تعمل إسرائيل دائماً منذ نشأتها في عام 1948 على تطوير أسلحتها بشكل مستمر، بدءاً من الاعتماد على فرنسا لتزويدها بالسلاح حتى نهاية حرب عام 1967 ثم تطوير أسلحتها بنفسها لتصبح أحد أضلاع صناعة السلاح حول العالم.

ووفقاً لورقة بحثية أصدرتها باحثة بجامعة كولومبيا، ترجع صناعة الأسلحة الإسرائيلية إلى أيام مقاتلي الهاغاناه، الذين عملوا بورش عسكرية تحت الأرض لتصنيع وإصلاح الأسلحة الصغيرة والذخيرة والمدرعات، قبل أن يبدؤوا في اتخاذ خطوات جدية أوائل ستينيات القرن الماضي.

في ظل الأوضاع القائمة وأعداد الضحايا المتزايدة في قطاع غزة يومياً يظهر السؤال بشأن مدى الفرق في ميزان القوة العسكرية بين إسرائيل وحماس، لا سيما أن الجيش الإسرائيلي يستخدم أسلحة هجومية متطورة ما بين الأسلحة الثقيلة والطيران الموجه والأسلحة الخفيفة الآلية والنصف الآلية منها مدفع نيغيف والأوزي وبندقية (تافور تار) بأنواعها المختلفة إضافةً إلى امتلاكهم تقنيات دفاعية متعددة من ضمنها القبة الحديدية.

وفرضت إسرائيل حصارا شاملا على قطاع غزة وتستهدفه بقصف مكثف. وتعهدت بالقضاء على حماس بعد أن قتلت الجماعة الإسلامية المسلحة 1400 شخص واحتجزت رهائن في هجوم على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول. ويقول مسؤولون فلسطينيون على الجانب الآخر إن أكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني قتلوا.

ويستخدم الجيش الإسرائيلي في المواجهة بخلاف تلك الترسانة المتطورة أسلحة محرمة دولياً، منها القنابل العنقودية والقنابل الفسفورية، إضافةً إلى أسراب الطيران الحربي التي تُستخدم في دك المرافق والبُنى التحتية، بالإضافة إلى الصواريخ الموجهة، ومن ضمنها صاروخ (نيمرود).

وعلى الجانب الآخر، لا يمتلك مقاتلو حماس في مواجهتهم مع الجيش الإسرائيلي إلا الأسلحة الخفيفة والمتوسطة بخلاف امتلاكهم عدداً من الصواريخ وطائرات مسيرة، لتميل الكفة بشكل غير متوازن على الإطلاق في صالح إسرائيل.

صراع عسكري غير متوازن

وفي سياق متصل، أوضح اللواء محمد الغباري مدير كلية الدفاع الوطني في مصر سابقاً أن المقارنة بين المعدات والأسلحة التي تستخدمها حماس وترسانة الجيش الإسرائيلي تعد ظالمة للجانب الأول، خاصة أن الأخيرة لديها القدرة على تصنيع الأسلحة وتطويرها بينما لا يمتلك الجانب الفلسطيني سوى الأسلحة الخفيفة، التي تدخل إلى غزة عن طريق التهريب.

وأشار الغباري إلى أنه حتى الأسلحة التي تسعى حماس إلى إدخالها لاستخدامها في الصراع تدخل بكميات محدودة فمثلاً بإمكانها إدخال ما يتراوح بين 20 و30 صاروخاً مضاداً للدبابات، ولكنها لا تستطيع إدخال كتيبة كاملة، والتي تتضمن بخلاف الصواريخ المدافع والمركبات القتالية المُدرعة.

وأوضح أن مقاتلي حماس يفتقرون إلى أهم منظومات القتال وهي الطيران الحربي والقوات الجوية، وأنهم فقط يعتمدون على الطائرات المُسيرة الصغيرة، كما أن الصواريخ التي تطلقها تجاه المدن الإسرائيلية قد يمر بعضها من القبة الحديدية ولا يمر الجزء الأكبر منها.

ولفت إلى أن حماس تتكبد خسائر ضخمة في هذه الحرب على الرغم من تحقيقها بعض الانتصارات في البداية، موضحاً أن الفائز في ذلك الصراع هو من سيتكبد أقل الخسائر، مشيراً إلى أن الهجمات التي شنتها حماس على المواقع والمدن الإسرائيلية حققت انتصاراً معنوياً دون نتائج ملموسة على أرض الواقع.

وأكد أن الجيش الإسرائيلي يسعى للقضاء على أكبر عدد ممكن من عناصر حركة حماس عَبر قصف البنية التحتية للحركة في قطاع غزة من طرق وأنفاق، ولكنها استهدفت المدنيين الفلسطينيين العالقين.

ومن جانبه، أوضح الخبير العسكري الاستراتيجي محمود متولي أن الصراع الحالي غير متكافئ من الناحية العسكرية، خاصةً أن الجيش الإسرائيلي يمتلك أسلحة متطورة إضافة إلى دعم من الجانب الأميركي.

ولفت إلى أن حركة حماس تفتقر إلى الآليات الأساسية التي من الممكن أن تشكل الفارق في الصراع مثل الدبابات والطائرات إضافةً إلى وسائل الدفاع المتطورة، ما يجعل كفة الصراع تميل إلى الجانب الإسرائيلي.

معلومات مضللة

وكانت إحدى الصفحات التابعة للجيش الإسرائيلي قد غردت على صفحتها على موقع إكس -تويتر سابقاً- أن قصف مستشفى المعمداني بغزة يوم الثلاثاء كان بالخطأ من حركة حماس لافتة إلى أنه لم يتم رصد أية تحركات للطيران الإسرائيلي بالتزامن مع القصف، ولكنها حذفت التغريدة عقب ظهور لقطات فيديو مصورة تُظهر لحظة القصف.