في الذكرى السنوية الثانية للهجوم الروسي على أوكرانيا الذي أودى بحياة المصور الصحفي في قناة فوكس نيوز بيير زاكرزوفسكي والمقاولة أولكساندرا (ساشا) كوفشينوفا، اتُهمت الشبكة بالمسؤولية عن الحادث المميت من خلال الانخراط في «سلوك متهور وإهمال» ما عرض الطاقم للخطر.

كما اتُهمت الشبكة بشن «حملة من التحريفات المادية والإغفالات لإخفاء مسؤوليتها عن الكارثة وتحويل اللوم» إلى المقاول الأمني آنذاك شين طومسون، الذي زُعم أنه حذر من دخول الطاقم إلى المنطقة الخطرة بالقرب من كييف حيث لقوا حتفهم.

الدعوى القضائية، التي رفعها والدا كوفشينوفا وطومسون في محكمة ولاية نيويورك، لم تذكر فوكس نيوز كمتهم فحسب، بل اتهمت رئيس شركة فوكس الفخري روبرت مردوخ، والرئيسة التنفيذية لفوكس نيوز سوزان سكوت، والمراسل بنجامين هول، الذي أصيب بجروح خطيرة في الهجوم لكنه نجا.

تم الإعلان عن الوفاة في ذلك الوقت من قبل سكوت، الذي قال إن سيارة الفريق تعرضت لإطلاق نار أثناء قيامهم بالتقرير، وألقى أنطون جيراشينكو، مستشار وزير الداخلية الأوكراني، باللوم على القصف المدفعي من قبل القوات الروسية.

لكن الظروف التي أدت إلى مأساة 2022، كما ذكرت الدعوى، تم الكشف عنها كجزء من تحقيق شامل أجراه محامو والدي طومسون وكوفشينوفا للوصول إلى حقيقة ما حدث في 14 مارس آذار 2022.

وخلص تحقيقهم إلى أن الظروف التي أدت إلى الهجوم بدأت عندما تجاهل فريق فوكس نيوز التحذيرات لتجنب منطقة إيربين هوستوميل بالقرب من كييف، وكان عمدة إيربين قد منع الصحفيين من دخول المدينة، كما اعترض طومسون، المقاول الأمني، على فكرة تقديم التقارير من المنطقة، وفقاً للدعوى القضائية.

إن تجاهل مثل هذه التحذيرات الأمنية يعتبر أمراً غير معتاد في منطقة حرب، وكان مراسل فوكس نيوز تري ينجست، الذي كان أيضاً يقدم تقارير من المنطقة في ذلك الوقت، قد أشار قبل أيام من الحادث إلى أن صحفيي الشبكة كانوا يتبعون البروتوكول. وقالت الدعوى إن التوجه إلى المنطقة كان خطيراً للغاية، لدرجة أن السائق الأوكراني الذي كان يعمل مع فريق فوكس نيوز «رفض» اصطحابهم إلى هناك، ما أجبر الطاقم على «العثور على سائق مختلف».

في نهاية المطاف، عندما وصل الطاقم إلى المنطقة، التقوا مع عدد قليل من الجنود الأوكرانيين، الذين سبق لهم أن رافقوا مراسلي صحيفة نيويورك تايمز إلى المنطقة، وقالت الدعوى إنهم أدركوا أن السيارة التي كان يقودها الجنود «لم تكن كبيرة بما يكفي لاستيعابهم جميعاً»، وأوضحت الدعوى أن الفريق قرر ترك مستشاره الأمني وراءه.

وجاء في الدعوى أن «غياب المقاول الأمني كان أمراً ضرورياً، حيث ارتكب الطاقم أخطاء قاتلة».

توقف طاقم فوكس نيوز في النهاية عند نقطة تفتيش مهجورة حيث تعرضوا للهجوم، وبحسب الدعوى فإن «السيارة اشتعلت فيها النيران وتحولت ساشا إلى رماد بداخلها، ما أدى إلى وفاتها»، وجاء في الدعوى أن زاكروزيسكي «تمكن من الهروب من السيارة لكنه نزف حتى الموت على جانب الطريق متأثراً بجرح صغير في ساقه»، وزعمت الدعوى أنه «كان من الممكن إيقاف النزيف بسهولة لإنقاذ حياته لو كان المقاول الأمني المدرب على الإسعافات الأولية في ساحة المعركة حاضراً»، ونجا هول من الهجوم و«عُثر عليه لاحقاً مصاباً بجروح خطيرة» قبل نقله لتلقي الرعاية الطبية الطارئة.

وفي أعقاب المأساة، زعمت الدعوى القضائية أن شبكة فوكس نيوز حاولت التستر على إخفاقاتها وإخفاءها عن الجمهور.

وجاء في الدعوى القضائية أن فوكس نيوز أخذت «جميع المعدات الإلكترونية التي نجت من الهجوم» و«حجبت أي سجل لأي تقييم أو إعادة تقييم لمهمة الطاقم»، وأضافت الدعوى أن رواية الهجوم التي رواها هول لاحقاً في كتابه الذي نشرته دار هاربر كولينز، كانت «مضللة»، وقالت الدعوى إن شبكة فوكس نيوز «حاولت فرض اتفاقيات عدم الإفصاح وعدم الاستخفاف على جميع أفراد الأسرة الباقين على قيد الحياة».

وزعمت الدعوى أيضاً أنه بعد الحادث المميت، كلفت قناة فوكس نيوز طومسون بنقل جثة زاكرزوفسكي عبر الحدود البولندية إلى أرملته، وجاء في الدعوى القضائية أن طومسون اعترض على المهمة، لكن قيل له إن عليه إكمالها، ثم «تم تسريحه في وقت لاحق من وظيفته دون تفسير».

وجاء في الدعوى القضائية «لقد أصيب بصدمة شديدة بسبب مقتل زملائه ونقل جثة صديقه ثم طرده من العمل»، وبحسب الدعوى تواصل شين مع فوكس مراراً وتكراراً للحصول على المساعدة في التشافي من الصدمة، لكنه لم يحصل على أي جواب من فوكس، حتى بعد أن حاول شين الانتحار شنقاً.

وزعمت الدعوى القضائية أن طومسون واجه صعوبة في العثور على عمل لأنه «كان مرتبطاً بشكل كبير بكارثة فوكس نيوز لكونه مستشاراً أمنياً للطاقم الذي قُتل في إيربين في اليوم التالي لمنع الصحفيين من دخول المنطقة»، وزعمت الدعوى أيضاً أن موظفي فوكس نيوز نشروا قصة كاذبة مفادها أنه كان يعاني من «مشكلة الشرب (الكحول) في كييف وقت وقوع الحادث المميت، ملمحين إلى أن هذه كانت المشكلة».

(أوليفر دارسي – CNN)