بالتزامن مع الاحتفال بيوم العمال في الأول من مايو أيار، كشفت أرقام تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي السنوي عن مستقبل الوظائف والأهمية المتزايدة لتخصصات التكنولوجيا في عالم العمل، إذ تصدّرت تخصصات تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلات قائمة الوظائف الأسرع نمواً في العالم لعام 2023.

اعتمد المنتدى الاقتصادي العالمي في تقريره السنوي على دراسة شملت 803 شركات يعمل فيها أكثر من 11.3 مليون موظف في 27 قطاعاً من 45 دولة حول العالم، منها أربع دول عربية، هي السعودية ومصر والإمارات والبحرين.

كذلك أبرز التقرير أهمية الوظائف المتعلقة بالاستدامة والتحول للاقتصادات الخضراء التي جاءت في المرتبة الثانية.

إلى جانب الوظائف المرتبطة بتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ذكر التقرير اختصاصات تطوير الروبوتات والأنظمة الآلية التي جاءت في المرتبة السابعة، لتنضم بذلك إلى وظائف محللي البيانات ومهندسي أنظمة تكنولوجيا المعلومات وأمنها، والتكنولوجيا المالية والتكنولوجيا الكهربائية، إضافة إلى مشغلي الأنظمة الزراعية ومتخصصي التحول الرقمي.

كما كشف التقرير عن حاجة 44 في المئة من العاملين الحاليين لإعادة تطوير مهاراتهم لتتناسب مع الاحتياجات سريعة التغيّر في سوق العمل العالمي.

نظرة إيجابية لثورة الذكاء الاصطناعي

منذ بداية عام 2023، يزداد وضوح التغيير الذي تُحدثه التطورات المتسارعة في عالم الذكاء الاصطناعي، إذ يشيع انتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي في مختلف الأوساط المهنية بعد أن أصبحت في متناول الجميع، نظراً لتنوع تطبيقاتها من روبوتات دردشة وأدوات تصميم فني وإنتاج موسيقي وغيرها، لا سيما بعد أن أظهرت البيانات إتمام الآلات 34 في المئة من مهام العمل اليومية خلال عام 2022، وهو الرقم المتوقع أن يزداد ليصل 43 في المئة بحلول عام 2027.

لكن يبدو أن هذه الأرقام لا تُقلق أصحاب المشاريع المشاركين في الدراسة، فلم تتجاوز نسبة المتخوّفين من آثار سلبية على شركاتهم 23 في المئة، فيما توقع 49 في المئة منهم أن يُحدث هذا التغيير أثراً إيجابياً على شركاتهم، مشيرين إلى النجاحات المتحققة في مجالات إدارة البيانات، والتكنولوجيا المتخصصة في إدارة البيئة ومكافحة آثار التغيّر المناخي، إضافة إلى تكنولوجيات التشفير وأنظمة الأمن السيبراني.

كذلك توقع المشاركون آثاراً إيجابية على الاقتصاد العالمي بفضل الوظائف التي تخلقها زيادة الاهتمام بتطبيقات تكنولوجيا الزراعة، والمنصات الرقمية، والتجارة الإلكترونية، والذكاء الاصطناعي.

في حين أشار التقرير إلى جدية المخاوف من الآثار السلبية التي قد يتسبب بها الاعتماد المتزايد على الروبوتات في ما يتعلق بالتوظيف.

كشفت 85 في المئة من الشركات المشاركة في الدراسة عن كون التحول الرقمي هو أبرز أهدافها خلال السنوات الخمس المقبلة، كذلك تسعى 75 في المئة منها لزيادة استخدام التقنيات التكنولوجية الحديثة خلال الفترة ذاتها.

سوق العمل في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

شملت الدراسة التي أجراها المنتدى الاقتصادي العالمي شركات في أربع دول عربية، هي السعودية ومصر والإمارات والبحرين، وتوصلت إلى احتمال أن يسبب الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا المتقدمة تغييراً في سوق العمل في المنطقة العربية بنسبة 38 في المئة خلال العام الحالي.

في حين توقع التقرير أن يتسبب انتشار استخدام التطبيقات الرقمية بتغييرات بنسبة 33 في المئة، يليه تأثير بنسبة 19 في المئة يُحدثه سعي الحكومات في المنطقة إلى وضع وتطبيق قوانين أكثر حزماً حيال استخدام التكنولوجيا.

كذلك توقع التقرير أن يقود تحليل البيانات الكبيرة تغييرات سوق العمل العربي بنسبة 61 في المئة، يليه أنظمة التشفير والأمن السيبراني بنسبة 60 في المئة.

أخيراً، جاءت القدرات التكنولوجية في المرتبة الثالثة على قائمة المهارات الأكثر طلباً في سوق العمل العربي، سبقتها المهارات المعرفية (26 في المئة) والكفاءة الذاتية (21 في المئة).