هوليوود في مواجهة العاصفة الرقمية.. عندما تتحول الشهرة إلى سلاح في أيدي المحتالين

الرئيس التنفيذي لشركة Vermillio، دان نيلي، يوضح كيف تساعد تقنيتهم في كشف وتتبع الصور المُزيفة بالذكاء الاصطناعي على الإنترنت. (CNN Business)
هوليوود في مواجهة العاصفة الرقمية.. عندما تتحول الشهرة إلى سلاح في أيدي المحتالين
الرئيس التنفيذي لشركة Vermillio، دان نيلي، يوضح كيف تساعد تقنيتهم في كشف وتتبع الصور المُزيفة بالذكاء الاصطناعي على الإنترنت. (CNN Business)

في زمن تتسارع فيه التكنولوجيا، لم تعد الشهرة مجرد نعمة، بل أصبحت أحياناً عبئاً ثقيلاً، فلم يتوقع ستيف هارفي، الإعلامي الشهير ببرنامجه «فاميلي فيود»، أن يصبح وجهه وصوته أدوات بيد المحتالين.

ما بدأ كموجة من «الميمز» الطريفة، مثل تصوّره كعازف روك أو كشخص يهرب من الأشباح، تحوّل إلى كابوس حقيقي حين استخدم المحتالون صورته وصوته المزيفين لخداع الناس باسم برامج دعم مالي وهمية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

في أحد الفيديوهات، يُسمع صوت يُشبه هارفي يقول: «أخبرتكم منذ شهور أن تطالبوا بالحصول على 6400 دولار مجاناً»، في محاولة لاستدراج الضحايا.

هذا الأسلوب الاحتيالي لم يقتصر على هارفي، بل طال نجوماً آخرين مثل تايلور سويفت وجو روغان، ما أثار صرخة جماعية تطالب بتدخل المشرّعين.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

تحرك تشريعي في الكونغرس

بدأ هارفي وغيره من المشاهير بالضغط على الكونغرس لتمرير قوانين تضع حداً لاستغلال الذكاء الاصطناعي لأغراض خبيثة، يسعى مشروع قانون رعاية الأصالة، وتعزيز الفن، والحفاظ على سلامة الترفيه «NO FAKES Act» لفرض غرامات تصل إلى 5000 دولار عن كل حالة نشر لمحتوى مزيّف دون إذن صاحب الصورة أو الصوت، هذا يعني أن مقطعاً مزيفاً ينتشر بسرعة قد يُكلف المنصة ملايين الدولارات.

لكن هذا الطرح يثير مخاوف جماعات الحريات المدنية، التي ترى أن القانون قد يفتح الباب أمام الرقابة المفرطة ويعرّض حرية التعبير للخطر.

في رسالة إلى أعضاء مجلس الشيوخ، حذّرت هذه الجماعات من أن التشريع قد يؤدي إلى «سيل من الدعاوى القضائية»، مُعتبرة أن الحل يكمن في تطوير القوانين الحالية بدلًا من إنشاء حقوق ملكية فكرية جديدة تماماً.

سرعة التطور التكنولوجي

بينما تُناقش القوانين في أروقة الكونغرس، يستمر المحتالون في استغلال التكنولوجيا، بحسب دان نيلي الرئيس التنفيذي لشركة فيرميليو للذكاء الاصطناعي «Vermillio AI»، يتم إنشاء نحو مليون محتوى مزيّف كل دقيقة.

الشركة طورت منصة تريس أي دي «TraceID» التي تُساعد المشاهير في تتبع المحتوى المزيف عبر تقنية «البصمة الرقمية»، لكنها خدمة مكلفة لا يستطيع الجميع تحمّل تكلفتها.

المفارقة أن هارفي نفسه يختصر المأساة في جملة واحدة: «إنه ليس حرية تعبير، بل إساءة استغلال للحرية، وعلى الكونغرس أن يتدخل، لأن الجميع معرّض للخطر».

تفتح قضية التزييف العميق باباً أوسع للنقاش حول الحدود بين الابتكار والحماية، كيف نوازن بين حماية الأفراد والحفاظ على حرية التعبير؟ وهل ستنجح القوانين في مواكبة السرعة الجنونية لتطور الذكاء الاصطناعي؟

الإجابة لا تزال ضبابية، لكن الأكيد أن المعركة مستمرة بين هوليوود والمنصات الرقمية، وبين المشرّعين والمدافعين عن الحريات، وبين التكنولوجيا والقيم الإنسانية.