اكتشف العلماء الذين يفحصون بركان يلوستون الهائل بتقنيات الذكاء الاصطناعي حركة عميقة في فوهة البركان، ما أثار مخاوف من احتمال ثوران العملاق النائم.
والبركان الواقع أسفل متنزه يلوستون الوطني في ولاية وايومنغ الأميركية، يعد قنبلة موقوتة تهدد بإحداث دمار غير مسبوق في حال ثورانه من جديد، لأنه قادر على إحداث ثوران مدمر بقوة 8 درجات على مقياس ريختر، ولأنه لم ينفجر منذ نحو 640 ألف عام، يعتقد بعض الخبراء والسكان المحليين أن البركان قد تأخر في الانفجار.
واكتشف باحثون يقومون بتحليل فوهة البركان العملاق، أن الصهارة بالداخل تتحرك باتجاه الشمال الشرقي، ما يؤدي إلى تحول تركيز النشاط البركاني معها.
ووجد الفريق أن الجزء الأكبر من هذه الصهارة مخزن في خزانات تحت الأرض منفصلة، وهو ما يمنعها من التركيز بما يكفي للتسبب في ثوران.
ورغم أن ثوران البركان قد يحدث في المنطقة الشمالية الشرقية بسبب التحول، قال باحثون، إن نتائجهم تشير إلى أن البركان الهائل لن ينفجر خلال حياتنا، بل سيكون في سنوات مقبلة.
ونقلت «ديلي ميل» محاكاة أجريت بالذكاء الاصطناعي بشأن ماذا سيحدث إذا ثار البركان العملاق النائم، وذلك باستخدام مولد الصور «ImageFX AI» من غوغل، معتمدة على أحدث الأبحاث العلمية للتنبؤ بكيفية تأثر المدن الكبرى بالثوران.
ورغم أن الانفجار من شأنه أن يقتل الآلاف ويرسل أنهاراً من الحمم المنصهرة تتدفق لمسافة تصل إلى 40 ميلاً (64 كيلومتراً) من موقع الثوران، فإن هذا لن يكون سوى بداية الدمار، لأن بركان يلوستون يحتوي على خزان هائل من الصهارة تفوق قوة بركان كراكاتوا، الذي ثار عام 1883 في إندونيسيا، بأكثر من 100 مرة.
وكشفت المحاكاة أن ثوران يلوستون سيبدأ بانفجار هائل بقوة 875 ألف ميغا طن من مادة «تي إن تي»، وهو ما يعادل أكثر من 100 ضعف قوة جميع القنابل النووية التي أُسقطت في التاريخ، مع حدوث دمار في الأرض المجاورة ستؤدي إلى مقتل 90 ألف شخص على الفور.
لكن الثوران لن يتوقف؛ لأن الحمم البركانية ستتدفق لمسافة 64 كم لتدمر كل شيء في هذه المساحة، ويقضي على كل مدينة في إطار حتى 100 كم.
أما بالنسبة لأجزاء من أميركا الشمالية التي نجت من الانفجار الأولي، فإن المشكلة التالية ستكون السحب الهائلة من الرماد التي أنتجتها الثورة، لأن هذا الرماد سوف يبدأ قريباً بالتساقط في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وتشير عمليات محاكاة الثوران المحتمل لبركان يلوستون إلى أن سحابة الرماد المتوسعة ستكون قوية للغاية لدرجة أنها ستتفوق على الرياح السائدة لساعات أو حتى أيام، وهذا يعني أن كامل سطح أميركا الشمالية تقريباً سوف يكون مغطى بالرماد بغض النظر عن اتجاه الرياح.
وتشير الدراسات إلى أن الرماد قد ينتقل لمسافة تصل إلى 932 ميلاً (1500 كيلومتر) في اتجاه الريح، ويصل إلى ميامي ولوس أنجلوس، ويمكن أن يغطي الرماد المدن الواقعة على بعد 311 ميلاً (500 كيلومتر) من الثوران مثل كاسبر في وايومنغ وبيلينجز في مونتانا بأكثر من متر (3 أقدام).
في الوقت نفسه، ستتلقى المدن في منطقة الغرب الأوسط العليا مثل آيوا، ومينيابوليس، ومينيسوتا عدة سنتيمترات من الثلج، وحتى المدن البعيدة عن الانفجار مثل شيكاغو وسياتل وسان فرانسيسكو قد تكون مغطاة بما يصل إلى 3 سم من الرماد، ما يجعلها تغرق في الظلام حتى في النهار.
ويقول البروفيسور ماثر، إنه إذا حدث الثوران البركاني في ظل الظروف المثالية، سيصل إلى لندن التي رربما تشهد تساقط بعض الرماد الخفيف.
وعلى عكس الرماد الناعم والخفيف الذي قد تراه في النار، فإن الرماد البركاني عبارة عن خليط حاد وثقيل من الصخور والزجاج البركاني المتشقق، ويعتبر هذا الخليط كثيفاً للغاية لدرجة أن تراكم كميات صغيرة منه على الأسطح قد يؤدي إلى انهيار المباني.
وفي قلب الأراضي الزراعية في الولايات المتحدة في الغرب الأوسط، من الممكن أن يؤدي هذا الرماد إلى خنق المحاصيل وتدمير المزارع، ومن شأن هذا الدمار أن يرسل موجات صدمة إلى مختلف أنحاء العالم، حتى إلى البلدان التي لم تتأثر فعلياً بالكارثة.