اجتاحت موجة من الهلع النظام المالي العالمي جرّاء انهيار بنك «سيليكون فالي» الأميركي في وقت سابق من هذا الشهر، ما أدى إلى سلسلة من ردود فعل فوضوية والتي ما يزال القطاع المصرفي يتصدى لها، ويعكف المشرعون الأميركيون حالياً على التحقيق في الأسباب التي أدت إلى انهيار ثاني وثالث أكبر بنكين في تاريخ الولايات المتحدة سعياً لمنع تكرار الأمر.

واستجوب أعضاء اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ، يوم الثلاثاء، ثلاثة من المنظمين الفيدراليين، وهم: مارتن غروينبيرغ، رئيس مجلس إدارة شركة تأمين الودائع الفيدرالية، ونيلي ليانغ، وكيلة وزارة الخزانة الأميركية للتمويل المحلي، ومايكل بار، نائب رئيس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) للإشراف، حول الأحداث المضطربة التي أصابت الأنظمة المالية بحالة من الجنون.

وفيما يلي بعض النقاط الجوهرية التي طُرحت في جلسة الاستماع:

عملاء بنك «سيليكون فالي»

أظهرت التفاصيل الجديدة مدى فداحة ما حدث في بنك «سيليكون فالي»، الذي أصبح ثاني أكبر انهيار مصرفي في التاريخ الأميركي.

كشف بار، يوم الثلاثاء، أن عملاء البنك المذعورين حاولوا سحب مبلغ هائل قيمته 100 مليار دولار في اليوم الذي أغلقت السلطات فيه البنك.

وكان العملاء قد سحبوا نحو 42 مليار دولار من البنك في 9 مارس آذار، والذي وافق اليوم السابق لإغلاقه.

سوء الإدارة

شرح بار في شهادته أمام اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ بالتفصيل كيف فشل القائمون على بنك «سيليكون فالي» في إدارة أسعار الفائدة وخطر نفاد السيولة بشكل فعال.

قال بار إن انهيار بنك «سيليكون فالي» هو «نموذج لسوء الإدارة».

وأشار نائب رئيس الاحتياطي الفيدرالي إلى أن جهود إدارة البنك المتأخرة لإصلاح الميزانية العمومية زادت الأمور سوءاً.

قال بار: «لقد تأخر البنك كثيراً في معالجة مشاكله، ومن المفارقات أن الإجراءات المتأخرة التي اتخذها لتقوية ميزانيته العمومية دفعت المودعين -غير المؤمن عليهم- لسحب أموالهم وبالتالي انهيار البنك»، ولفت إلى أن إدارة المخاطر والضوابط الداخلية للبنك كانت ضعيفة.

وأضاف بار أن الحديث عن سحب الودائع ساد وسائل التواصل الاجتماعي، ما أدى إلى تحرك المودعين -غير المؤمن عليهم- سريعاً».

البنوك آمنة

وأرسل بار رسالة طمأنة للعامة بشأن سلامة البنوك مردداً ما يقوله كبار المنظمين الآخرين في هذا الخصوص. وقال «نظامنا المصرفي سليم ومرن ويتمتع برأس مال وسيولة قويين».

كما أكد التزام السلطات النقدية في البلاد بضمان تأمين جميع الودائع قائلاً «سنواصل مراقبة الظروف في النظام المصرفي عن كثب ونحن على استعداد لاستخدام كل ما لدينا من أدوات لأي مؤسسة مهما كان الحجم، حسب الضرورة، للحفاظ على النظام آمناً وسليماً».

الحاجة إلى مزيد من التنظيم

استجوبت إليزابيث وارين، عضوة مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي من ولاية ماساتشوستس، المنظمين الفيدراليين بشأن التزامهم بتشديد القواعد المصرفية.

وقالت إن إدارتي بنكي «سيليكون فالي» و«سيغنتشر» خاطرتا بشكل كبير ويجب محاسبتهما، وأضافت «ولكن لنكن واضحين، إن هذه الانهيارات تمثل أيضاً إخفاقاً كبيراً في الإشراف على بنوك بلادنا».

مساءلة قادة البنوك

أكد كل من غروينبيرغ وبار أنهما يفكران في اتخاذ إجراء جاد ضد القائمين على إدارة البنوك.

أظهرت بيانات الإفصاح لهيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية أن الرئيس التنفيذي السابق لبنك «سيليكون فالي» غريغ بيكر باع -قبل انهيار البنك- ما قيمته أكثر من مليوني دولار من أسهم البنك في أواخر فبراير شباط وأيضاً أسهماً بقيمة 1.1 مليون دولار في يناير كانون الثاني.

حصل بيكر وجوزيف ديباولو، الرئيس التنفيذي السابق لبنك «سيغنتشر»، على مكافآت بقيمة 10 ملايين دولار و 8.6 مليون دولار على الترتيب العام الماضي، ولكل من شركة تأمين الودائع الفيدرالية والاحتياطي الفيدرالي صلاحية استرداد بعض هذه الأموال ومعاقبة المسؤولين التنفيذيين في البنوك.

وكشف غروينبيرغ أن مؤسسته تجري بالفعل تحقيقات في سلوك أعضاء مجلس الإدارة والمديرين التنفيذيين والأطراف الأخرى التابعة للبنوك المنهارة.

المزيد من جلسات الاستماع

من المقرر أن تستمر لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب، يوم الأربعاء، في الاستجواب الخاص بها، إذ سيناقش المشرعون التعديلات المحتملة على اللوائح المالية والإشراف، وطُلب من كل من بيكر وديباولو الإدلاء بشهادتهما في وقت لاحق.

(نيكول غودكايند، CNN)