يخُصص يوم السادس والعشرين من أبريل نيسان من كل عام للاحتفال باليوم العالمي للملكية الفكرية، وهذا العام، ينطلق تحت شعار «الملكية الفكرية وأهداف التنمية المستدامة، بناء مستقبلنا المشترك بالابتكار والإبداع»، إيماناً بتأثير الملكية الفكرية على الاقتصاد لما تحققه من فرص نمو وتعزيز فرص العمل والحد من أوجه عدم المساواة، ودعم الصناعات والابتكارات، وتدابير الاستدامة، وفقاً للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو).
الملكية الفكرية مثلت محل نزاع بين أكبر الشركات العالمية مثل أبل وأديداس وغيرها، فوقعت العديد من الشركات والعلامات التجارية ضحية الاحتيال، إلا أن الملكية الفكرية ضمنت بقاءهم في السوق، وعلى قيد المنافسة، لكن هناك شركات صغيرة أخرى لم تتمكن من إثبات حقوقها، ما جعل منتجاتها مستباحة أمام الأباطرة من المنافسين.
خسارة أديداس أمام توم براون
وضعت الملكية الفكرية حداً لدعوى قضائية لكل من أديداس وتوم براون للأزياء، التي انتهت بالفوز لصالح الأخيرة.
فخسرت شركة أديداس دعوى قضائية ضد المصمم توم براون بعد أن قالت شركة الملابس الرياضية إن استخدام أربعة خطوط في تصميماته كان قريباً جداً من شعار علامتها التجارية المكون من ثلاثة خطوط.
ورفضت هيئة محلفين في نيويورك هذا الاتهام عام 2023، علماً أن أديداس كانت تطالب بتعويض مالي، نظير أرباح حققها توم براون بسبب تقليد العلامة التجارية الشهيرة بتصميم الأحذية الرياضية.
اتهامات متبادلة بين أبل وموتورولا
عشرات من الدعاوى القضائية استمرت لأعوام، بداية من 2010، بين شركة أبل وموتورولا موبيليتي، التي اتهم فيها الطرفان بعضهما بعضاً بمزاعم انتهاك مجموعة من براءات اختراع، التي تشمل خاصية اللمس، وتصميم الهواتف الذكية، وإلغاء القفل.
انتهت القضايا ببيان مشترك بين أبل وموتورولا، ينص على تسوية جميع الدعاوى القضائية المتعلقة ببراءات الاختراع بينهما، وعلى العمل معاً في بعض مجالات إصلاحها.
وفي دعوى قضائية أخرى، فشلت شركة أبل في إقناع محكمة الاستئناف الأميركية بأن شركة كوريليوم الناشئة في مجال الأمن، انتهكت حقوق الطبع والنشر الخاصة بها من خلال محاكاة نظام التشغيل آي أو إس، لمساعدة الباحثين في العثور على ثغرات أمنية في أجهزة أبل.
وقالت محكمة الاستئناف إن شركة أبل حاولت دون جدوى شراء كوريليوم مقابل نحو 23 مليون دولار قبل رفع الدعوى القضائية، وذلك قبل أن تصدر الموافقة على أن شركة الأمن استخدمت محاكاة النظام بطريقة عادلة وآمنة.
سنوات من الدعاوى القضائية بين يوتيوب وفياكوم
أنهت شركة غوغل دعوى قضائية تاريخية تتعلق بحقوق الطبع والنشر اتهمت فيها شركة فياكوم للبحث على الإنترنت، بنشر برامجها على خدمة الفيديو على يوتيوب دون إذن.
هذا بعد سبع سنوات من الدعاوى القضائية التي لفتت انتباه هوليوود وصناعة الموسيقى وشركات الإنترنت، والتي اختبرت مدى وصول قانون اتحادي مصمم لإحباط القرصنة مع السماح للناس بالعثور على الترفيه عبر الإنترنت.
وقالت غوغل وفياكوم في بيان مشترك، إن هذه التسوية تعكس الحوار التعاوني المتزايد بين شركتينا بشأن الفرص المهمة، ونحن نتطلع إلى العمل معاً بشكل أوثق.
ولكن قبل ذلك، كانت شركة فياكوم رفعت في الأصل دعوى قضائية بقيمة مليار دولار ضد موقع يوتيوب وآخرين في عام 2007، وفي نهاية المطاف، اتهمت يوتيوب ببث 79 ألف مقطع فيديو محمي بحقوق الطبع والنشر بشكل غير قانوني على موقعها على الإنترنت بين عامي 2005 و2008.
حماية العلامة التجارية للشركات الصغيرة
وفقاً للوبيو، فإن العلامات التجارية يمكن حمايتها على الصعيد الدولي، عبر إيداع طلب تسجيل علامة تجارية لدى مكتب العلامات في البلد المراد الحصول على الحماية فيه، أو يمكن الاستعانة بنظام مدريد التابع للويبو، عبر إيداع الطلب، ودفع مجموعة واحدة من الرسوم؛ للحصول على حماية في نحو 130 بلداً.
لا تضمن حماية الملكية الفكرية حقوق العلامات التجارية فحسب، بل إنها تدعم ريادة الأعمال والاستثمار، وقد سلطت الويبو الضوء على هذا الأمر في المشروع الذي أطلقته بالتعاون مع وزارة السياحة والاقتصاد الإبداعي الإندونيسية في مايو أيار 2023؛ بهدف دعم تنمية السياحة المستدامة من خلال الملكية الفكرية في بالي.
واعترافاً بدور الملكية الفكرية لدعم الاقتصادات، خصصت الويبو، يوم الملكية الفكرية لعام 2021، للشركات المتوسطة والصغيرة من جميع أنحاء العالم، في الوقت الذي قدّر فيه البنك الدولي أنها تشكل نحو 90 في المئة من التجارة حول العالم، إضافة إلى توفير فرص العمل لنحو 50 في المئة من القوى العاملة.
وكانت الملكية الفكرية سبباً في نجاح العديد من رواد الأعمال مثل العدّاءة الكينية نفالايو أوسيمبي أومباتي، لتأسيس شركة (إندا) التي تعني (هيّا) باللغة السواحلية، لأحذية الركض التي تتطلب الابتكار يومياً.
وحول الملكية الفكرية لشركتها، قالت أومباتي للويبو حينذاك، إنها تحمي العلامة التجارية خاصة للشركات الصغيرة، ومع وجود وسم أو لوغو معروف يضمن للمبتكرين والمبدعين حقوقهم، وبالتالي يضمن استمرار الأعمال في السوق.
وعند ضمان الملكية الفكرية، فإنها تؤسس لبقاء العلامة التجارية، علماً أن المستهلك غالباً ما يعود للشراء من العلامة بعينها دون الأفراد، وفقاً لما قالته للويبو، رئيسة الرابطة الدولية للعلامات التجارية، تيكي داير.
الأمر الذي أكدته أيضاً، ثايدا تانغ، الرئيسة التنفيذية والشريكة المؤسسة لشركة تانغ إنتربرايز، إذ أوضحت للويبو أن ضمان حقوق الملكية الفكرية تضمن تسويق الملح والمنتجات الزراعية التابعة لشركتها في السوق بطريقة صحيحة، وتضمن كذلك الوصول إلى المستهلك.