أصدرت جامعة ستانفورد تقريرها السابع لمؤشر الذكاء الاصطناعي، الذي يغطي اتجاهات مثل التقدم التقني في الذكاء الاصطناعي والتصورات العامة للتكنولوجيا.
وأصبح تأثير الذكاء الاصطناعي على المجتمع أكثر وضوحاً من أي وقت مضى، فمنذ أن أصبح تشات جي بي تي ميزة منتشرة في كل مكان على أجهزة الكمبيوتر المكتبية في أواخر عام 2022، بدأ التطور السريع ونشر أدوات الذكاء الاصطناعي، ما أسهم في إحداث تحول في الصناعات مذهل وسط مخاوف بشأن حدود قدرة الذكاء الاصطناعي.
ويرى تقرير مؤشر الذكاء الاصطناعي الصادر عن جامعة ستانفورد أن الذكاء الاصطناعي تمكن من تجاوز أداء البشر في العديد من المهام، ونجح في مساعدة العمال على أن يصبحوا أكثر إنتاجية وينتجوا أعمالاً ذات جودة أفضل.
ويغطي هذا التقرير أبرز 10 نقاط وردت في تقرير مؤشر الذكاء الاصطناعي التي تتمثل في التالي:
1- الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في مختلف المهام
بدءاً من عام 2023، تفوق الذكاء الاصطناعي على الأداء البشري في بعض المعايير، بما في ذلك تصنيف الصور والتفكير البصري وفهم اللغة الإنجليزية.
ومع ذلك، لا تزال هناك بعض فئات المهام التي يفشل فيها الذكاء الاصطناعي في تجاوز القدرة البشرية، وأبرزها المهام المعرفية المعقدة، تتضمن هذه المهام أمثال التفكير المعمق والتخطيط البصري السليم.
2- الصناعة تأخذ زمام المبادرة
حتى عام 2014، كانت الأوساط الأكاديمية هي الرائدة في إطلاق نماذج التعلم الآلي، لم يعد هذا هو الحال، في عام 2023 كان هناك 51 نموذجاً للتعلم الآلي أنتجتها الصناعة مقارنة بـ15 نموذجاً فقط من الأوساط الأكاديمية.
ومن المثير للاهتمام أنه تم إنشاء 21 نموذجاً بارزاً في عام 2023 نتيجة التعاون بين الصناعة والأوساط الأكاديمية، وهو ما يمثل مستوى مرتفعاً جديداً.
ما السبب وراء الارتفاع الهائل في الصناعة؟ يتطلب إنشاء نماذج الذكاء الاصطناعي المتطورة الآن قدراً كبيراً من البيانات والقدرة الحاسوبية والموارد المالية، التي لا يمكن الوصول إليها عادةً في الأوساط الأكاديمية.
3- نماذج الذكاء الاصطناعي أصبحت أكثر كلفة
وفقاً لتقديرات مؤشر الذكاء الاصطناعي، زادت تكاليف تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الرائدة بشكل ملحوظ، فعلى سبيل المثال قُدرت تكاليف تدريب جي بي تي-4 من أوبن إيه أي بنحو 78 مليون دولار، في حين بلغت تكلفة برنامج جيميني الترا من غوغل نحو 191 مليون دولار.
وبالمقارنة، في عام 2017 تكلف نموذج ترانسفورمر الأصلي، الذي يُعرف بأنه يقدم البنية التي تدعم جميع برامج الذكاء الاصطناعي الحديثة تقريباً، نحو 900 دولار.
4- الولايات المتحدة المصدر الرئيسي لأفضل النماذج
لفهم المشهد الجيوسياسي المتطور لتطوير الذكاء الاصطناعي، قام فريق بحث مؤشر الذكاء الاصطناعي بتحليل البلد الأصلي للنماذج البارزة، وأظهرت النتائج أن الولايات المتحدة تتصدر في عام 2023، بـ61 نموذجاً بارزاً، متجاوزة الاتحاد الأوروبي (21 نموذجاً) والصين (15 نموذجاً)، ومنذ عام 2003 أنتجت الولايات المتحدة نماذج أكثر من المناطق الجغرافية الرئيسية الأخرى.
5- غياب معايير موحدة للذكاء الاصطناعي
تعتمد فعالية المعايير عندما يتعلق الأمر بأدوات الذكاء الاصطناعي، إلى حد كبير، على نهجها وتطبيقها الموحد.
ومع ذلك، يكشف البحث الذي أجراه مؤشر الذكاء الاصطناعي عن نقص كبير في التوحيد القياسي في إعداد التقارير الفنية عن الذكاء الاصطناعي.
على سبيل المثال، يقوم المطورون الرائدون، بما في ذلك أوبن أي إيه وغوغل، باختبار نماذجهم في المقام الأول وفقاً لمعايير الذكاء الاصطناعي المختلفة.
وتؤدي نماذج الاختبار المختلفة ومعايير الأداء المختلفة إلى تعقيد المقارنات، ويعتبر اختبار الأداء الموحد أمراً بالغ الأهمية لتعزيز الشفافية حول قدرات الذكاء الاصطناعي.
6- الاستثمار في الذكاء الاصطناعي التوليدي مرتفع للغاية
زاد تمويل الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل حاد في عام 2023.
واجتذب القطاع 25.2 مليار دولار العام الماضي، أي ما يقرب من تسعة أضعاف استثمارات عام 2022 ونحو 30 ضعف المبلغ في عام 2019.
وشكل الذكاء الاصطناعي التوليدي أكثر من ربع إجمالي الاستثمارات الخاصة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في عام 2023.
7- يجعل العمال أكثر إنتاجية ويتيح أعمالاً ذات جودة أعلى
في حين أن استخدام الذكاء الاصطناعي دون إشراف مناسب يمكن أن يؤدي إلى تضاؤل الأداء، فإن العديد من الدراسات التي تقيم تأثير الذكاء الاصطناعي على العمل تشير إلى أنه يمكّن العمال من إكمال المهام بسرعة أكبر وتحسين جودة مخرجاتهم. وأظهرت الدراسات أيضاً قدرة الذكاء الاصطناعي على سد فجوة المهارات بين العمال ذوي المهارات المنخفضة والعالية.
8- يلعب دوراً متزايداً في التقدم العلمي
في حين شهد عام 2022 بداية الذكاء الاصطناعي في تعزيز الاكتشافات العلمية، حقق عام 2023 قفزات أخرى فيما يتعلق بإطلاق تطبيقات الذكاء الاصطناعي ذات الصلة بالعلم، وفقاً لمؤشر الذكاء الاصطناعي.
تشمل الأمثلة سينبوت (Synbot)، وهو عالم كيميائي آلي يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتصنيع الجزيئات العضوية.
9- لوائح الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة آخذة في الارتفاع
وفي عام 2023، تم سن 25 لائحة تنظيمية مرتبطة بالذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، ما أدى إلى زيادة العدد الإجمالي بنسبة 56.3 في المئة، وذلك مقارنة بلائحة واحدة عام 2016.
وقفز عدد اللوائح المتعلقة بالذكاء الاصطناعي التي أقرها الاتحاد الأوروبي من 22 في عام 2022 إلى 32 في عام 2023.
10- الناس أكثر وعياً وقلقاً بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي
ويتضمن التقرير معلومات من استطلاع أجرته شركة إبسوس التي تظهر أنه خلال العام الماضي ارتفعت نسبة الأشخاص الذين يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي سيؤثر بشكل كبير على حياتهم في السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة من 60 إلى 66 في المئة.
وظهر عدم الارتياح تجاه منتجات وخدمات الذكاء الاصطناعي ارتفاعاً بنسبة 13 نقطة مئوية بدءاً من عام 2022، حيث أفاد 55 في المئة بأنهم يشعرون بالقلق، ويستشهد التقرير أيضاً ببيانات مركز بيو التي تشير إلى أن 52 في المئة من الأميركيين يشعرون بالقلق بشأن الذكاء الاصطناعي أكثر من حماستهم، مقارنة بـ38 في المئة في عام 2022.