هل «شات جي بي تي» يقوض تفكيرنا النقدي؟.. دراسة حديثة تجيب

دراسة: استخدام ChatGPT قد يؤثر سلباً على التفكير النقدي (رويترز)
هل «شات جي بي تي» يقوض تفكيرنا النقدي؟
دراسة: استخدام ChatGPT قد يؤثر سلباً على التفكير النقدي (رويترز)

في ظل الانتشار الواسع لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون في مختبر الوسائط بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) نتائج مثيرة للقلق.

الدراسة تشير إلى أن الاعتماد المفرط على نماذج مثل ChatGPT قد يؤثر سلباً على مهارات التفكير النقدي لدى المستخدمين، ما يثير تساؤلات جدية حول كيفية استخدام هذه التقنية وتأثيرها على قدراتنا العقلية وتحليلنا للمعلومات.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

ووفقاً لتقرير نشرته مجلة تايم الأميركية، كشفت الدراسة أن الاعتماد على هذه الأدوات يُضعف التفاعل الدماغي، ويؤثر على الأداء العصبي، واللغوي، والسلوكي.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

نشاط دماغي منخفض مع ChatGPT

قسّم الباحثون المشاركين إلى ثلاث مجموعات، واستخدموا تقنيات متقدمة لقياس النشاط الدماغي.

كانت المجموعة التي استخدمت «شات جي بي تي» الأقل نشاطاً في مناطق الدماغ المرتبطة بالتركيز والتفكير المعمق، وقدّم أفرادها مقالات مكررة تفتقر إلى الأصالة.

وبمرور الوقت، أظهر مستخدمو الذكاء الاصطناعي سلوكاً كسولاً متزايداً، حيث اعتمدوا كلياً على الأداة في توليد المحتوى، دون محاولة صياغة الأفكار بأنفسهم.

هذا النمط، بحسب الباحثين، قد يؤدي إلى إضعاف الذاكرة طويلة المدى والتفكير التأملي، نتيجة تقليل الانخراط الذهني والاعتماد الزائد على الذكاء الاصطناعي في إنتاج الأفكار.

الأطفال في دائرة الخطر

وتُحذر الدراسة من أن استخدام النماذج اللغوية الضخمة قد يضر بعملية التعلم، خاصة لدى المستخدمين الأصغر سناً.

وأعربت الباحثة ناتاليا كوزمينا عن قلقها من إدخال أدوات الذكاء الاصطناعي في المراحل التعليمية المبكرة، مؤكدة أن «الأدمغة النامية هي الأكثر عرضة للخطر»، وأن الاعتماد المبكر على هذه الأدوات قد يعوق تطور المهارات المعرفية الأساسية لدى الأطفال.

توليد الأفكار

في تجربة بحثية، طُلب من المشاركين كتابة مقالات عن مواضيع مثل أخلاقيات العمل الخيري، باستخدام إما ChatGPT أو بحث غوغل أو دون أي أداة.

وكشفت النتائج أن المقالات المكتوبة باستخدام «شات جي بي تي» كانت متشابهة جداً، وتفتقر إلى الأصالة والإبداع، ووصفها معلمو اللغة الإنجليزية بأنها «بلا روح».

كما أظهرت تخطيطات الدماغ ضعفاً في الانتباه والتحكم التنفيذي، ما يعكس اعتماداً متزايداً على الأداة مع كل مقال جديد.

وعندما طُلب من المستخدمين إعادة كتابة مقالاتهم بدون الأدوات، لم تتمكن مجموعة ChatGPT من تذكر الكثير من محتواها، وأظهرت موجات دماغية ضعيفة، ما يشير إلى ضعف الذاكرة طويلة الأمد.

وفي هذا الشأن، تقول الباحثة ناتاليا كوزمينا: «المهمة نُفذت، لكنها لم تترك أي أثر في شبكات الذاكرة».

في المقابل، أظهرت المجموعة التي اعتمدت على التفكير الذاتي دون استخدام أدوات، أداءً أفضل من حيث النشاط العصبي، ما يشير إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يُعزز التعلم إذا استُخدم بشكل صحيح دون الاعتماد الكامل عليه.

كما أظهرت المجموعة الثالثة، التي استخدمت محرك بحث غوغل، نشاطاً دماغياً أعلى ورضا واضحاً، في تباين ملحوظ مع مجموعة مستخدمي «شات جي بي تي».