أكدت مقابلة الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مالك منصة التواصل الاجتماعي إكس (تويتر سابقاً)، مع المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب، أن الطرفين لديهما وجهات نظر مشتركة، خاصة بشأن الانتخابات الأميركية.
وفي بث مباشر على منصة إكس، قدم ماسك، لترامب جمهوراً لا يقل عن 1.3 مليون مستمع وهي ميزة لترامب في فترة حرجة من السباق الانتخابي، وتوقع أن يشاهد ما لا يقل عن 100 مليون شخص المحتوى في الأيام المقبلة.
لقد أيد ماسك بالفعل ترشح ترامب، ولم يترك مجالاً للشك ليلة الاثنين في أنه يريد رؤيته يفوز بولاية ثانية، وقال له «أنت الطريق إلى الرخاء، وأعتقد أن كامالا في الطريق المعاكس».
وتمثل هذه الدردشة فصلاً استثنائياً آخر في الحملة الرئاسية التي تحدت المنطق بتحولاتها المذهلة في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك محاولة اغتيال ترامب وخروج الرئيس جو بايدن من السباق الانتخابي.
مصالح مشتركة
كان ماسك قادراً على إقناع رئيس محتمل في المستقبل، والمعروف بقيادته للمعاملات، وآرائه الخاصة بشأن الهجرة، والاقتصاد، والحد من التنظيم الحكومي والتخفيضات الضريبية.
ويمكن أن تتأثر شركات ماسك، بما في ذلك سبيس إكس، اللاعب الرئيسي في برنامج الفضاء الأميركي، وتسلا التي تصنع السيارات الكهربائية، بالتغيرات في سياسة الحكومة ونتائج الانتخابات الأميركية.
كانت المحادثة بأكملها مليئة بتضارب المصالح المحتمل، ولن يحظى أي أميركي عادي على الإطلاق بفرصة مماثلة للحصول على آذان صاغية لرئيس محتمل في المستقبل.
في المقابل، كسب ترامب الكثير من استثماره لأكثر من ساعتين من وقته، إذ لم يتحدَّه ماسك بشأن أي من أكاذيبه وتحريفه ولم يعلق عليها، بل وافقه في الكثير من آرائه.
كما تلقى ترامب دعماً مباشراً وغير مباشر من ماسك، وفي بعض الأحيان، أثناء محادثتهما الموسعة، بدا ماسك وكأنه يستخدم قوة ملفه الشخصي ومنصته لتدريب ترامب على كيفية إقامة حجة أفضل ضد هاريس.
قوة منصات التواصل الاجتماعي
يعتبر هذا اللقاء مثالاً قوياً على الطريقة التي تحولت بها السياسة الرئاسية بسبب وسائل التواصل الاجتماعي وانقسام الصحافة التقليدية، فربما لم يكن ترامب ليصبح رئيساً بدون تويتر، إذ تزامن ظهوره كقوة سياسية في عام 2016 مع ذروة الموقع، وكانت مهارات ترامب في استغلال الوسيلة الجديدة، كما لم يفعل أي سياسي آخر، سبباً في تغيير المشهد الرئاسي آنذاك.
وبعد مرور ثماني سنوات، تحت قيادة «ماسك»، الذي يدعو إلى حرية التعبير غير المقيدة، فككت منصة إكس العديد من الضمانات ضد نشر الأكاذيب ونظريات المؤامرة على الموقع، ولذلك هي مكان مثالي للرئيس السابق للهروب من قيود وسائل الإعلام التقليدية.
وليس هناك شك في أن العديد من ناخبي ترامب، الذين سيستمعون إلى أبرز ما في المحادثة في الأيام المقبلة، سيوافقون على الكثير مما قاله بطريقة تؤكد جدواه السياسية، حتى بعد أن حولت هاريس السباق لصالحها.
ويمثل هذا الحدث عودة ترامب إلى منصة إكس المعروفة سابقاً باسم تويتر، التي حُظر منها من قبل مالكي الموقع السابقين بعد هجوم السادس من يناير 2021 على مبنى الكابيتول الأميركي.
وفي نهاية اللقاء قال ترامب لماسك قبل أن يودعه «أنت رجل رائع، لقد قمت بعمل رائع.. أنت مصدر إلهام عظيم للناس».
(ستيفن كولينسون، CNN)