كيف أعاد الذكاء الاصطناعي تشكيل طريقة بحث أصحاب العمل عن المواهب؟

كيف أعاد الذكاء الاصطناعي تشكيل طريقة بحث أصحاب العمل عن المواهب؟ (شترستوك)
كيف أعاد الذكاء الاصطناعي تشكيل طريقة بحث أصحاب العمل عن المواهب؟
كيف أعاد الذكاء الاصطناعي تشكيل طريقة بحث أصحاب العمل عن المواهب؟ (شترستوك)

رغم المخاوف المتزايدة من تسبب الذكاء الاصطناعي في بطالة جماعية وشيكة، يرى مسؤول رفيع في شركة «مانباور غروب»، ثالث أكبر شركة توظيف في العالم في الإيرادات، أن هذه التوقعات مبالغ فيها.

وأضاف مدير الابتكار في شركة مانباور غروب، توماس تشامورو-بروموزيتش خلال مشاركته في معرض «فيفاتيك» في باريس، أن ما ستشهده أسواق العمل فعلياً هو تحوّل في المهارات المطلوبة مع نضج تقنيات الذكاء الاصطناعي.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

خلال مسابقة للشركات الناشئة نظّمتها «مانباور غروب»، برز مشروع يهدف إلى تأجير وكلاء ذكاء اصطناعي مستقلين بدلاً من الموظفين، في انعكاس لتحذيرات أطلقها الشهر الماضي داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة «أنثروبيك»، بشأن إمكانية استبدال نصف الوظائف الإدارية الأولية خلال فترة قصيرة.

لكن شركة «مانباور» أكدت أن هذه النماذج لن تصبح الموظفين الأساسيين لديها قريباً، مضيفةً أن التنبؤات التاريخية بشأن الأتمتة غالباً ما تكون خاطئة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

تقرير العمل الدولي.. الخطر ليس شاملاً

أشار تقرير صادر عن منظمة العمل الدولية في مايو إلى أن واحداً من كل أربعة عاملين في العالم يعمل في وظيفة معرضة بدرجات مختلفة لقدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي، إلا أن القليل فقط يواجه خطر الأتمتة الكاملة.

ونبّه التقرير إلى التطور السريع لقدرات الذكاء الاصطناعي، وخاصة ظهور نماذج قادرة على التصرف بشكل مستقل واستخدام أدوات كالبريد الإلكتروني والمتصفحات.

المهارات الناعمة تعود للواجهة

يرى توماس تشامورو-بروموزيتش، مدير الابتكار في «مانباور غروب»، أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الإنتاجية يضع ضغطاً على الأفراد والشركات للاستفادة من الوقت الموفَّر بشكل فعّال، ويحذّر من أن إهدار هذا الوقت على وسائل التواصل قد يلغي فوائد التكنولوجيا.

كما أضاف أن الذكاء الاصطناعي قد يتيح المزيد من الوقت للابتكار، لكنه أيضاً قد يؤدي إلى معايير أكثر صرامة وأقل استقلالية في الوظائف.

مهارات لا يمكن للذكاء الاصطناعي استبدالها

حدّدت شركات في 42 دولة، من خلال استطلاع أجرته «مانباور»، أهم المهارات التي لا يستطيع الذكاء الاصطناعي تعويضها، مثل: الحكم الأخلاقي، وخدمة العملاء، وإدارة الفرق، والتفكير الاستراتيجي.

ورغم تزايد أهمية هذه المهارات، فإن برامج التدريب لم تواكب هذا التغيير بعد، ما يعكس استمرار تركيز الشركات على الأتمتة بدلاً من تمكين العامل البشري.

الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل التوظيف.. من الجانبين

أسرع مجالات التحوّل حالياً هو التوظيف، إذ يعتمد كل من المتقدمين والشركات على أدوات الذكاء الاصطناعي.

المتقدمون اليوم قادرون على إرسال مئات الطلبات المثالية يومياً، وبعضهم يستخدم روبوتات لإجراء مقابلات العمل بدلاً عنهم، بحسب تشامورو-بروموزيتش.

رغم هذه الصورة المتطرفة، فإن دراسة لمنصة «TestGorilla» أظهرت أن 17 في المئة فقط من المتقدمين اعترفوا بالغش، وقلة منهم استخدموا أدوات الذكاء الاصطناعي.

التوظيف يتحوّل من المؤهلات إلى الإمكانات

في المقابل، كشف الاستطلاع نفسه أن ثلثي مديري التوظيف تقريباً يستخدمون الذكاء الاصطناعي في صياغة إعلانات الوظائف وتصفية الطلبات، لكن قلة فقط تعتمد عليه في مقابلات العمل.

ويعتقد تشامورو بروموزيتش أن المستقبل سيتجه نحو تقييم إمكانات الشخص وليس فقط مهاراته الحالية، قائلاً: أفضل أن أعرف أنك مجتهد، وفضولي، وتجيد التعامل مع الناس، ولست شخصاً مزعجاً وهذا ما يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدتي في تقييمه.

(أ ف ب)