تراجعت الأسهم الأميركية والأوروبية، يوم الجمعة، بعد الانهيار المفاجئ لبنك سيليكون فالي -أحد أكبر 20 بنكاً في أميركا- ما أصاب المستثمرين بحالة فزع.
وقفز ما يُسمى مقياس الخوف في وول ستريت -الذي يقيس تقلبات السوق- بنسبة 15 في المئة بعد ظهر يوم الجمعة، حيث اندفع المستثمرون إلى الملاذات الآمنة في محاولة لتجنب تبعات هذا الانهيار وخوفاً من أن ينتشر داخل القطاع المصرفي أو ينتقل إلى قطاعات أخرى.
وبينما استقرت أسهم البنوك الكُبرى، يوم الجمعة، بعد انخفاضها يوم الخميس، استمرت البنوك الأصغر في المعاناة، وأدَّت المخاوف من أن البنوك الأخرى قد تواجه مشكلات مماثلة إلى بيع أسهم البنوك على نطاق واسع على مستوى العالم يومَي الخميس والجمعة.
معاناة سوق الأسهم الأميركية
وأدت عمليات البيع إلى تراجع مؤشر إس آند بي 500 نحو 56.64 نقطة أو 1.45 في المئة؛ ما أدى إلى محو جميع المكاسب السابقة التي حققها المؤشر خلال العام الحالي.
في غضون ذلك شهدت عوائد سندات الخزانة أكبر انخفاض لها منذ عام 2008 عندما انهار بنك ليمان براذرز، حيث تدفق المستثمرون على السندات وبعيداً عن سوق الأسهم.
وانخفض مؤشر داو جونز 345 نقطة أو 1.1 في المئة يوم الجمعة، وانخفض مؤشر ناسداك بنسبة 1.8 في المئة.
على مدار الأسبوع انخفض مؤشر داو جونز بنسبة 4.4 في المئة، وهو أسوأ أسبوع له منذ يونيو، فيما انخفض مؤشر إس آند بي 500 بنسبة 4.6 في المئة ومؤشر ناسداك بنسبة 4.7 في المئة.
وكان المودعون في بنك سيليكون فالي في عجلة من أمرهم لسحب أموالهم، وكان على المنظمين الفيدراليين إجراء عملية استحواذ غير عادية ودخول مكاتب البنك صباح يوم الجمعة بدلاً من الانتظار حتى إغلاق السوق.
وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين إنها تراقب «التطورات الأخيرة» في بنك «سيليكون فالي» وغيره «بعناية شديدة»، مضيفة «عندما تتعرض البنوك لخسائر مالية، يكون الأمر مصدر قلق».
وقال دينيس إم كيليهر، الرئيس التنفيذي لشركة بتر ماركتس، «تدهور وضع بنك سيليكون فالي بسرعة كبيرة، وأصبح من غير الممكن أن يستمر خمس ساعات أخرى (يقصد حتى موعد نهاية التداول)»، مضيفاً «هذا لأن المودعين كانوا يسحبون أموالهم بسرعة كبيرة لدرجة أن البنك كان معسراً، وكان الإغلاق خلال اليوم أمراً لا مفر منه بسبب التسابق المصرفي الكلاسيكي».
وكتب محللون من مجموعة الاستثمار «تي دي كوين» أنه منذ الأزمة المالية فضلت المؤسسة الفيدرالية لتأمين الودائع السيطرة على البنوك يوم الجمعة بعد إغلاق الأسواق، سبب آخر للتحرك السريع من جانب المؤسسة الفيدرالية قد يكون «الحصة الصغيرة من الحسابات المؤمنة بالكامل جعلت بيع البنك أمراً صعباً، نعتقد أن المنظمين أرادوا منع المزيد من عمليات السحب من قبل أولئك الذين تتجاوز حساباتهم سقف التأمين المطبق من جانب المؤسسة، وهو 250 ألف دولار».
تداعيات انهيار بنك سيلكون فالي في أوروبا
وتجاوزت تداعيات انهيار بنك سيليكون فالي الأراضي الأميركية لتصل إلى أوروبا، حيث تراجعت الأسهم الأوروبية إلى أدنى مستوى خلال الأسابيع السبعة الماضية يوم الجمعة، إذ تسببت أسهم القطاع المالي في هبوط عام في الأسواق.
وأغلق المؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية منخفضاً 1.4 في المئة، لتبلغ خسائره الأسبوعية 2.3 في المئة، وهي أكبر خسارة أسبوعية يسجلها خلال العام الحالي.
وهبط مؤشر القطاع المصرفي 3.8 في المئة مسجلاً أكبر خسارة يومية في تسعة أشهر، فيما هبطت أسهم إتش.إس.بي.سي ودويتشه بنك وباركليز وأوني كريديت وكومرتس بنك بين 2.6 في المئة و7.4 في المئة.
يُذكر أن موجة البيع تسبب بها فشل بنك سيليكون فالي في جمع سيولة جديدة عقب خسارته 1.8 مليار دولار، نظير بيعه حزمة سندات للوفاء بمطالبات مودعيه بالسيولة.
ويعتبر بنك سيلكون فالي -يحتل المرتبة الـ16 بين أكبر البنوك في الولايات المتحدة- مقرضاً مهماً للشركات في المرحلة المبكرة، وهو الشريك المصرفي لما يقرب من نصف شركات التكنولوجيا والرعاية الصحية المدعومة من الشركات الأميركية التي تم إدراجها في أسواق الأسهم العام الماضي.
كتبت- أليسون مور (CNN)