بعد أقل من أسبوع من بدء الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ناشدت الأمم المتحدة العالم بجمع ما يقرب من 300 مليون دولار من المساعدات للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وفي غضون شهر، تضاعف هذا الرقم أربع مرات تقريباً مع وقوع قطاع غزة بأكمله في كارثة إنسانية.
وبعد ثلاثة أشهر من الحرب، قدم المانحون الدوليون، ومعظمهم حكومات، ما يزيد قليلاً على نصف الأموال المطلوبة من خلال خطة الأمم المتحدة، وفقاً لبيانات خدمة التتبع المالي التابعة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
وحتى 11 مايو أيار الجاري، صرفت الدول نحو 746.5 مليون دولار أميركي من أصل 3.4 مليار دولار لازم جمعها في خطة الأمم المتحدة الإنسانية لإنقاذ القطاع، وهو ما يساوي 22 في المئة فقط مطلوبة لتلبية الاحتياجات الأكثر أهمية لـ2.3 مليون شخص في غزة و800 ألف شخص في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، في الفترة بين يناير كانون الثاني وديسمبر كانون الأول 2024، بفجوة تمويلية حالية تبلغ 2.7 مليار دولار أميركي.
ويشمل ذلك نحو 623 مليون دولار من أصل 600 مليون دولار، بنسبة 104 في المئة، من المساعدات المطلوبة للفترة من يناير كانون الثاني إلى مارس آذار 2024.
بالإضافة إلى 121 مليون دولار من أصل 2.8 مليار دولار، أي نحو 4 في المئة، للنداء العاجل الجديد الذي أُطلق في 17 أبريل نيسان الماضي لتغطية الفترة بين أبريل نيسان وديسمبر كانون الأول 2024.
الإمارات تتصدر دول العالم المانحة للخطة الإنسانية لعام 2024
تصدرت الإمارات دول العالم من خلال تقديم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في 2024، إذ بلغت نسبة مساهمتها 21 في المئة من إجمالي المساعدات المرسلة للقطاع من قبل دول العالم، بقيمة 156.7 مليون دولار أميركي، وفقاً لبيانات موقع خطة الاستجابة الإنسانية الطارئة لقطاع غزة.
وتليها في المرتبة الثانية المفوضية الأوروبية التي قدمت ما يصل إلى 10.2 في المئة من المساعدات بقيمة 76.4 مليون دولار أميركي، ثم تأتي الحكومة الأميركية التي أرسلت ما يصل إلى 9.6 في المئة من المساعدات بقيمة 71.8 مليون دولار أميركي.
تهدف خطة المساعدات الجارية إلى مساعدة قطاعات معينة تجدها الأمم المتحدة أكثر احتياجاً، ويتصدر قائمة القطاعات من حيث تخصيص المساعدات الأمن الغذائي، وخصصت الخطة لهذا القطاع 930.4 مليون دولار، لكن لم يتم تلبية سوى 33.9 في المئة من الأموال اللازمة له حتى الآن، أي بمقدار 315 مليون دولار.
أما ثاني أكبر قطاع من حيث تخصيص المساعدات هو المأوى والمواد غير الغذائية، وحتى الآن، تم تلبية 6.1 في المئة فقط من المساعدات المطلوبة، وهو ما يعادل 32.2 مليون دولار من إجمالي 525.2 مليون دولار مطلوبة.
ويأتي في المرتبة الثالثة القطاع الصحي، الذي يحتاج إلى 510.6 مليون دولار إجمالاً، وحتى الآن تم جمع 18.2 في المئة من هذا المجموع.
وكان الاتحاد الأوروبي قد تعهد بتخصيص 7.7 مليار يورو، ما يعادل 8.39 مليار دولار، مبدئياً، للمساعدات الإنسانية في عام 2024 بما يقل عن العام السابق رغم الاحتياجات المتزايدة في غزة ومناطق أخرى، وكان رئيس المساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات بالاتحاد الأوروبي، يانيز لينارسيتش، قال في افتتاح مؤتمر عن المساعدات الإنسانية في بروكسل في مارس آذار الماضي «أعتقد أن هذا مبلغ كبير، لكن يمكن زيادته».
وتعهدت الدول الأعضاء والمفوضية الأوروبية بمبلغ إجمالي قدره 8.4 مليار يورو العام الماضي، ولم يذكر الاتحاد الأوروبي سبباً لتقليل المبلغ.
وقالت الأمم المتحدة إن عدداً قياسياً يبلغ 300 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية بسبب الصراعات وتغير المناخ في الغالب، وتقدر فجوة التمويل في جميع أنحاء العالم بنحو 50 مليار دولار.