قد يتحدد مصير بنك «كريدي سويس» خلال عطلة نهاية هذا الأسبوع، إذ من المتوقع أن تدلي الحكومة السويسرية ببيان بشأن البنك يوم الأحد، بحسب مقال صدر يوم السبت عن صحيفة «نويه تسوريشر تسايتونغ» السويسرية، وترجمته «CNN».
ولكن، كيف وصل «كريدي سويس» إلى هنا؟
كان بنك «كريدي سويس»، الذي يصنف ضمن أهم 30 بنكاً في النظام المالي العالمي، في حالة تأهب لسنوات بعد سلسلة من الفضائح والخسائر الفادحة والعثرات الاستراتيجية، إذ انخفض سهم البنك بنسبة 75 في المئة خلال الاثني عشر شهراً الماضية، لكن أزمة الثقة تصاعدت بسرعة هذا الشهر.
وأدى فشل بنك «سيليكون فالي» الأسبوع الماضي -وهو أكبر فشل لمصرف أميركي منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008- إلى هروب المستثمرين من البنوك الأخرى التي يُنظر إليها على أنها ضعيفة (ومن بينهم «كريدي سويس»).
ثم ألقى «كريدي سويس» قنبلة أخرى في تقريره السنوي يوم الثلاثاء، إذ أقر البنك البالغ من العمر 167 عاماً بوجود «ضعف جوهري» في تقاريره المالية، مضيفاً أنه فشل في تحديد المخاطر المحتملة على بياناته المالية بشكل مناسب.
وفي اليوم التالي، أوضح أكبر مساهم لدى «كريدي سويس» -البنك الأهلي السعودي- أنه لن يضخ المزيد من الأموال في البنك، الأمر الذي أثار فزع المستثمرين.
وبالفعل، سحب المستثمرون والعملاء أكثر من 450 مليون دولار من الصناديق الأوروبية والأميركية التي يديرها البنك بين يومي الاثنين والأربعاء، وفقاً لبيانات «مورنينج ستار».
وخسرت أسهم البنك 25 في المئة على مدار الأسبوع، على الرغم من حصوله على قرض طارئ بقيمة 54 مليار دولار من البنك المركزي السويسري.
توقعات بشأن مصير البنك
ذكرت كل من وكالة رويترز وصحيفة فاينانشال تايمز نقلاً عن أشخاص مطلعين على الأمر، أن المنظمين السويسريين كانوا يحثون البنوك على الموافقة على صفقة قبل فتح الأسواق يوم الاثنين المقبل، لتعزيز الثقة في النظام المصرفي للبلاد.
وقالت فاينانشيال تايمز إن مجلسي إدارة بنكي «يو بي إس» و«كريدي سويس» من المتوقع أن يجتمعا بشكل منفصل خلال عطلة نهاية الأسبوع.
على جانب آخر، نفت شركة «بلاك روك»، التي تمتلك حصة قدرها أربعة في المئة في البنك السويسري، تقريراً منفصلاً في صحيفة فاينانشيال تايمز بأنها كانت تقدم عرضاً بديلاً لكل أو جزء من البنك المحلي.
وقال متحدث باسم الشركة لشبكة «CNN»، «بلاك روك لا تشارك في أي خطط للاستحواذ على أي جزء من «كريدي سويس»، وليس لديها مصلحة لفعل ذلك».
وفي مذكرة يوم الخميس، كتب المحللون المصرفيون لدى «جي بي مورغان» أن الاستحواذ المتوقع من قبل «يو بي إس» قد يكون هو النهاية الأكثر احتمالاً لما يحدث.
كما توقع المحللون يوم الجمعة أن هناك حاجة إلى خطة إنقاذ شامل، وبدأت التقارير تدور حول احتمالية استحواذ «يو بي إس» على منافسه السويسري.
وتنتظر الأسواق خلال الساعات القادمة ما قد تعلن عنه الحكومة السويسرية بشأن مصير البنك المتعثر، أو ما سيسفر عنه الاجتماع المرتقب بين «يو بي إس» و«كريدي سويس».
(كتب- مارك طومسون، CNN، وساهم روب نورث وآنا كوبان في التقرير).