عندما سارع العملاء في بنك سيليكون فالي إلى سحب مليارات الدولارات الشهر الماضي، تدخلت المستثمرة الرأس مالية، أرلان هاميلتون لمساعدة بعض رواد الأعمال من ذوي البشرة الملونة الذين شعروا بالذعر حيال تعذر وصولهم إلى صناديق التمويل الخاصة بسداد الرواتب.
كونها امرأة سوداء لديها ما يقرب من 10 سنوات من الخبرة في مجال الأعمال، أدركت هاميلتون أن الخيارات المتاحة لمؤسسي الشركات الناشئة محدودة.
عُرف بنك سليكون فالي بسمعة طيبة تجاه خدمة المجتمعات الأقل تمثيلاً مثلما هو الحال مع مجتمع هاميلتون، وقد أدى فشل البنك إلى إعادة إشعال مخاوف خبراء القطاع بشأن التمييز في الإقراض في القطاع المصرفي وما ينتج عن ذلك من تفاوتات في رأس المال بالنسبة للأشخاص أصحاب البشرة الملونة.
قالت هاميلتون، المؤسسة والشريكة الإدارية لشركة «باك ستيج كابيتال»، البالغة من العمر 43 عاماً، إنه عندما يتعلق الأمر برواد الأعمال أصحاب البشرة الملونة، «نحن بالفعل في مكانٍ واهٍ، فنحن بلا أبواب أو حوائط محكمة، وعندما تأتي العاصفة فنحن من يصطدم بها»، مشيرة إلى وضع مجتمعها الهش مقابل عدم وجود حماية كافية من القطاع المصرفي لرواد الأعمال ذوي البشرة الداكنة.
بنك سيليكون فالي الذي تأسس عام 1983، هو المقرض التكنولوجي متوسط الحجم في كاليفورنيا، واحتل المركز السادس عشر في أميركا على مستوى البنوك في نهاية عام 2022 قبل أن ينهار في 10 مارس آذار، وقدم بنك سيليكون فالي خدمات مصرفية لما يقرب من نصف شركات التكنولوجيا وعلوم الحياة في الولايات المتحدة.
وقالت هاميلتون، وخبراء في القطاع، ومستثمرون آخرون لشبكة CNN إن البنك كان ملتزماً بتعزيز مجتمع من رواد الأعمال مكون من الأقليات وتزويدهم برأس مال اجتماعي ومالي.
قالت هاميلتون إن بنك سيليكون فالي نظم بانتظام المؤتمرات وفعاليات التواصل مع رواد الأعمال من الأقليات، وكان معروفاً بتمويل التقرير السنوي لمشاريع السود التي تقودها «بلاك في سي»، وهي مؤسسة غير هادفة للربح تعمل على ربط وتمكين المستثمرين السود.
قالت جوينيكول مارتينيز، رائدة الأعمال البالغة من العمر 25 عاماً ورئيسة التطوير والابتكار في «رايزينغ تايد كابيتال»، وهي منظمة غير ربحية تأسست عام 2004 لربط رواد الأعمال بالمستثمرين، «عندما كانت البنوك الأخرى تقول لا، كان بنك سيليكون فالي يقول نعم»، في إشارة إلى دعم البنك لهم كرواد أعمال، وأضافت أنه كان كياناً لا يعوض، إذ قدم للأقليات من رواد الأعمال أصحاب البشرة الداكنة، العديد من الموارد التقنية المخفضة والتمويلات البحثية.
يقول العديد من الناس أصحاب البشرة الملونة إنهم طالما استُبعدوا كأقلية، ويقول الخبراء إن أصحاب الأعمال من الأقليات يواجهون منذ فترة طويلة تحديات في الوصول إلى رأس المال بسبب ممارسات الإقراض التمييزية، إذ تُظهر البيانات المأخوذة من مسح ائتمان الأعمال الصغيرة، وهو تعاون بين جميع بنوك الاحتياطي الفيدرالي الاثني عشر، تباينات في معدلات الرفض للقروض المصرفية وغير المصرفية.
في عام 2021، استحوذ نحو 16 في المئة من الشركات التي يقودها السود على المبلغ الإجمالي لتمويل الأعمال الذي سعت إليه من البنوك، مقارنة بـ35 في المئة من الشركات المملوكة للبيض، وفقاً للاستطلاع.
آسيا برادلي هي رائدة أعمال مهاجرة ومؤسسة للعديد من شركات التكنولوجيا مثل «كاينلي»، وهي شركة خدمات مالية تهدف إلى مساعدة الأميركيين السود على بناء ثروة ممتدة، بعد انهيار بنك سيليكون فالي، قالت برادلي إنها انضمت لمجموعة على تطبيق «واتساب» تضم أكثر من ألف شخص من مؤسسي الأعمال المهاجرين، وأضافت أن أعضاء المجموعة احتشدوا سريعاً لدعم بعضهم بعضاً.
وقالت برادلي إن المهاجرين من مؤسسي الأعمال غالباً لا يملكون أرقام ضمان اجتماعي ولا عناوين دائمة في الولايات المتحدة، وكان من الضروري تبادل الأفكار حول طرق مختلفة للعثور على التمويل في وسط نظام لا يعترف بهم.
تقول برادلي إن العديد من النساء والملونين والمهاجرين يختارون البنوك المجتمعية أو الإقليمية مثل بنك “سيليكون فالي”، لأنهم غالباً ما يتم رفضهم من «البنوك الأربعة الكبرى» جي بي مورغان تشيس، وبنك أوف أمريكا، وويلز فارغو، وسيتي بنك.
في حالتها، أشارت برادلي إلى أن جنسها ربما كان عائقاً لأنه كان بإمكانها فقط فتح حساب تجاري في أحد «البنوك الأربعة الكبرى» عندما وقّع شقيقها معها، وأضافت أن البنوك الأربعة الرئيسية دائماً ما يرفضونهم كأقلية لذلك توجهوا إلى البنوك المحلية والإقليمية مثل بنك سيليكون فالي، ولم يقدم أي من هؤلاء البنوك الأربعة تعليقاً لشبكة CNN.
قال منتدى الخدمات المالية، وهو منظمة تمثل أكبر ثماني مؤسسات مالية في الولايات المتحدة، إن البنوك خصصت ملايين الدولارات منذ عام 2020 لمعالجة عدم المساواة الاقتصادية والعرقية.
في الأسبوع الماضي، أخبر جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لـ«جي بي مورغان تشيس»، بوبي هارلو من CNN أن مصرفه لديه 30 في المئة من فروعه في الأحياء ذات الدخل المنخفض كجزء من التزام بقيمة 30 مليار دولار لمجتمعات البشرة الداكنة «بلاك آند براون» في جميع أنحاء البلاد.
أما بنك «ويلز فارغو» فقد أشار تحديداً إلى تقرير التنوع والإنصاف والشمول لعام 2022، والذي يناقش مبادرات البنك الأخيرة للوصول إلى المجتمعات المحرومة، دخل البنك في شراكة في العام الماضي مع الاتحاد الاقتصادي للسود لبدء صندوق تمويل رواد الأعمال السود وهو صندوق قيمته 50 مليون دولار لدعم المشاريع الصغيرة والمراحل الأولية للأعمال.
تعمل البنوك المملوكة للسود على سد فجوة الإقراض وتعزيز التمكين الاقتصادي في هذه المجتمعات المستبعدة تقليدياً، لكن أعدادها تتضاءل على مر السنين، ولديها أصول أقل بكثير من البنوك الكبرى.
يدير بنك «وان يونايتد»، وهو أكبر بنك مملوك للسود في الولايات المتحدة، أصولاً بنحو ما يقرب من 650 مليون دولار.
وبالمقارنة، يدير «جي بي مورغان» أصولاً تبلغ 3.7 تريليون دولار.
ويقول رائد أعمال أن انهيار بنك سيليكون فالي قد يشعل شرارة التغيير في المستقبل بسبب هذه التفاوتات، و يسعى رواد الأعمال أيضاً إلى الحصول على تمويل من أصحاب رؤوس الأموال.
في أوائل عام 2010، كانت هاملتون تنوي إنشاء شركة تكنولوجيا خاصة بها، ولكن أثناء بحثها عن مستثمرين، رأت أن الرجال البيض يسيطرون تقريباً على جميع أموال رأس المال الاستثماري، قادتها هذه التجربة إلى تأسيس «باك ستيج» وهو صندوق لرأس المال الاستثماري يستثمر في شركات جديدة يقودها مؤسسون غير ممثلين تمثيلاً كافياً.
منذ ذلك الحين، جمعت «باك ستيج» محفظة تضم ما يقرب من 150 شركة مختلفة وقامت بأكثر من 120 استثماراً متنوعاً، وفقاً لبيانات من «كرانش بيز».
لكن برادلي، وهي أيضاً «مستثمر ملائكي» للشركات المملوكة للأقليات، قالت إنها لا تزال «متفائلة حقاً» بأن البنوك المجتمعية والبنوك الإقليمية وشركات التكنولوجيا المالية «ستقف جميعاً وتقول، «لن نسمح بأن يذهب العمل الجيد لبنك سيليكون فالي هباءً».
جالين براون وسكارليت وايت – CNN