدة، كما أنه سيخفف من الانبعاثات بشكل ملحوظ بنسبة 75 في المئة مقارنة بطرق الصهر التقليدية.

وتأتي هذه المبادرة في لحظة مفصلية، بالتزامن مع حملة إعادة انتخاب الرئيس جو بايدن، وتؤكد الإدارة التزامها بالتنشيط الاقتصادي وخلق فرص العمل، ومن ناحية أخرى تؤكد هذه الاستثمارات النهج الاستباقي لمعالجة تغير المناخ مع تعزيز النمو الصناعي.

خطوة نحو الحياد الكربوني

ولا يمكن المبالغة في تقدير أهمية هذه الاستثمارات، وخاصة في سياق الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ، وقد أشادت جمعية إسمنت بورتلاند بالتمويل باعتباره اعترافاً بالخطوات التي خطتها شركات تصنيع الإسمنت الأميركية نحو الحياد الكربوني.

يعلم الجميع أن عمليات التصنيع تسهم بشكل كبير في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، ومع ذلك؛ فإن المبادرات بهذا الحجم ضرورية لدفع التقدم نحو مستقبل مستدام.

تخصيص التمويل الفيدرالي بقيمة 6 مليارات دولار من قبل وزارة الطاقة الأميركية يمثل لحظة محورية في تحول البلاد نحو اقتصاد منخفض الكربون، لقد أعطوا الأولوية لجهود إزالة الكربون عبر القطاعات الصناعية الرئيسية.