في الساعات التي أعقبت القرار التاريخي للرئيس جو بايدن بالتنحي عن السباق الرئاسي لعام 2024 الشهر الماضي، بدأ الصحفيون في ثلاث غرف أخبار رئيسية في الولايات المتحدة في تلقي رسائل بريد إلكتروني من شخص مجهول يدعي أن لديه معلومات جديدة مغرية حول الانتخابات الأميركية.

أرسل شخص، عرّف عن نفسه فقط باسم «روبرت»، مجموعة من الوثائق الخاصة من داخل عملية حملة دونالد ترامب إلى الصحفيين في بوليتيكو وصحيفة نيويورك تايمز وصحيفة واشنطن بوست.

أفادت بوليتيكو أنه بدءاً من 22 يوليو تموز، بدأت في تلقي رسائل بريد إلكتروني من عنوان بريد إلكتروني لشركة إيه أو إل تحتوي على اتصالات داخلية من مسؤول كبير في حملة ترامب وملف بحثي أعدته الحملة عن زميل ترامب في الترشح، السناتور جي دي فانس من ولاية أوهايو، وتضمن الملف ما حددته حملة ترامب على أنه نقاط ضعف جي دي فانس المحتملة، كما تم إرسال أجزاء من وثيقة بحثية إلى بوليتيكو حول سيناتور فلوريدا ماركو روبيو، الذي كان من بين المتنافسين للانضمام إلى ترامب في الحزب الجمهوري.

أفادت صحيفة نيويورك تايمز وصحيفة واشنطن بوست لاحقاً أنهما تلقيا أيضاً مجموعة مماثلة، بما في ذلك وثيقة من 271 صفحة عن فانس بتاريخ 23 فبراير شباط ومُصنفة على أنها «مميزة وسرية»، وقالت الصحف إنها تستند إلى معلومات متاحة للجمهور.

ولكن على الرغم من تلقي ملفات الحملة الحساسة، اختارت الصحف الثلاث عدم نشر تقارير عن الكنز الذي تم تسليمه لها، حتى مع اقتراح الشخص أنهم لا يزالون لديهم مجموعة متنوعة من الوثائق الإضافية «من الوثائق القانونية والقضائية لترامب إلى مناقشات الحملة الداخلية».

وقال المتحدث باسم بوليتيكو براد داي سبرينغ، لشبكة CNN، في بيان «لقد أصدر محررو بوليتيكو حكماً، بناءً على الظروف كما فهمها صحفيونا في ذلك الوقت، بأن الأسئلة المحيطة بأصول الوثائق وكيف وصلت إلى انتباهنا كانت أكثر أهمية من المواد الموجودة في تلك الوثائق».

وبدلاً من ذلك، جاءت أول علامة عامة على أي إصدار لمعلومات خاصة يوم السبت، عندما أعلنت حملة ترامب علناً أنها تعرضت للاختراق، مشيرة بأصابع الاتهام إلى عملاء إيرانيين.

وقال المتحدث باسم حملة (ترامب) ستيفن تشيونغ «تم الحصول على هذه الوثائق بشكل غير قانوني من مصادر أجنبية معادية للولايات المتحدة، بهدف التدخل في انتخابات 2024 وزرع الفوضى في جميع أنحاء عمليتنا الديمقراطية».

أفادت شبكة CNN يوم الاثنين أن مكتب التحقيقات الفيدرالي والمحققين الآخرين كانوا يحققون في خرق أمني واضح، وقالت مصادر إنه شمل اختراق حساب البريد الإلكتروني الشخصي للجمهوري القديم وعميل (ترامب) روجر ستون.

وقال مصدر لشبكة CNN إن إيران نفت هذه المزاعم، ورفضت الحكومة الأميركية إلقاء اللوم رسمياً على طهران في الاختراق، مضيفاً أن تقنيات القراصنة تشبه إلى حد كبير تلك التي يستخدمها العملاء الإيرانيون.

ولكن في حين أن حادثة القرصنة، التي وقعت في يونيو حزيران، أثارت صراعاً في حملة ترامب، امتنع مكتب التحقيقات الفيدرالي ومايكروسوفت والمؤسسات الإخبارية الثلاث التي تلقت الملفات، عن نشر المعلومات مما حصلت عليه. كان القرار بمثابة تراجع عن انتخابات عام 2016، عندما أوردت وسائل الإعلام بشغف قصصاً محرجة ومدمرة عن حملة هيلاري كلينتون، بعد أن سرق قراصنة روس مجموعة من رسائل البريد الإلكتروني من اللجنة الوطنية الديمقراطية ونشروها على موقع ويكيلكس.

وأبرز القرار التحدي الذي تواجهه المؤسسات الإخبارية عندما تُعرض عليها معلومات من المحتمل أن يتم الحصول عليها بوسائل خبيثة ومعايير النشر المتغيرة لغرف الأخبار في أعقاب انتخابات عام 2016، التي رأينا خلالها أن جهود التضليل الروسية لعبت دوراً رئيسياً في فوز ترامب، في الفترة التي سبقت انتخابات عام 2020 واجهت غرف الأخبار معضلة أخرى عندما تم بيع محتويات الكمبيوتر المحمول الخاص بهانتر بايدن للمؤسسات الإخبارية، حيث رفض معظمها نشر محتوياته بسبب مخاوف من جهد تضليل روسي محتمل.

وقال متحدث باسم صحيفة واشنطن بوست لشبكة CNN يوم الثلاثاء «كما هو الحال مع أي معلومات نتلقاها، فإننا نأخذ في الاعتبار صحة المواد، وأي دوافع للمصدر، ونقيم المصلحة العامة في اتخاذ القرارات بشأن ما إذا كان هناك أي شيء يجب نشره».

ورفض متحدث باسم صحيفة نيويورك تايمز التعليق، قائلاً إن الصحيفة لا تناقش القرارات التحريرية بشأن التغطية الجارية.

(جون باسانتينو وليام رايلي-CNN)