وافقت أكبر مجموعة مصرفية في سويسرا «يو بي إس»، على شراء منافستها الأصغر، بنك « كريدي سويس»، في صفقة إنقاذ طارئة.
تهدف الصفقة إلى وقف الذعر في الأسواق المالية، بعد الانهيار المدوي لبنكي «سيليكون فالي» و«سيغنتشر» في وقت سابق من هذا الشهر.
وأعلن البنك المركزي السويسري في بيان، يوم الأحد، عن استحواذ «يو بي إس»، على بنك «كريدي سويس»، وأضاف أن هذا الاستحواذ أصبح ممكناً بدعم من الحكومة الفيدرالية السويسرية وهيئة الإشراف على السوق المالية السويسرية والبنك المركزي السويسري.
وقال إن «عملية الإنقاذ ستؤمن الاستقرار المالي، وتحمي الاقتصاد السويسري».
وسيدفع «يو بي إس» 3 مليارات فرنك سويسري (ما يعادل نحو 3.25 مليار دولار)، أي أقل بنحو 60 في المئة من قيمة بنك «كريدي سويس» عندما أغلقت الأسواق يوم الجمعة، علماً بأن الصفقة لن تحتاج موافقة المساهمين، بعد موافقة الحكومة السويسرية على تغيير القانون، إذ يمكن إتمامها بسرعة.
وتلك الصفقة من شأنها أن تضر مساهمي «كريدي سويس»، إذ سيحصلون على ما يعادل نحو 0.76 فرنك سويسري (ما يعادل نحو 0.82 دولار)، في أسهم «يو بي إس»، التي كانت قيمتها وصلت إلى نحو 1.86 فرنك سويسري (ما يعادل نحو 2.01 دولار) يوم الجمعة.
كان بنك «كريدي سويس»، المصنف ضمن أهم 30 بنكاً في النظام المالي العالمي، في حالة تأهب لسنوات، بعدما فقد ثلث قيمته في سوق الأسهم منذ بداية العام، إذ بلغت قيمة خسارته الإجمالية أكثر من 70 في المئة خلال 12 شهراً، وذلك بعد سلسلة من فضائح الإدارة.
كما انخفض سهم البنك بنسبة 75 في المئة خلال الاثني عشر شهراً الماضية، وأقر البنك بوجود «ضعف جوهري» في تقاريره المالية، مضيفاً أنه فشل في تحديد المخاطر المحتملة على بياناته المالية.
نتيجة لذلك، أوضح البنك الأهلي السعودي -أكبر مساهم لدى «كريدي سويس»- أنه لن يضخ المزيد من الأموال في البنك، الأمر الذي أثار فزع المستثمرين، ما دفعهم جنباً إلى جنب مع العملاء إلى سحب أكثر من 450 مليون دولار من الصناديق الأوروبية والأميركية التي يديرها البنك بين يومي الاثنين والأربعاء الماضيين، وفقاً لبيانات «مورنينج ستار».
من جهتها، ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» أن الأسهم في البنك البالغ من العمر 167 عاماً، تراجعت بنسبة 25 في المئة خلال الأسبوع، وكان أصحاب الحسابات يسحبون ودائع تزيد على 10 مليارات دولار يومياً.
وأفادت بعض التقارير بأن الخطة البديلة لإنقاذ البنك ستعتمد على تأميم كامل أو جزئي، وذلك بعدما ضغطت السلطات السويسرية بقوة من أجل إنقاذ القطاع الخاص، في محاولة يائسة لمنع انتشار الانهيار في النظام المالي العالمي، يوم الاثنين.
جاء الاتفاق على الاستحواذ الطارئ بعد أيام من المفاوضات المحمومة التي شارك فيها المنظمون الماليون في سويسرا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
ويصنف كل من «يو بي إس»، و«كريدي سويس» بين أهم 30 بنكاً في النظام المالي العالمي، ويملكان معاً أصولاً بنحو 1.7 تريليون دولار، لكن حظ كل منهما اختلف عن الآخر.
وارتفعت أسهم «يو بي إس» بنسبة 15 في المئة في العامين الماضيين، وحقق أرباحاً بقيمة 7.6 مليار دولار في 2022، كما بلغت قيمة سوق الأسهم نحو 65 مليار دولار يوم الجمعة، وفقاً لتقارير «ريفينيتيف».
فيما خسرت أسهم «كريدي سويس» 84 في المئة من قيمتها خلال الفترة ذاتها، وسجلت العام الماضي خسارة بنحو 7.9 مليار دولا، ثم أصبحت قيمتها 8 مليارات دولار فقط نهاية الأسبوع الماضي.
يعود تاريخ «كريدي سويس» إلى عام 1856، وترجع جذوره إلى «شفايتسريشيه كريديت أنشالت»، الذي أُنشئ لتمويل توسيع شبكة السكك الحديدية والتصنيع في سويسرا.
ويملك «كريدي سويس»، ثاني أكبر بنك في سويسرا، أكثر من 50 ألف موظف بنهاية عام 2022، كما يعتني بثروة العديد من أثرياء العالم، ويقدم خدمات مصرفية استثمارية عالمية.
كتب- مارك تومبسون (CNN)