حرب الرقائق.. الصين تحقق مع إنفيديا بتهمة انتهاك قانون مكافحة الاحتكار

يعد التحقيق بمثابة التصعيد الأحدث في معركة متنامية حول الهيمنة على الذكاء الاصطناعي بين الولايات المتحدة والصين (شترستوك)
حرب الرقائق.. الصين تحقق مع إنفيديا بتهمة انتهاك قانون مكافحة الاحتكار
يعد التحقيق بمثابة التصعيد الأحدث في معركة متنامية حول الهيمنة على الذكاء الاصطناعي بين الولايات المتحدة والصين (شترستوك)

قالت الصين، يوم الاثنين، إنها بدأت تحقيقاً ضد شركة إنفيديا بسبب الاشتباه في انتهاكات لقانون مكافحة الاحتكار في البلاد، في خطوة يُنظر إليها على أنها طلقة انتقامية ضد القيود الأخيرة التي فرضتها واشنطن على قطاع الرقائق الصيني.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
ولم يوضح البيان الصادر عن هيئة تنظيم السوق الصينية والذي أعلن عن التحقيق في كيفية انتهاك الشركة الأميركية، المعروفة بتطوير الذكاء الاصطناعي ورقائق الألعاب، قوانين مكافحة الاحتكار في الصين.

وأضاف أن شركة صناعة الرقائق الأميركية مشتبه بها أيضاً في انتهاك الالتزامات التي قطعتها أثناء استحواذها على شركة تصميم الرقائق الإسرائيلية ميلانوكس تكنولوجيز بموجب الشروط الموضحة في الموافقة التنظيمية المشروطة لعام 2020 على تلك الصفقة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
يعد التحقيق بمثابة التصعيد الأحدث في معركة متنامية حول الهيمنة على الذكاء الاصطناعي، والتي تعتقد كل من الولايات المتحدة والصين أنها حاسمة للأمن القومي.

ولم تستجب شركة إنفيديا على الفور لطلب رويترز التعليق.

وهبطت أسهم الشركة بنسبة 2.2 في المئة في تعاملات ما قبل افتتاح السوق في نيويورك بعد إعلان الهيئة التنظيمية الصينية.

حرب الرقائق بين الصين وأميركا

يأتي التحقيق بعدما أطلقت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي حملتها الثالثة خلال ثلاث سنوات على صناعة أشباه الموصلات في الصين، والتي شهدت قيام واشنطن بتقييد الصادرات إلى 140 شركة، بما في ذلك شركات تصنيع معدات الرقائق.

وفي إشارة إلى أن الصين تعتزم الرد بقوة على الخطوة الأخيرة، حظرت بكين بعد وقت قصير من إعلان واشنطن صادرات المعادن المهمة مثل الغاليوم والجرمانيوم والأنتيمون إلى الولايات المتحدة.

وفي اليوم ذاته، أصدرت أربع من أكبر جمعيات الصناعة في البلاد استجابة نادرة ومنسقة تقول إن الشركات الصينية يجب أن تكون حذرة من شراء الرقائق الأميركية لأنها «لم تعد آمنة» وأن تشتري محلياً بدلاً من ذلك.

كانت شركة إنفيديا واحدة من العديد من الشركات التي وقعت في فخ حرب الرقائق بين الولايات المتحدة والصين، فقد منعت جولة سابقة من القيود على الصادرات التي فرضتها الولايات المتحدة شركة إنفيديا من بيع رقائق الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدماً إلى الصين، ما دفعها إلى ابتكار إصدارات جديدة خاصة بالصين تتوافق مع ضوابط التصدير الأميركية.

مكانة إنفيديا في سوق الشرائح

كانت شركة إنفيديا تهيمن على سوق شرائح الذكاء الاصطناعي في الصين بحصة تزيد على 90 في المئة قبل هذه القيود.

ومع ذلك، تواجه الشركة حالياً منافسة متزايدة من المنافسين المحليين، وأهمهم هواوي.

وشكلت الصين نحو 17 في المئة من إيرادات إنفيديا في العام حتى نهاية يناير كانون الثاني، بانخفاض من 26 في المئة قبل عامين.

في الربع الثالث من عام 2024، شكلت الصين ما يقرب من 12 في المئة من إيرادات إنفيديا، والتي بلغت نحو 3.7 مليار دولار.

ويمثل هذا زيادة بنسبة تزيد على 30 في المئة مقارنة بالعام السابق، ما يسلط الضوء على أهمية السوق الصينية لأعمال إنفيديا الإجمالية.

وعلى الرغم من التحديات التي تفرضها ضوابط التصدير الأميركية، تمكنت إنفيديا من تأقلم منتجاتها للامتثال للوائح مع الاستمرار في خدمة عملائها الصينيين.

وفي عام 2020، حصلت الشركة على موافقة رئيسية من الصين لاستحواذها على شركة ميلانوكس تكنولوجيز، على الرغم من المخاوف من أن بكين قد تمنع الصفقة بسبب المناوشات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

حددت موافقة بكين شروطاً متعددة لعمليات إنفيديا والكيان المدمج في الصين، بما في ذلك حظر التجميع القسري للمنتجات، وشروط التداول غير المعقولة، وقيود الشراء، والمعاملة التمييزية للعملاء الذين يشترون المنتجات بشكل منفصل.

كانت آخر مرة أطلقت فيها الصين تحقيقاً لمكافحة الاحتكار في شركة تكنولوجيا أجنبية رفيعة المستوى في عام 2013 عندما حققت في شركة كوالكوم بسبب المبالغة في الأسعار وإساءة استخدام موقعها في السوق في معايير الاتصالات اللاسلكية.

ووافقت شركة كوالكوم في وقت لاحق على دفع غرامة قدرها 975 مليون دولار، وهو ما كان في ذلك الوقت أكبر غرامة تفرضها الصين على شركة على الإطلاق.