يضمّ الرئيس دونالد ترامب في إدارته أكبر عدد من المليارديرات مقارنةً بأي رئيس أميركي آخر، إذ تشمل إدارته 9 مليارديرات يعملون في حكومته، بينما يعدّ العديد من المليارديرات أصدقاءً له أو معجبين به، وزاره 16 منهم في منتجع «مارالاغو» في الفترة ما بين الانتخابات وحفل التنصيب.
لكن وجود رئيس مؤيد للأعمال والرأسمالية، وهو ملياردير أيضاً، لم يُسفر حتى الآن عن نتائج طيبة لأثرياء العالم، فمنذ 20 يناير وتنصيب ترامب رئيساً للولايات المتحدة، وحتى الخميس 13 مارس، انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 7.9 في المئة، بينما انخفض مؤشر ناسداك، الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا، بنسبة 11.8 في المئة، وقد أثّر هذا التراجع بشكل كبير على أغنى أغنياء البلاد، إذ تشير تقديرات فوربس إلى أن المليارديرات الأميركيين انخفضت ثرواتهم مجتمعين بمقدار 415 مليار دولار.
في المقابل، ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 2.4 في المئة، وانخفض مؤشر ناسداك بنسبة 1 في المئة، في الفترة نفسها التي تلت تنصيب جو بايدن، وخلال الفترة نفسها، زادت ثروات مليارديرات الولايات المتحدة بمقدار 153 مليار دولار، بزيادة قدرها 3.6 في المئة.
ومن بين العوامل التي دفعت الأسهم إلى الانخفاض، قرارات ترامب بفرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك، وأدى ذلك إلى حالة من عدم اليقين، وهو أمرٌ يمقته قادة الشركات، بالإضافةً إلى ذلك يبدو أن الرسوم الجمركية الجديدة البالغة 25 في المئة، التي فرضها ترامب على جميع واردات الصلب والألومنيوم في وقت سابق من هذا الأسبوع تُشعل حرباً تجارية، حيث يعتزم الاتحاد الأوروبي فرض رسوم جمركية على السلع الأميركية في الأول من أبريل.
ومما زاد من المخاوف، توقع بنك الاحتياطي الفيدرالي، في أوائل شهر مارس الجاري، انكماشاً في النمو الاقتصادي بنسبة 2.8 في المئة في الربع الأول، فيما يُطلق عليه «انقلاب ترامب».
ولم يتأثر أي ملياردير بمثل إيلون ماسك، الذراع اليمنى لترامب، ففي 20 يناير، بلغت ثروة أغنى رجل في العالم 434 مليار دولار، ومنذ ذلك الحين، تناقلت التقارير انخفاضات حادة في مبيعات سيارات تسلا خلال أول شهرين من عام 2025 في ألمانيا والصين وأستراليا؛ وخفّض محللو جي بي مورغان توقعاتهم لتسليمات سيارات تسلا في الربع الأول من عام 2025 بنسبة 20 في المئة لتصل إلى 355 ألف سيارة، وهو أدنى مستوى منذ الربع الثالث من عام 2022.
وفي خضم كل ذلك، انخفضت أسهم تيسلا بنسبة 43 في المئة منذ تنصيب ترامب، وهذا بدوره أدى إلى محو 104 مليارات دولار من ثروة ماسك، التي كانت 330 مليار دولار بعد إغلاق سوق الأسهم يوم الجمعة، وفقاً لتقديرات فوربس، ورغم انخفاض صافي ثروته بنسبة 24 في المئة، فقد حافظ على مكانته كأغنى شخص في العالم.
ولا يعتقد روس مايفيلد، الخبير الاستراتيجي في إدارة الثروات الخاصة في شركة بيرد، أن هذا التراجع في ثروة ماسك مفاجئ، أو أن له علاقة وثيقة بأدواره المتعددة مؤخراً، قائلاً «لا أعتقد أن منصب ماسك في إدارة ترامب يُسهم في ذلك، لكنني لا أعتقد أن هذا هو العامل الرئيسي، إذا كنا نتجه نحو تباطؤ اقتصادي فإن قطاع السيارات والقطاعات الدورية سيتأثر بشدة، كما أن قطاع السيارات معرض بشدة للتجارة العابرة للحدود والتعريفات الجمركية».
وتراجعت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى بشكل كبير، حيث خسرت الشركات الكبرى مثل تسلا وإنفيديا وألفابت، وأمازون، وميتا، وأبل، ومايكروسوفت، مجتمعةً أكثر من 1.5 تريليون دولار من قيمتها السوقية منذ 20 يناير، وسط مخاوف من ضعف الاقتصاد.
كان أبرز الخاسرين الملياردير إيلون ماسك، أغنى شخص في العالم، ومؤسس شركتي تسلا لصناعة السيارات الكهربائية، وسبيس إكس لتكنولوجيا الفضاء.
ومنذ شهر يناير 2025، وبالتحديد وقت تنصيب الرئيس الأميركي ترامب، وحتى الآن انخفضت ثروته بنحو 104 مليارات دولار.
أما الملياردير جيف بيزوس ثاني أغنى شخص في العالم، ومؤسس شركة أمازون للتجارة الإلكترونية، فكان ثاني أكبر الخاسرين منذ تنصيب ترامب.
وانخفضت ثروة بيزوس ثاني أغنى شخص في العالم أيضاً، بمقدار 29 مليار دولار.
وانخفضت ثروة الملياردير لاري بيغ المؤسس المشارك لشركة غوغل، بنحو 26 مليار دولار.
في المركز الرابع يأتي الملياردير سيرغي برين، المؤسس المشارك لشركة غوغل، إذ انخفضت ثروته بنحو 24 مليار دولار.
من ضمن الخاسرين منذ تنصيب ترامب الملياردير لاري إليسون، مؤسس شركة أوراكل للتكنولوجيا، إذ انخفضت ثروته بنحو 22 مليار دولار.
على الرغم من أن الملياردير جنسن هوانغ، مؤسس والرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا المتخصصة في تصميم الرقائق الذكية، من أبرز المستفيدين من فقاعة الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الماضية؛ فإنه منذ تنصيب ترامب انخفضت ثروته بمقدار 19 مليار دولار.
أيضاً انخفضت ثروة الملياردير مايكل ديل، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ديل، عملاقة الأجهزة الحاسوبية، بنحو 18 مليار دولار.
على الرغم من أن الملياردير ستيف بالمر، ليس من مؤسسي الشركات؛ فإنه نجح في تكوين ثروته من خلال حصته في أسهم شركة مايكروسوفت، التي حصل عليها عندما كان رئيساً تنفيذياً للشركة، ومنذ تنصيب ترامب انخفضت ثروته 11 مليار دولار.
جاء المستثمر الشهير ستيفن شوارزمان، مؤسس شركة بلاكستون للاستثمار، من ضمن المليارديرات الخاسرين، إذ انخفضت ثروته بنحو 10.2 مليار دولار.
في المركز العاشر جاء الملياردير توماس بيترفي، مؤسس شركة أنترأكتيف بروكرز، الذي انخفضت ثروته بمقدار 7.9 مليار دولار.