فاجأت الدول الأعضاء في تحالف «أوبك+» العالم بإعلان خفض طوعي في إنتاج الخام بلغ 1.66 مليون برميل يومياً، ما أدى إلى قفزة في أسعار النفط بنحو ثمانية في المئة إثر إعلان الخبر.

قد لا نرى استخداماً مباشراً للنفط الخام في حياتنا اليومية، لكن تلك المادة تعالجها المصافي لإنتاج البنزين والديزل ووقود الطائرات، وغيرها من المشتقات والمنتجات الاستهلاكية الضرورية لسير عجلة الاقتصاد في أنحاء العالم.

وبحسب الخبراء، هناك تأثير بسيط على الأقل قد يصل إلى المستهلك العادي فيما يتعلق بالنقل وتوليد الكهرباء، عندما ينخفض إنتاج الخام، خاصةً أن «أوبك+» تسهم بما لا يقل عن نصف إنتاج النفط العالمي.

خفض نفطي لا يؤثر على المستهلك؟

لكن أسعار المنتجات النفطية قد لا ترتفع بالقدر الذي حذر منه المحللون، لأسباب عدة.

فبحسب خبير الطاقة، أندريه كوفاتاريو، فإن الارتفاع الحاد في أسعار النفط الخام هذا الأسبوع «هو مجرد تخوف»، إذ لن يبدأ تطبيق تخفيضات إنتاج النفط الفعلية قبل مايو أيار، مما يعني أن الزيادة الحالية في الأسعار لا صلة مباشرة لها بانخفاض المعروض الذي سيأتي لاحقاً.

وأشار كوفاتاريو إلى أن الأسعار قد تبقى مستقرة إلى حين بدء التخفيضات الفعلية، وقد لا تكون تقليصات الإنتاج بالحجم الذي أُعلن عنه، إذ أعلنت «أوبك+» عن خفض للإنتاج من قبل، لكن تبين أن الخفض الفعلي كان نصف ذلك.

وتابع «يتضمن سعر الوقود تكلفة الحصول على النفط الخام وتوزيعه، لكن أسعار النفط يحددها بشكل أساسي العرض والطلب، فنظرياً، إذا انخفض العرض بينما بقيت معدلات الطلب مماثلة، فمن المنطقي أن ترتفع الأسعار.

«لكن ارتفاع سعر الوقود يتوقف على التغيرات في الطلب أيضاً، وعلى كيفية تأثير تكلفة استخراج النفط وإنتاجه على السعر في البلد المعني، وهو ما يعتمد على العوامل الجغرافية، والوضع الاقتصادي».

قرار «أنقذ الأسواق»

في المقابل، رأى محللون أن هذا لا يعني أن بعض الدول لن تتأثر بارتفاع الأسعار الذي شهدته الأسواق العالمية للنفط الخام.

وتشير الدراسات إلى أن أسعار النفط الخام والبنزين مترابطة إلى حد ما، وقدر اقتصاديون أن الارتفاع في تكلفة إنتاج برميل النفط سيؤدي إلى ارتفاع نسبي في التضخم عالمياً.

«قرار أوبك+ أنقذ الأسواق بالفعل من تدهور مستقبلي في أسعار النفط»
جو يرق
الرئيس التنفيذي، آي ليمتس للتجارة والاستثمارات

وتحدثت «CNN الاقتصادية» مع الرئيس التنفيذي لشركة «آي ليمتس للتجارة والاستثمارات»، جو يرق، الذي اعتبر أن «أسعار النفط الخام هي أساس أسعار المنتجات النفطية مثل الوقود والديزل، إن كان من جهة المستهلك أو المصانع التي تستعمل هذه الزيوت بالنقل والصناعة، والتي… ستؤثر أيضاً على أسعار السلع الأساسية بسبب ارتفاع التكلفة، الأمر الذي سينعكس سلباً على القدرة الشرائية».

لكنه أضاف أن قرار الدول الأعضاء في المجموعة النفطية «أنقذ الأسواق بالفعل من تدهور مستقبلي في أسعار النفط حيث كان يهدف إلى استقرار الأسواق وضمان أمن الطاقة».

واتفق معه في الرأي الخبير النفطي ومستشار التحرير في «منصة الطاقة»، أنس الحجي، الذي رفض في حديث سابق لـ«CNN الاقتصادية» الآراء التي تشير إلى أن «أوبك+» تقوض مساعي لجم التضخم العالمي باعتبار أن قرارها الأخير يرفع أسعار الخام.

وقال «هذه الرؤية غير صحيحة، فمجموعة (أوبك+) تحاول خلق أرضية للأسعار، وهي على دراية جيدة بالمتغيرات في الطلب العالمي، خصوصاً لجهة نمو الاقتصاد الصيني».

(شارك في التغطية عبد الله الجعيد)