أعلنت شركة «دبليو بي بي» أكبر وكالة إعلانات في العالم- يوم الاثنين عن تعاونها مع شركة إنفيديا لصناعة الرقائق لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي لصياغة حملاتها الدعائية.

وإثر إعلان الشركتين عن الشراكة خلال معرض كمبيوتكس تايبيه كشف الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا «جنسن هوانغ» عن مولد المحتوى الجديد لشركة دبليو بي بي.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة «دبليو بي بي» مارك ريد إن «الذكاء الاصطناعي التوليدي يغير عالم التسويق بسرعة لا تصدق»، مضيفاً «هذه التكنولوجيا الجديدة ستغير الطريقة التي تنشئ بها العلامات التجارية محتواها التجاري».

وأوضحت شركة «دبليو بي بي» أن المنصة ستمكن فرقها الإبداعية من دمج المحتوى من مؤسسات مثل أدوبي وغيتي إيمجيز مع الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنتاج حملات إعلانية «أكثر كفاءة وعلى نطاق واسع»، وأضافت الشركة أن هذا سيمكن الشركات من إنتاج كميات كبيرة من المحتوى الإعلاني مثل الصور أو مقاطع الفيديو «أكثر تخصيصاً وتفاعلية».

وخلال عرض توضيحي قدمه هوانغ صممت المنصة الجديدة لدبليو بي بي لقطات واقعية لسيارة تسير عبر الصحراء.

تعني منصة المحتوى الجديد الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي أنه يمكن وضع السيارة نفسها في أحد شوارع لندن أو تصويرها في ريو دي جانيرو لاستهداف السوق البرازيلية، كل ذلك دون الحاجة إلى تكلفة الإنتاج على أرض الواقع.

كما يمكن تكييف الحملات الإعلانية بسرعة على مختلف البلدان أو المدن، يمكن أيضاً تخصيصها لقنوات رقمية مختلفة مثل فيسبوك أو تيك توك.

وقال نائب رئيس برامج المطورين في إنفيديا جريج إستس لشبكة CNN «يمكنك إنشاء حملات شديدة الدقة لتتوافق مع الجمهور.. من ناحية أخرى يمكنك إنشاء سيناريوهات خيالية لم تكن موجودة في الحياة الواقعية».

والمنصة هي أحدث مثال على كيفية سرعة استغلال الشركات الكبرى للذكاء الاصطناعي لتعزيز الإنتاجية وتقديم منتجات جديدة للعملاء، ويشعر الكثير من العاملين في مجالي الإعلان والإعلام بالقلق إزاء التهديدات التي تتعرض لها وظائفهم بسبب الطريقة التي يستطيع بها الذكاء الاصطناعي تجميع المعلومات وإنشاء محتوى مرئي لا يمكن تمييزه عن التصوير الفوتوغرافي.

وقالت «دبليو بي بي» إن منصتها الجديدة «تتفوق على الأساليب الحالية» المتمثلة في جعل الأشخاص «ينشئون يدوياً مئات الآلاف من أجزاء المحتوى باستخدام بيانات متباينة قادمة من أدوات وأنظمة غير متصلة»، بعبارة أخرى قد تعني التكنولوجيا الجديدة أن الفرق الإبداعية الأصغر بشكل ملحوظ ستكون قادرة في النهاية على القيام بالقدر نفسه من العمل.

وقال ريد «من الأسهل بكثير تحديد الوظائف التي سيكدر صفوها الذكاء الاصطناعي أكثر من تحديد الوظائف التي سيخلقها الذكاء الاصطناعي»، مضيفاً «لقد طبقنا الذكاء الاصطناعي كثيراً في أعمالنا الإعلامية، على العكس طبقناه بشكل محدود للغاية في الأجزاء الإبداعية من أعمالنا».

من جانبه أكد هوانغ أن «الصناعات العالمية -بما في ذلك صناعة الإعلان الرقمي البالغة 700 مليار دولار- تتسابق لاكتشاف الفوائد التي يمكن أن تجنيها من الذكاء الاصطناعي»، مضيفاً أن دبليو بي بي ستمكن العلامات التجارية حالياً من «تقديم تجربة فريدة لمنتجاتها مع محتوى مقنع بمستوى وقدر من الواقعية لم يكن ممكناً من قبل».

(هنا زيادي – CNN)