أعلنت شركة « إنستغرام»، الثلاثاء، عن اتخاذ إجراءات جديدة لحماية المستخدمين الشباب على منصتها، وذلك من خلال تفعيل إعدادات «حسابات المراهقين» بشكل تلقائي، هذا الإجراء سيؤدي إلى جعل حسابات المراهقين خاصة تلقائياً وتقييد نوعية المحتوى المتاح لهم على التطبيق.
التحديث الجديد جاء بعد نحو ثلاث سنوات من نشر «أوراق فيسبوك»، التي سلطت الضوء على المخاطر التي تواجه المستخدمين الشباب على المنصة. كما تهدف الشركة إلى تشجيع المراهقين على تبني الإشراف الأبوي من خلال التطبيق، فبدءاً من هذا التحديث، سيتعين على المستخدمين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً الحصول على موافقة الوالدين لإجراء أي تغييرات في إعدادات الحساب، بينما يمكن للمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و17 عاماً تعديل الإعدادات يدوياً.
تعتمد هذه الإعدادات على أكثر من 30 أداة للرفاهية والإشراف الأبوي أطلقتها شركة ميتا، مثل تذكيرات «خذ استراحة» وتقييد المحتوى غير المناسب للعمر، رغم ذلك، واجهت الشركة انتقادات مستمرة لاعتمادها بشكل كبير على الآباء والمراهقين أنفسهم لضمان السلامة، حيث يعتمد الإشراف الأبوي على إبلاغ المراهقين آباءهم باستخدامهم التطبيق.
تعرضت ميتا لضغوط متزايدة لحماية المراهقين بعد أن شهد الموظف السابق أرتورو بيجار أمام مجلس الشيوخ بأن كبار المسؤولين التنفيذيين، بمن فيهم مارك زوكربيرغ، تجاهلوا التحذيرات بشأن تأثيرات المنصة السلبية على المراهقين، وزعمت وثائق المحكمة أن زوكربيرغ أعاق مراراً مبادرات لرعاية المراهقين، وأن الشركة رفضت إغلاق حسابات الأطفال دون سن 13 عاماً، ما أتاح للمفترسين استهدافهم.
من جانبها، أكدت ميتا أن التغييرات الأخيرة تستهدف معالجة مخاوف الآباء بشأن التواصل والمحتوى الذي يتعرض له أبناؤهم، وكذلك مدى استغلال وقتهم على المنصة.
وبموجب التحديثات، ستصبح حسابات جميع المستخدمين تحت سن 18 عاماً، سواء الجديدة أو الحالية، تلقائياً خاصة، مع تقييد المراسلات، سيتمكن المراهقون من تلقي الرسائل فقط من الأشخاص الذين يتابعونهم، كما سيقتصر التفاعل مثل الإشارة إليهم في الصور أو التعليقات على متابعيهم فقط.
علاوة على ذلك، سيتم وضع المراهقين في إعدادات أكثر تقييداً فيما يتعلق بالمحتوى الحساس، بما في ذلك المنشورات التي تروج للتجميل، وسيتلقى المراهقون تذكيرات بالحد الزمني بعد قضاء ساعة واحدة يومياً على التطبيق، وسيدخل «وضع السكون» بين الساعة 10 مساءً و7 صباحاً، ما يكتم الإشعارات.
من المتوقع أن تطبق هذه التحديثات في الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وكندا، وأستراليا خلال الأيام المقبلة، على أن يتم توسيعها لاحقاً إلى دول أخرى في العامين المقبلين.
ومع ذلك، تواجه الشركة تحدياً في ضمان أن الآباء هم من يشرفون على حسابات المراهقين وليس أصدقاء أكبر سناً، حيث لا تعتمد ميتا على التحقق المباشر من هوية الآباء، بل تستند إلى إشارات مثل تاريخ ميلاد المستخدم ومراقبة الحسابات الأخرى.
بالإضافة إلى ذلك، أشارت الشركة إلى استخدامها الذكاء الاصطناعي لكشف الحسابات التي قد تكون سجلت معلومات خاطئة بشأن العمر.
وأكدت ميتا أن هذه التغييرات جاءت بالتعاون مع مجلسها الاستشاري للسلامة ومجموعة من مستشاري الشباب والآباء، إضافة إلى ردود الأفعال من الحكومات والمراهقين.