يجني ماسك أموالاً طائلة بفضل شركة «تسلا»، ولكن ليس بالطريقة ذاتها التي يكسب بها عماله المنتظمون قوت يومهم.

الرئيس التنفيذي لشركة «تسلا» لا يتقاضى راتباً عن عمله منذ عام 2019، إذ تلقى نحو 23.760 دولار فقط آنذاك، والذي يتساوى مع الحد الأدنى للأجور في كاليفورنيا.

وأصبح ماسك واحداً من أثرياء العالم؛ عن طريق بعض الحزم المربحة من الأسهم الآجلة، التي منحته الحق في شراء مئات الملايين من الأسهم مقابل جزء بسيط من سعرها السوقي؛ وذلك في حال حققت الشركة أهدافها المالية والسوقية المختلفة.

في العام الماضي، انتهت صلاحية الخيارات المالية المتاحة أمام ماسك، والتي حصل عليها سابقاً في عام 2012، بعد أن استغل 9 من أصل 10 من الخيارات المتاحة.

وكشفت الشركة الشهر الماضي، أن ماسك تلقى آخر حزمة متبقية من الخيارات الممنوحة له تحت بند رواتب أكثر ربحاً لعام 2018.

وبالتالي، فإنه في الوقت الحالي، لن يتمكن ماسك من إضافة المزيد إلى محفظته المالية، بغض النظر عن مدى جودة أداء «تسلا».

بالطبع، ذلك الواقع لن يدفع ماسك إلى طلب الإعانة للمساعدة في دفع الفواتير، فبعد كل شيء نحن نتحدث عن ثاني أغنى رجل في العالم.

وفقاً لتقديرات «فوربس»، يأتي ماسك في الترتيب الثاني بعد برنارد أرنو، رئيس إمبراطورية العلامات التجارية الفاخرة «مويت هنسي لوي فيتون».

وتبلغ ثروة إيلون ماسك نحو 198 مليار دولار، وهو ما يكفي لإنفاق الأموال ببذخ على «تويتر» مرة أخرى إن أراد ذلك.

وترتبط ثروته طردياً بأداء «تسلا»، فكلما تحسن أداء الشركة تحت قيادته، زادت ثروته تلقائياً؛ إذ يمتلك ماسك حالياً نحو 412 مليون سهم من أسهم الشركة بشكل مباشر، ويمتلك خيارات لشراء آجل لنحو 304 ملايين أخرى بسعر أقل من 23.34 دولار للسهم، وكان سهم «تسلا» قد أغلق يوم الجمعة عند 208.31 دولار.

وتبلغ القيمة الراهنة لتلك الأسهم والخيارات المالية الآجلة طبقاً للسعر الآجل، نحو 142 مليار دولار، وذلك طبقاً لإغلاق يوم الجمعة، في حين تراجعت قيمة تلك الأسهم بنسبة 65 في المئة خلال العام الماضي.

وعادت أسهم «تسلا» لترتفع بشكل جيد، إذ قفزت بنسبة 69 في المئة منذ بداية عام 2023، وهو ما يكفي لإضافة نحو 61 مليار دولار إلى صافي ثروة ماسك.

ومع ذلك، ثمة اعتقاد لدى البعض أن مجلس إدارة «تسلا» قد يعلن قريباً عن حزمة جديدة لراتب ماسك.

من جهته، توقع المحلل التكنولوجي في «ويب بوش سكيوريتيز» دانيال آيفز، حزمة رواتب ضخمة لإيلون ماسك، قائلاً «أعتقد أن ماسك هو شريان الحياة في تسلا، وهو جزء أساسي من تقييم الأسهم».

قال آيفز إن حزمة رواتب ماسك الجديدة، ستؤكد لجميع المستثمرين مدى إصراره للبقاء على عرش «تسلا» لأطول فترة ممكنة، وبالتالي فلن يغير من توجيه تركيزه نحو «تويتر» أو «سبيس إكس» أو «نيورالينك» أو «ذا بورينغ كومباني» أو أي من شركاته الأخرى.

وأضاف آيفز، أن المجلس يحتاج إلى إرسال إشارة إيجابية إلى العامة تؤكد بقاء ماسك رئيساً تنفيذياً لشركة «تسلا» خلال العقد المقبل.

ولاقت أجور ماسك اعتراضاً في السابق من قبل بعض مساهمي «تسلا»، إذ عارضوا صفقة عام 2018 في محكمة ديلاوير؛ رغم الموافقة عليها بأغلبية ساحقة من قبل المساهمين آنذاك.

وبدوره، لم يبت القاضي إلى الآن في الطعن المقدم خلال العام الماضي.

رفض ماسك التعليق على إمكانية الحصول على حزمة رواتب طويلة الأمد خلال مكالمة المستثمر لشركة «تسلا» في أبريل نيسان الماضي، قائلاً «لا توجد مناقشات جارية حالياً لضمان حصولي على أجر إضافي».

ويشعر بعض المستثمرين بالقلق من خسارة «تسلا» لماسك، ففي الاجتماع السنوي للمساهمين خلال العام الماضي، أثار أحدهم مسألة من يخلفه في المنصب، ما دفع ماسك إلى القول «أعتزم البقاء مع الشركة طالما يمكنني أن أكون مفيداً».

وأضاف «لدينا فريق موهوب هنا، لذلك أعتقد أن الشركة ستواصل العمل بشكل جيد حتى إذا اختطفتني الكائنات الفضائية أو عدت إلى منزلي في كوكب آخر؛ لذلك لن أغادر وذلك فقط لأكون واضحاً».

لا يتجه العديد من أصحاب الثروات الطائلة نحو زيادة الأسهم والخيارات المالية الآجلة؛ بهدف الاستمرار في تنمية شركاتهم.

على سبيل المثال، حصل كل من جيف بيزوس من «أمازون» ومارك زوكربيرغ من «فيسبوك» على حصص كبيرة في شركتيهما كمؤسسين؛ لكن لم يتلقَّ أي منهما منحاً أو خيارات آجلة للأسهم منذ بدء الطروحات العامة الأولية في عامي 1997 و2012.

وعلى خطى ماسك، لم يجنيا الكثير عن طريق الأجور؛ فقد حصل بيزوس على راتب سنوي قدره 81 ألف دولار أثناء توليه منصب الرئيس التنفيذي، بينما حصل زوكربيرغ على راتب قدره دولار واحد سنوياً خلال العقد الماضي.

كتب- كريس إيزيدور (CNN)