يعد الحياد المناخي أحد الركائز الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة، ويأتي في صدارة القضايا المهمة التي سيتناولها مؤتمر الأطراف كوب 28، في ظل المساعي نحو تحفيز شركات القطاع الخاص بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة.

يربط يحيى عانوتي، رئيس منصة الاستدامة في «بي دبليو سي» الشرق الأوسط، بين الحياد الكربوني والتنمية الاقتصادية لشتى القطاعات، كالطاقة والصناعة والنقل والزراعة والنفايات والبناء. وهذا ما أكدته استراتيجية الإمارات للحياد المناخي، التي من المتوقع أن تسهم في تحقيق نحو ثلاثة في المئة نمواً في الناتج المحلي الإجمالي وتعزز نمو الصادرات المحلية.

عانوتي هو شريك في استراتيجي أند التابعة لـ بي دبليو سي ورئيس قسم الاستدامة في دبليو بي سي، وعمل سابقاً في قسم الطاقة والصناعات الاستخراجية في «البنك الدولي»، وقسم التنمية المستدامة في «الأمم المتحدة».

وقال عانوتي لـ بودكاست الـCNN الاقتصادية إن منطقة الشرق الأوسط تزخر بفرص لا متناهية تمكنها من قيادة العالم في تحقيق الاستدامة، مشدداً على أن الاستثمار في التمكين البشري ومراكز الأبحاث والتطوير وإنتاج الطاقة المتجددة والصناعات الخضراء هو نقطة التحول التي ستصنع فارقاً في طموحات الحياد الكربوني، وأن الواقع يبقى رهناً باستراتيجيات الدول والقطاع الخاص في توظيف الاستثمارات بطرق ذكية ومؤثرة تضمن الانتقال نحو الاقتصاد الأخضر.

وفند عانوتي المزاعم التي تتهم شركات النفط بأنها المسؤول الأكبر عن انبعاثات غازات الميثان، التي تصل إلى 35 في المئة من إجمالي الانبعاثات عالمياً، وفق الأمم المتحدة، لافتاً إلى ضرورة النظر إلى شركات النفط بوصفها تمتلك القدرة على إيجاد الحلول المطلوبة للانتقال إلى الاقتصاد الهيدروجيني أو النظيف، الذي قال إن شركات النفط ستقوده، إذ إنها رافد أساسي للنهوض بالاقتصاد.

وأضاف «حتى اليوم لا يمكننا الاستغناء عن الوقود الأحفوري بشكل كامل لما يترتب على ذلك من ضخ استثمارات مستدامة لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة، إلى جانب أعباء التكلفة المترتبة على ذلك بالنسبة للدول الفقيرة أو تلك التي في طور النمو».

وبحسب عانوتي، فإن «التغيير المناخي يشهد فترة حرجة تتطلب ضخ استثمارات طويلة الأمد، وتضافر الجهود من كل الأقطاب سواء حكومات أوصناديق سيادية أو مؤسسات، للانتقال بمكافحة التغيير المناخي من مرحلة الأقوال إلى التنفيذ».

وكشفت النسخة الأحدث من مؤشر «الاقتصاد الصافي الصفري» الذي تصدره بي دبليو سي حجم التباطؤ الذي تشهده مسيرة نزع الكربون، إذ لا تزال أدنى من المستويات المطلوبة ضمن خطط الحفاظ على معدل درجة حرارة سطح الأرض عند نطاق الـ1.5 درجة مئوية.

وذكر تقرير بي دبليو سي أن وكالة الطاقة الدولية تقدّر أن نحو ثلث عمليات تخفيف الانبعاثات لعام 2050 تعتمد على تقنيات لا تزال قيد التطوير، تزامناً مع شح قنوات تمويل الشركات الناشئة وتكنولوجيا المناخ.