من المتوقع أن تنمو سوق المدفوعات الرقمية بمعدل سنوي مركب يبلغ 20% بين عامي 2023 و2030، وفق مورودور إنتلجنس، مدفوعة بتزايد التجارة الإلكترونية وانتشار المدفوعات عبر الأجهزة المحمولة.
ويعد هذا القطاع من أكثر القطاعات تنافسية؛ الأمر الذي يفرض على الشركات التجدد والابتكار المستمر للحفاظ على أسواقها.
وقال ديمانتاس جريجارافيسيوس، رئيس قسم الشرق الأوسط في أدين، الشركة الهولندية المتخصصة في حلول المدفوعات الرقمية والمدرجة على سوق يورونكست أمستردام، لـCNN الاقتصادية، «إنه على الرغم من المنافسة الشديدة والأزمات الاقتصادية العالمية ساعد التركيز الاستراتيجي على العلاقة الوثيقة مع العملاء وتقنيات الدفع المبتكرة في تحقيق نمو ثابت في الإيرادات».
ووصلت الإيرادات الصافية لعام 2024 وفق ما أعلنته الشركة مؤخراً إلى 1,996.1 مليون يورو، أي بزيادة 23% على أساس سنوي، وبلغت قيمة الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء (EBITDA) 992.3 مليون يورو أي بزيادة 34% على أساس سنوي، مع هامش EBITDA عند 50% للعام بأكمله، مقارنة بـ46% في عام 2023.
وزاد حجم المعاملات المُعالجة بنسبة 33% على أساس سنوي ليصل إلى 1,285.9 مليار يورو أي بزيادة بنسبة 33%، وبلغت المعاملات عبر نقاط البيع 232.7 مليار يورو، بزيادة 46% خلال العام الماضي.
في سوق المدفوعات العالمي، تهيمن شركات مثل باي بال PayPal، سترايب Stripe، وفيزا، وأحد العوامل الأساسية التي تميز «أدين» كما شرح جريجارافيسيوس هو منصتها الموحدة للمدفوعات، والتي تدمج جميع قنوات الدفع في نظام واحد بدءاً من المعالجة والتحصيل إلى إدارة المخاطر والخدمات المالية عبر نظام واحد يعمل بسلاسة، على خلاف الشركات المنافسة التي تعمل من خلال دمج تطبيقات متعددة تابعة لأطراف خارجية أو عن طريق عمليات الاستحواذ، أو الحلول المجزأة.
ويوفر هذا النهج برأيه فهماً أفضل لسلوكيات العملاء من خلال جمع بياناتهم على قنوات الدفع المختلفة وزيادة معدلات الربح من خلال تحسين معدلات قبول عمليات الدفع والحد من معوقات إتمام عمليات الشراء والحد من الاحتيال باستخدام أدوات إدارة المخاطر المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والأهم هو خفض تكاليف المعاملات من خلال الاستغناء عن الشركات الوسيطة والاستفادة من التحصيل المباشر.
وتعمل «أدين» على «تعزيز شراكاتها المحلية في قطاعات التجزئة، والضيافة، والخدمات الرقمية وتحسين تجربة الدفع من خلال دعم طرق الدفع المحلية والامتثال للأنظمة الإقليمية والاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين معدلات قبول المدفوعات ومكافحة الاحتيال».
وتستخدم Adyen Uplift تقنية التعلم الآلي في الوقت الفعلي لتحليل أنماط المعاملات عبر مناطق مختلفة من العالم، وطرق الدفع، وعوامل الخطر.
وبالاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي، تُحسن المنصة تدفقات المدفوعات تلقائياً، ما يزيد من فرص نجاح المعاملات مع تحديد المعاملات الاحتيالية وحظرها.
وقال جريجارافيسيوس «يُشكل منع الاحتيال أحد أكبر التحديات في مشهد التجارة الإلكترونية سريع النمو في المنطقة، وتعاني عديد من الشركات من حالات الرفض الخاطئ؛ بمعنى حظر العملاء الفعليين بسبب بروتوكولات أمنية صارمة، وهنا تتجلى فائدة تقنية Adyen Uplift، حيث تضمن عدم تفعيل إجراءات قبول عمليات الدفع المناسبة، مثل Dynamic 3D Secure (3DS) إلّا عند الضرورة، ما يقلل الخطوات غير الضرورية للمعاملات الموثوقة ويؤمِّن المعاملات الأكثر خطورة، ويسهم ذلك في الحد من سلوك التخلي عن عربة التسوق، ويزيد من معدل قبول المعاملات، ويُعزّز ثقة العملاء».
أسهم النمو الاقتصادي الهائل في الإمارات بفضل ارتفاع قوة الإنفاق الاستهلاكي وزيادة الاعتماد على الرقمنة في تسريع حضور «أدين» في سوق الشرق الأوسط، وتشمل قائمة أبرز العملاء لأيدن في الإمارات شركات مثل هيلتون، وكريم، وكفو، وهوغو بوس، وجو آند ذا جوس، وكيكو ميلانو، وونيو بالانس، وبفضل «توفير منصة واحدة تدمج المدفوعات عبر الإنترنت وفي المتاجر وعبر الهاتف الجوال استطاعت هذه الشركات ضمان مواءمة عملياتها للمتغيرات المستقبلية وتقديم تجربة سلسة للعملاء»، وأفاد بأن أدين «لعبت دوراً رئيسياً في التوسع العالمي لكبرى الشركات مثل كفو التي تأسست في الإمارات، ثم توسعت إلى كندا بدعم من أدين».
وكشف جريجارافيسيوس عن نية «أدين» تقديم خدمات التمويل المدمج في السوق الإماراتية، حيث يتزايد الطلب على بنية تحتية مالية متطورة، وأفاد بقوله «يشكل دعم التحول الرقمي في المنطقة مع ازدهار قطاعات التجارة الإلكترونية والضيافة بيئة مثالية لحلول مثل التمويل المدمج، ما يعزز مكانتنا كشريك أمثل للشركات التي تبحث عن حلول مالية متقدمة قابلة للتطوير».
وفي حين تعتمد الشركات المنافسة مثل «سترايب» و«بين تري» Braintree تضع تسعيراً مناسباً للشركات الصغيرة والمتوسطة دون حد أدنى شهري، يستهدف هيكل الرسوم الخاص في "أدين" الشركات الكبيرة بالأساس.
وقال جريجارافيسيوس، «يقوم هيكل تسعير أدين على مبدأي الشفافية وتحسين الكفاءة، ما يمكن الشركات، سواء كانت مؤسسات كبيرة أو مشاريع تجارية ناشئة، من زيادة كفاءة مدفوعاتها مع التحكم في التكاليف، وعلى خلاف نماذج التسعير الصارمة الموحدة، تأخذ منهجية أدين عدة عوامل بعين الاعتبار، بما في ذلك السوق، والقطاع التجاري، وقناة المبيعات، وطريقة الدفع، لتقدم هيكل تسعير يلبي المتطلبات الخاصة لكل شركة».
كما تُقدّم أدين للشركات الصغيرة والمتوسطة خيارات تُلبي متطلباتها، خاصةً من خلال تقديم منصة رقمية مخصصة تمكّن الشركات من دمج المدفوعات بسلاسة في عملياتها، ورغم أن هذا النوع من المنصات لم يُتح بعد في دولة الإمارات، فإنه أثبت فاعليته للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في أسواق أخرى، بحسب جريجارافيسيوس، حيث يتيح لها الاستفادة من تقنية أدين للدفع دون تعقيدات دمج العمليات التي تعاني منها الشركات الكبيرة.
وقال جريجارافيسيوس، «نلتزم بمواصلة تقييم المتطلبات المتغيرة للشركات في مُختلف القطاعات، لضمان الحفاظ على شفافية نموذج التسعير الخاص بنا ومواءمته للمتطلبات المختلفة للشركات».
وحول إمكانية دمج العملات الرقمية أو المستقرة في منظومة مدفوعات «أدين» كمثيلاتها من المنافسين، قال جريجارافيسيوس «على الرغم من الاهتمام المتزايد بالعملات المستقرة والمشفرة فإنها لم تُصبح بعد وسيلة دفع مطلوبة على نطاق واسع بين عملائنا، كما لم تثبت لها حالات استخدام قوية وقابلة للتطوير كعملة تداول، وإلى الآن لا تزال الأصول الرقمية فئة استثمارية وليست وسيلة دفع أساسية، وهو ما أدى إلى تأجيل دمجها في منصتنا حالياً، بدلاً من ذلك، نُركّز جهودنا على تقديم حلول قادرة على تحسين معدلات تحويل المدفوعات، والحد من الاحتيال، وتعزيز تجربة العملاء من خلال منصة دفع واحدة ومُتكاملة».