ألقى جاك ما، مؤسس عملاق التجارة الإلكترونية الصيني علي بابا، محاضرته الأولى كأستاذ زائر في جامعة طوكيو، إذ يبتعد رجل الأعمال الصيني البارز عن إمبراطوريته التجارية بعد حملة قمع من قبل بكين.
قام ما، الذي كان مدرساً للغة الإنجليزية في السابق قبل أن يصبح أحد أكثر الشخصيات التجارية نجاحاً في الصين، بتدريس الطلاب في محاضرة خاصة لمدة ساعتين مساء 12 يونيو حزيران، حول فلسفة الإدارة وكيف يمكنهم تحقيق النجاح، وفقاً لبيان من جامعة طوكيو يوم الجمعة.
وأضاف البيان أن حديث ما، إلى طلاب من اليابان والصين والهند وماليزيا وأماكن أخرى، استند إلى «خبرته الغنية ومعرفته الغزيرة في ريادة الأعمال والابتكار».
كان «ما» في يوم من الأيام رائد أعمال لامعاً ذا رأي صريح، وقد اختفى إلى حد كبير عن الأنظار بعد أن انتقد المنظمين الصينيين خلال خطاب ألقاه في شنغهاي في أواخر عام 2020.
بعد أيام من خطابه، ألغت بكين الاكتتاب العام الرائد لمجموعة «آنت»، والذي كان من المتوقع أن يكون أكبر طرح للأسهم في تاريخ العالم، ويمثل هذا الإجراء بداية حملة تنظيمية غير مسبوقة على صناعة الإنترنت في الصين والقطاع الخاص، بما في ذلك فرض غرامة قياسية قدرها 2.8 مليار دولار على مجموعة علي بابا لانتهاكها قواعد مكافحة الاحتكار.
ومنذ ذلك الحين، ظل «ما» بعيداً عن الأنظار وقضى المزيد من الوقت في الخارج، في كلٍ من هونغ كونغ، وإسبانيا، واليابان، موطن صديقه ومستثمر علي بابا، الرئيس التنفيذي لـ«سوفت بانك»، ماسا سون.
اجتذبت أخبار «ما» اهتماماً مستمراً، إذ كان يُنظر إليه على أنه يمثل ثقة رجال الأعمال في الصين، وفي مارس آذار عاد إلى الصين لدعم مخطط إعادة هيكلة تاريخية من قبل علي بابا، والتي قسمت الشركة إلى ست وحدات منفصلة، وكانت عودته خطوة رمزية وربما كانت «حدثاً إعلامياً مخططاً له» من قبل بكين يهدف إلى تهدئة مخاوف القطاع الخاص، وفقاً للمحللين.
ظهر ما في العلن بشكل متكرر هذا العام، مع تركيز أكثر وضوحاً على البحث والتدريس، وفي أبريل نيسان أعلنت جامعة هونغ كونغ أن ما سينضم إلى كلية إدارة الأعمال الخاصة بها على مدار السنوات الثلاث المقبلة، وأصبح ما أستاذاً في جامعة طوكيو في الأول من مايو أيار، وتستمر فترة إقامته حتى 31 أكتوبر تشرين الأول، وفقاً لصفحة التعريف بـ«ما».
عاد ما إلى الصين بعد المحاضرة التي ألقاها وحضر مسابقة للرياضيات نظمها فريق أبحاث علي بابا في هانغتشو يوم السبت، وفقاً لبيان صادر عن أكاديمية دامو، وتحدث ما مع المتأهلين للتصفيات النهائية لمسابقة الرياضيات العالمية التي نظمتها الأكاديمية، والتي بدأها في عام 2018، وناقش كيف ستستمر المسابقة في الابتكار وجلب متعة جديدة للأشخاص الذين يحبون الرياضيات.
تحتاج بكين إلى القطاع الخاص أكثر من أي وقت مضى لدعم النمو وخلق فرص العمل، إذ تظهر مؤشرات متعددة أن الانتعاش الاقتصادي في البلاد يفقد الزخم، وجاءت مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي مخالفة للتوقعات في الشهر الماضي، وفقاً للإحصاءات الحكومية الصادرة الأسبوع الماضي، وبلغ معدل البطالة للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عاماً مستوى قياسياً جديداً سجل نحو 20.8 في المئة.
ويسعى كبار قادة البلاد، بما في ذلك الرئيس شي جين بينغ ورئيس الوزراء لي تشيانغ، إلى طمأنة المستثمرين ورجال الأعمال للعودة للاستثمار في البلاد مرة أخرى، وقاموا بإطلاق نبرة ترحيب بالشركات الأجنبية.