أثارت واقعة انفجار مئات من أجهزة النداء (البيجرز) التي يستخدمها حزب الله في جميع أنحاء لبنان، حالة من القلق حول الهجمات الإلكترونية وما يمكن أن تصل إليه، خاصة أن الانفجارات أسفرت عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 2750 آخرين، وفقاً للتقارير الرسمية.
وتسببت الانفجارات في دمار وفوضى واسعة النطاق، وأثرت بشكل كبير على وحدات حزب الله ومؤسساته، وتساءل الكثير حول ما إذا كان يمكن أن يحدث الشيء نفسه في الهواتف الذكية.
انفجارات البيجر.. هل يمكن أن تحدث في الهواتف الذكية؟
رغم أن انفجارات أجهزة النداء في لبنان غير عادية، فإنها أثارت مخاوف بشأن سلامة بطاريات «الليثيوم أيون»، التي لا توجد في أجهزة النداء فحسب، بل في الهواتف الذكية أيضاً، ومع ذلك، فإن خطر حدوث انفجارات مماثلة للبطاريات في الأجهزة التي لم يتم العبث بها لا يزال منخفضاً.
وتشير التقارير إلى أن الانفجارات التي وقعت في لبنان قد تكون ناجمة على الأرجح عن التلاعب بالأجهزة، على الرغم من أن نظرية أخرى تشير إلى وجود خرق للأمن السيبراني تسبب في ارتفاع درجة حرارة البطارية أدى إلى الانفجار، ولم تؤكد السلطات أي تفسير.
وقال ضابط سابق في الجيش البريطاني متخصص في إبطال مفعول القنابل، لوكالة أسوشييتد برس، إن الأجهزة المتفجرة تتكون من عدة مكونات رئيسية: (حاوية، وبطارية، وجهاز تفجير، وعبوة ناسفة).
وأوضح الضابط السابق، الذي تحدث دون الكشف عن هويته بسبب عمله الاستشاري في الشرق الأوسط، أن جهاز النداء يحتوي بالفعل على ثلاثة من هذه المكونات، وسيحتاج فقط إلى إضافة المفجر والشحنة.
وتابع، «باختصار.. أجهزة الاتصال الخاصة بك ليست معرضة لخطر الانفجار إلا إذا تم العبث بها بشكل كبير أو تعديلها بالمتفجرات».
ويشير الخبراء إلى أنه في حين أن بطاريات الليثيوم تكون عرضة لحرائق خطيرة في بعض الحالات، فقد ورد أنه تم التلاعب بالأجهزة المستخدمة في حادثة لبنان لتفجيرها عن بعد.
ومن المهم ملاحظة أن أجهزة الاستدعاء لم يتم اختراقها، ولم يكن هناك أي هجوم إلكتروني، وبدلاً من ذلك، فمن المحتمل أن يتم تعديلها قبل شحنها.
وفي عام 2016، استدعت سامسونغ هاتف غلاكسي نوت 7 (Galaxy Note 7) بسبب مشكلات في خلايا البطارية التي تسببت في اشتعال النيران في الأجهزة، أو في بعض الحالات، انفجارها، وحتى في ذلك الوقت، كانت التقارير بالعشرات، وليس بالآلاف، ولم تحدث في حدث متزامن.
وفي العام نفسه، تم سحب نحو 500 ألف لوح طائر بعد أن حذرت لجنة سلامة المنتجات الاستهلاكية الأميركية من مخاطر اشتعال النيران أو الانفجار.
نصائح السلامة لمستخدمي الهواتف الذكية
من أجل تقليل مخاطر الحوادث المتعلقة بالبطارية، ينصح الخبراء بما يلي:
- استخدام أجهزة الشحن الرسمية بدلاً من خيارات الجهات الخارجية، والتي قد لا توفر الحماية الكافية.
- حفظ الأجهزة بعيداً عن الحرارة الشديدة أو البرودة.
- مراقبة صحة البطارية وملاحظة علامات التدهور أو السلوك غير المعتاد.
- استبدال البطاريات القديمة أو المعيبة ببدائل أصلية.
وعلى الرغم من أنه لا يوجد جهاز محصن تماماً ضد الفشل، فإن اتباع هذه الاحتياطات يمكن أن يقلل من احتمالية وقوع حادث.
وتشمل الأسباب الشائعة لانفجار البطاريات في الهواتف الذكية:
الحرارة المفرطة:
يمكن أن يؤدي الشحن الزائد أو التعرض لدرجات حرارة عالية إلى ارتفاع درجة الحرارة، ما يؤدي إلى حدوث انفجارات.
عيوب التصنيع:
يمكن أن تؤدي المكونات المعيبة أو عيوب التصميم إلى زيادة خطر فشل البطارية.
الأضرار الخارجية:
يمكن أن يؤدي الضرر المادي للبطاريات أو الهواتف إلى تعريض سلامتها للخطر، ما يؤدي إلى مخاطر.
ومن خلال البقاء على دراية بهذه العوامل، يمكن للمستخدمين منع المشكلات المحتملة المتعلقة ببطارية أجهزتهم المحمولة.