في الشهر الماضي، صوت أعضاء نقابة الكُتاب الأميركية بنسبة 98 في المئة لصالح الإضراب، إن لم يبرم اتفاق جديد مع شركات الإنتاج قبل انتهاء مدة صلاحية عقدهم الحالي في منتصف ليل يوم الاثنين، ومع قرب الموعد النهائي لا يبدو الطرفان على وشك الاتفاق قريباً.
شهدت العديد من شركات قطاعي الإعلام والتكنولوجيا التي تنتج محتوى المنصات الرقمية انخفاضاً في أسعار أسهمها، ما دفعها لخفض التكاليف وتقليص عدد موظفيها، من بينهم الكُتاب والمؤلفون.
لكن الكُتاب، الذين لا يستطيع الكثير منهم إعالة أنفسهم بالكتابة وحدها، يعانون انخفاض فرص العمل، وفقدان مصادر الدخل الأخرى نتيجة تحول الصناعة من البث التقليدي إلى خدمات البث الرقمي.
وقال بيان صادر عن النقابة «انتقلت الشركات إلى البث الرقمي لخفض أجور الكتاب، ما أدى لتدهور ظروف من يعمل منهم في المسلسلات، إذ أصبح المزيد من الكُتاب يعملون بالحد الأدنى بغض النظر عن مستوى الخبرة، فحينما ارتفعت ميزانيات المسلسلات خلال العقد الماضي، انخفض متوسط رواتب الكُتاب والمنتجين».
وتتفاوض النقابة مع «تحالف منتجي الصور المتحركة والتلفزيون»، الذي يمثل كلاً من «أمازون» و«أبل» و«سي بي إس» و« ديزني» و«إن بي سي يونيفرسال» و« نتفلكس» و«باراماونت غلوبال» و«سوني» والشركة الأم لـ(CNN) « وارنر برذرز ديسكفري».
تأثير الإضراب على مواعيد البث
على الرغم من أن معظم الحلقات النهائية لموسم العرض الحالي قد صُورت بالفعل، فإن المشاهدين قد يلاحظون التأثير الفوري للإضراب بتأثر عرض البرامج الصباحية والليلية وبرامج الترفيه مثل «ساترداي نايت لايف»، والتي قد تنتهي حلقاتها أبكر من المعتاد.
ومع توقعات بأن الإضراب قد يستمر لعدة أشهر، يمكن تأجيل عرض المواسم الجديدة، واستمر آخر إضراب لهذا الاتحاد، في عام 2007 لمدة 100 يوم.
وقال جوناثان هاندل، محامٍ متخصص في صناعة الترفيه، ومشارك في الإضراب «هناك العديد من القضايا المعلقة والمفاوضات غير المنتهية منذ 2020، لكنها جُمدت بسبب الجائحة».
اقتصادات صناعة إنتاج المحتوى
تغيرت اقتصادات صناعة المحتوى بشكل جذري في الأشهر الـ18 الماضية فقط، إذ تعرضت العديد من أسهم شركات قطاعي الإعلام والتكنولوجيا لضربة قوية، إثر مخاوف المستثمرين بشأن ربحية خدمات البث الرقمي.
بينما بدأت منافسة شركات صناعة المحتوى في البداية لجذب أكبر عدد من الاشتراكات، فقد تحول اهتمامهم الآن إلى الأرباح النهائية، بعد اضطرار الشركات لخفض التكاليف تحت سياسة «شد الأحزمة».
في حال تسبب الإضراب في توقف الإنتاج الرقمي، سيفقد ما يصل إلى 20 ألف عامل وظيفتهم، وتوقف قرابة 600 عمل إنتاجي، وفقاً لتقديرات «تحالف منتجي الصور المتحركة والتلفزيون».
وتسبب إضراب عام 2007 في وقوع أضرار اقتصادية تقدر بنحو ملياري دولار أميركي، وتصل الآن إلى ما يقرب من 3 مليارات دولار، بعد تعديل التضخم.
ويطالب الكُتاب بأن تأخذ عقودهم في الاعتبار تحول صناعة الترفيه إلى البث الرقمي، إذ كانت تسهم الرسوم المدفوعة مقابل إعادة عرض فيلم أو مسلسل أو بثه بشكل تقليدي في توفير المزيد من الأموال للكُتاب، لكن هذه الرسوم تتلاشى في عصر البث الرقمي، ما يؤدي لخسارة العديد من المشاريع الإنتاجية هذه الأيام.
(كريس إيزيدور- CNN)