أعلن الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور في أغسطس آب الماضي عن إنشاء شركة طيران جديدة تحمل اسم ميكسيكانا وأنها ستكون مملوكة للدولة، وأوكل إداراتها إلي الجيش المكسيكي. ستركز الشركة على تسيير رحلات داخلية، وتأتي الشركة الجديدة ضمن رؤية الرئيس المكسيكي امتلاك الدولة شركات جديدة بمساعدة القوات المسلحة.

ومن المقرر أن تُسيّر الشركة الجديدة رحلات بأسعار أقل بنسبة 20 في المئة من المعدلات الحالية وفقاً للحكومة المكسيكية، ولكن الشركة التي أُعلن عن بداية خدماتها في ديسمبر كانون الأول من العام الحالي لم تشترِ أو تؤجر طائرات حتى الآن كما لم يتم تسجيل أي مسارات طيران.

وتعد شركة الطيران المكسيكية الجديدة استثناء للاتجاه العام المتبع في صناعة النقل الجوي وتظهر بيانات المنظمة الدولية للطيران المدني أن الدول والحكومات تبيع حصصها وتتخلص من ملكيتها لشركات الطيران منذ أكثر من عشرين عاماً، بل إن هناك دولاً لم تمتلك في تاريخها شركات طيران وطنية مثل الولايات المتحدة والبرازيل.

ولكن العالم يضم اليوم نحو مئة شركة طيران مملوكة للدولة كلياً أو بشكل جزئي، وأغلب هذه الشركات تقع في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وكذلك لا تزال العديد من دول أميركا اللاتينية تمتلك شركات طيران مثل الأرجنتين وكوبا وكولومبيا، ولكن في الوقت نفسه، بيعت العديد من شركات الطيران المملوكة للدولة في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا أو أعلنت إفلاسها.

خريطة توزيع ملكية شركات الطيران حول العالم

وتكشف نظرة سريعة على خريطة توزيع ملكية شركات الطيران أن الكيانات المملوكة للدولة كانت تمثل ظاهرة عالمية، وتبرز الولايات المتحدة باعتبارها الدولة الكبرى الوحيدة التي لم تمتلك حكومتها قط أي شركة طيران على مر التاريخ.

وتظهر كذلك الخريطة أن بعض الدول لا تزال تمتلك أكثر من شركة طيران مثل الجزائر والأرجنتين وكوبا وليبيا والإمارات العربية المتحدة، التي تحظى بالرقم القياسي بملكيتها لثلاث شركات طيران في أيدي الدولة، هي طيران الاتحاد وطيران الإمارات وطيران العربية.

وفي حين أن عدداً قليلاً من الدول، بما في ذلك كمبوديا وأوغندا وإستونيا والجبل الأسود، أعادت مؤخراً إحياء شركات الطيران المملوكة للدولة، فإن بلداناً أخرى عادت مؤقتاً إلى تملك شركات الطيران من جديد بهدف إنقاذها من الإفلاس، كجمهورية التشيك وإيطاليا التي استحوذت على شركة أليطاليا التاريخية لتشغلها من جديد تحت اسم إيتا مع الاحتفاظ بأسطول الطائرات نفسه. بل إن بعض طائرتها لا تزال تحمل اسم وألوان أليطاليا.

ومن المقرر أن تحمل شركة الطيران المكسيكية الجديدة اسم ميكسيكانا، على اسم شركة الطيران الوطنية البائدة في البلاد ميكسيكانا دي أفياسيون، ما يدل على أن الحنين والفخر الوطني يظلان مرتبطين بشركات الطيران التي مثلت البلدان وحكوماتها تاريخياً وحملت أعلامها أو ألوانها.