أنجزت المصانع الأميركية معظم الأعمال المتراكمة، ما يعني أن موجات من التسريح تلوح في الأفق في أقرب وقت من هذا العام، ساعدت الطلبيات المتراكمة بسبب اضطرابات سلاسل التوريد في الأيام الأولى لجائحة كورونا في إبقاء الصناعة التحويلية بمنأى عن موجات التسريح الجماعي للعمال التي ضربت قطاعات أخرى، لا سيما التكنولوجيا والتمويل.
لقد تحسنت سلاسل التوريد، التي أصابها الشلل أثناء الجائحة، لكنها تضررت مرة أخرى بشكل كبير جرّاء الغزو الروسي لأوكرانيا في العام الماضي، كما أن الأعمال الصناعية المتراكمة تتقلص على نحو سريع، وفي الوقت نفسه، انخفض الطلب على السلع المصنعة في الأشهر الأخيرة، إذ هبطت مشتريات المستهلكين والشركات مقابل زيادة معدلات السفر وتناول الطعام خارج المنازل.
ووفقاً لتحليل أجراه خبراء اقتصاد في «ولز فارغو»، فإنه من المتوقع أن تعود الطلبيات غير المعبأة من السلع الرأسمالية الأساسية المعدلة للتضخم أو الأعمال المتراكمة إلى مستويات ما قبل الجائحة في غضون الأشهر الخمسة المقبلة، وتُظهر الاستطلاعات التي أجراها معهد إدارة الإمداد أن قطاع التصنيع بدأ يتقلص منذ عدة أشهر، بينما سجّل عدد أقل من الشركات المصنعة زيادة في الأعمال المتراكمة.

تسريح العمالة

قالت الخبيرة الاقتصادية شانون سيري لدى «ولز فارغو»، إن ضعف الطلب مكّن المصنّعين من تقليص الأعمال المتراكمة، والتي بمجرد نفادها مع بقاء الطلب ضعيفاً، ستبدأ الشركات في التفكير في تخفيض قوتها العاملة.
أظهرت بيانات وزارة التجارة الأميركية انخفاض طلبيات السلع الرأسمالية غير الدفاعية باستثناء الطائرات، وهو مؤشر رئيسي للاستثمار، في أربعة من الأشهر السبعة حتى فبراير شباط الماضي، كما هبط إجمالي طلبيات السلع المعمرة، مثل الأجهزة والسيارات والأثاث، في ثلاثة من الأشهر الأربعة الماضية حتى فبراير شباط.
وقال أحد مصنعي المعدات والأجهزة الكهربائية في مسح أجراه معهد إدارة الإمداد في مارس آذار «إن الطلبيات الجديدة بدأت في التراجع، وتحسنت عمليات التوريد بشكل طفيف، ما يمكننا من تقليص الأعمال المتراكمة وعمل مخزون احتياطي لبعض الأصناف».
وتباينت البيانات التي تقيس الصناعة التحويلية، إذ أظهر مؤشر التصنيع الأولي لـ«إس أند بي غلوبال»، يوم الجمعة، تحسّناً لأول مرة منذ ستة أشهر في أبريل نيسان، لكن ما يزال لدى المصنّعين بعض المخاوف بشأن إقبال المستهلكين على الخدمات بدلاً من شراء السلع بعد نهاية الجائحة.
أظهر مسح للمصنّعين في منطقة شيكاغو التابعة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) تدهوراً في التصنيع خلال أبريل نيسان، على أساس شهري، بسبب تباطؤ وتيرة التوظيف، وقال المشاركون في الاستطلاع إنهم يتوقعون انخفاض التوظيف خلال الاثني عشر شهراً المقبلة.
ووفقاً لبيانات مكتب إحصاءات العمل التابع لوزارة العمل الأميركية، بدأ انخفاض وظائف القطاع الصناعي في فبراير للمرة الأولى منذ 21 شهراً، كما هبطت وظائف القطاع في مارس آذار.
وكانت شركة «ثري إم» الأميركية قد قالت في وقت سابق من هذا العام إنها ستشطب نحو 2500 وظيفة على مستوى العالم بسبب ضعف طلب المستهلكين واضطرابات أنشطتها في الخارج، كما أعلنت شركة «داو» عن تسريح آلاف العمال في بداية العام.
قال كبير الاقتصاديين في شركة «ماريا فيوريني راميريز» للتنبؤ، جوشوا شابيرو «إن شركات التصنيع ستبذل كل ما في وسعها كي تتجنب تسريح العمالة نظراً لصعوبة العثور على العمال والاحتفاظ بهم»، ولكنه أضاف أن الشركات لن تستطيع عمل ذلك لفترة طويلة لذا «سيتعين عليهم في النهاية البدء في تسريح العمال».

(برايان مينا – CNN)