«IBM»: الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل الوظائف في المستقبل

في خضم زخم أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي، لم يكن حضور IBM عادياً، فقد قدّم شكري عيد، المدير العام الإقليمي لشركة IBM في الخليج وبلاد الشام وباكستان، رؤيته الجريئة حول كيفية تبني الذكاء الاصطناعي على مستوى المؤسسات، ليس فقط لتعزيز الكفاءة، بل لإعادة تعريف جوهر العمل كما نعرفه.

قال شكري عيد، المدير العام لشركة IBM لمنطقة الخليج والشرق الأدنى وباكستان لـ«CNN الاقتصادية» على هامش أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي المنعقد بين 21-25 أبريل نيسان الجاري، إن الذكاء الاصطناعي أصبح قوة تحويلية تعيد تشكيل الصناعات، والأدوار الوظيفية، والهياكل القيادية في ظل تسارع التحولات الرقمية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

فخلال العامين الماضيين، حققت IBM زيادة في إنتاجها بقيمة تقارب 3.5 مليار دولار من خلال استخدام حلولها الداخلية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، واليوم تتم معالجة 94 بالمئة من طلبات الموارد البشرية لديها عبر أنظمة ذكية مدعومة بالتعلّم الآلي، ما أدى إلى تحسّن واضح في رضا الموظفين وتفاعلهم.

لكن IBM ليست وحدها، حيث أشار عيد إلى أن العديد من المؤسسات في المنطقة، من بينها شركة e& الإماراتية، بدأت بالفعل في اعتماد حالات استخدام واسعة النطاق للذكاء الاصطناعي، مع التركيز على الحوكمة الرقمية وضمان سلامة البيانات.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

من أبرز النتائج التي كشفتها دراسة مشتركة بين IBM ومؤسسة دبي للمستقبل، التي تنتظر اللمسات الأخيرة لنشرها خلال الشهرين المقبلين، أن 26 بالمئة من المؤسسات الكبرى عينت «رئيساً للذكاء الاصطناعي»، ويتوقع أن تصل النسبة إلى 65% خلال العامين المقبلين، ما يلفت في هذه النتائج أن المؤسسات التي تضم هذا المنصب التنفيذي تحقق عائداً أعلى بنسبة 10% على استثماراتها في الذكاء الاصطناعي، مقارنة بنظيراتها كما أفاد عيد.

رئيس الذكاء الاصطناعي.. وظيفة المستقبل

وأضاف: «هذا التحول يعكس نضجاً استراتيجياً، فالرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي يرفع من كفاءة المؤسسة، ويقود الجهود لتحديد المبادئ الأخلاقية، ويمكّن الفرق من استخدام البيانات بطريقة مسؤولة».

ويظل الجدل المتواصل حول التأثير المزدوج لتقنيات الذكاء الاصطناعي على الوظائف حيث أشار تقرير «مستقبل الوظائف 2025»، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، أنه سيتم إلغاء نحو 9 ملايين وظيفة تقليدية وسيخلق 11 مليون وظيفة جديدة وأن ما نسبته 39 بالمئة من المهارات الأساسية المطلوبة في سوق العمل ستتغير.

الوظائف لن تختفي.. بل ستعاد صياغتها

وعلق عيد أن الذكاء الاصطناعي لن يلغي وظائف، بل سيعيد صياغتها، وأضاف «كما أعدنا تعريف نماذج الأعمال بفضل التقنية، سيتم الآن إعادة تعريف توصيفات الوظائف ذاتها»، موضحاً أن الذكاء الاصطناعي سيحرر الموظفين من المهام المتكررة، ويتيح لهم التركيز على مهام ذات قيمة أعلى، وسيمكن استخدام «مساعدين أذكياء» أو «وكلاء ذكيين» الموظفين اتخاذ قرارات مستقلة في سياقات متعددة.

في ظل تسارع وتيرة التحول الرقمي، تؤمن IBM أن بناء المهارات ليس خياراً بل ضرورة استراتيجية، وفي هذا السياق تعهدت الشركة عام 2023 بتدريب نحو مليوني شخص حول العالم على المهارات الرقمية والذكاء الاصطناعي خلال 3 سنوات، مع تركيز خاص على المجتمعات الشابة في المنطقة.

التزام  بتنمية المواهب

وأفاد عيد: «نحن نعتبر تنمية المواهب استثماراً مستداماً في البنية التحتية البشرية، لا يمكن للمنطقة أن تحقق قفزة نوعية في الذكاء الاصطناعي بدون قاعدة قوية من الكفاءات المحلية».

ويشدد على أن المدارس والجامعات وشركات القطاع الخاص يجب أن تتعاون لتكوين جيل «يتعامل مع الذكاء الاصطناعي كما يتعامل مع الآلة الحاسبة — أداة أساسية للمنافسة، وليست بديلاً عن الإنسان».

في الختام، أكد عيد أن التحول الرقمي ينبغي ألا يتم على حساب الحوكمة أو المبادئ الأخلاقية، بل العكس، كلما كانت المؤسسة أكثر التزاماً بالحوكمة، كانت قدرتها على تسريع الابتكار أكبر، «فالمؤسسات الناجحة اليوم ليست فقط تلك التي تتبنى الذكاء الاصطناعي، بل التي تفهم كيف توازن بين تسارع التقنية واحتياجات البشر».