طالبت عملاقة التكنولوجيا الأميركية مايكروسوفت ما لا يقل عن 100 من موظفيها في الصين بالانتقال إلى دول أخرى، بحسب ما أوردت وسائل الإعلام الرسمية الصينية.
وتأتي تلك الأنباء في وقت تشهد فيه العلاقات بين واشنطن وبكين توتراً متنامياً حول التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة.
وعرضت الشركة على الموظفين -الذين ينتمي معظمهم لتخصصات الحوسبة السحابية- فرصاً للعمل في دول بديلة من بينها الولايات المتحدة وأستراليا وإيرلندا.
في الوقت نفسه، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، يوم الخميس، أن مايكروسوفت طلبت من 800 موظف يعملون في مجال الحوسبة السحابية في الصين الانتقال لأسواق أخرى، كما ذكرت في وقت سابق العام الماضي أن إدارة الرئيس جو بايدن تستعد لتنفيذ إجراءات من شأنها تقييد وصول الشركات الصينية إلى خدمات الحوسبة الأميركية.
التزام تجاه الصين
على الجانب الآخر أكدت مايكروسوفت، في بيان أوردته رويترز، استمرار التزامها تجاه السوق الصينية، مشيرة إلى أن فرص التنقلات الداخلية للموظفين هي جزء من نشاطها المعتاد.
وتعمل الشركة في الصين منذ عام 1992، واعتمدت لعقود على مختبر الأبحاث القوي الخاص بها في بكين، الذي تستمد منه جزءاً كبيراً من نفوذها العالمي.
وأعرب الموظفون المعنيون عن ارتباكهم من حركة التنقلات المفاجئة، موضحين أن الشركة منحتهم شهراً على الأكثر لاتخاذ قرارهم بشأن الانتقال، كما أوضحوا أن لديهم الخيار في رفض الانتقال.
حرب تكسير عظام
وتأتي تلك التقارير في الأسبوع نفسه الذي أعلن فيه الرئيس جو بايدن فرض تعريفات جمركية جديدة على الواردات الصينية من المركبات الكهربائية وغيرها من المنتجات المتقدمة، التي تقدر بنحو 18 مليار دولار، وبرر بايدن قراره بحماية القطاعات الصناعية الأميركية من تداعيات المنافسة غير العادلة مع الصين.
وتشهد الحرب التكنولوجية بين أكبر اقتصادين في العالم تنامياً مستمراً خلال السنوات الأخيرة، ففي أكتوبر تشرين الأول 2023 قلصت الإدارة الأميركية أنواع الرقائق الإلكترونية التي يمكن للشركات الأميركية توريدها إلى الصين.
وخلال الأشهر القليلة الماضية، مارست الولايات المتحدة تأثيرها على حلفائها في أوروبا وآسيا لتقييد مبيعات الرقائق الذكية المتقدمة إلى السوق الصينية.
في المقابل، ردت بكين بحظر تصدير خامي الجرمانيوم والجاليوم، وهما خامان أساسيان في تصنيع الرقائق الإلكترونية.