طرحت شركة باجاج فاينانس، أكبر مؤسسة إقراض غير مصرفية في الهند، ذراعها لتمويل الإسكان في أكبر طرح عام أولي تشهده البلاد حتى الآن هذا العام، ما جذب اهتماماً قوياً من المستثمرين بسبب ازدهار أسواق العقارات والأسهم.

ارتفعت أسهم شركة باجاج هاوسينج فاينانس، أحد أكبر مقدمي الرهن العقاري في الهند، بنسبة تصل إلى 130 في المئة إلى 161 روبية خلال أول ظهور لها في بورصات الأوراق المالية الهندية يوم الاثنين بعد أن اجتذب الطرح البالغ 782 مليون دولار عروضاً بأكثر من 64 ضعف الأسهم المعروضة الأسبوع الماضي.

شهدت شركة باجاج هاوسينج فاينانس، وهي جزء من مجموعة باجاج التي يبلغ عمرها قرابة قرن من الزمان والتي تبيع كل شيء من الدراجات البخارية إلى التأمين، نمواً مع التوسع السريع لسوق العقارات في الهند.

وسجل مزود الرهن العقاري زيادة سنوية بنسبة 31 في المئة في الأصول قيد الإدارة إلى 970 مليار روبية (12 مليار دولار) في الربع حتى نهاية يونيو، حسب ما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز.

ويأتي هذا الإدراج بعد أن أمر البنك المركزي الهندي مجموعة من المقرضين غير المصرفيين الكبار بطرح أسهمهم للاكتتاب العام بحلول عام 2025 في محاولة لتعزيز تنظيم القطاع.

وقال سانجيف باجاج، رئيس مجلس إدارة شركة باجاج فينسيرف، الشركة القابضة للخدمات المالية المملوكة للعائلة، لصحيفة فاينانشال تايمز إنه بغض النظر عن قواعد بنك الاحتياطي الهندي، فهذا هو الوقت المناسب لإدراج الشركة وتنويع تمويلها.

وتستمتع الشركات الهندية بتقييمات مرتفعة في سوق الأسهم في البلاد، والتي وصلت إلى مستويات قياسية مرتفعة بسبب اندفاع المستثمرين الأفراد.

وقالت شركة باجاج إن ما إذا كانت شركة باجاج فاينانس، التي تدير أصولاً بقيمة 42 مليار دولار، ستطرح أعمال الوساطة التي تديرها منذ أربع سنوات في البورصة هو أيضاً «سؤال مفتوح».

وسعى الملياردير أيضاً إلى التقليل من المخاوف بشأن ارتفاع القروض المتعثرة، مضيفاً أن تدهور جودة ائتمان القروض الشخصية بعد ازدهار الإقراض للأفراد أثناء الوباء كان مؤقتاً.

وقال باجاج في مقابلة أجريت معه في المقر الرئيسي للشركة في مدينة بوني بغرب الهند: «ستعود الأمور إلى مستويات يمكن التحكم فيها ثم ستنمو من هناك مرة أخرى.. لقد شهدنا دورات متعددة من هذا القبيل على مدى العقدين الماضيين».

على مدار العام الماضي، حذّر بنك الاحتياطي الهندي من النمو السريع لقروض المستهلكين وديون بطاقات الائتمان، فرفع متطلبات رأس المال في أواخر العام الماضي، وقد أدى إقدام المقرضين غير المصرفيين في البلاد على المخاطرة، والتي غذت النمو الاقتصادي في الهند، إلى اندلاع أزمة ائتمانية قبل ست سنوات، ما أدى إلى انهيار شركة تأجير البنية الأساسية والخدمات المالية.

ورغم أن تحركات البنك المركزي أدّت إلى تباطؤ نمو الإقراض غير المضمون، فإن معدلات التخلف عن سداد القروض الشخصية ارتفعت إلى 5.1% في السنة المالية الماضية من 3.9%، وفقا لتقديرات نومورا.

وزادت شركة باجاج فاينانس، الذراع الإقراضية للمجموعة والتي تبلغ قيمتها السوقية 55 مليار دولار، قاعدة عملائها بنسبة 21 في المائة خلال العام الماضي إلى 88 مليون عميل.

ولكن في الربع الأخير المنتهي في يونيو حزيران، أعلنت الشركة خسائر القروض والمخصصات المخصصة لتغطية التخلف المحتمل عن السداد، والتي ارتفعت بنسبة 69% سنويا إلى 16.85 مليار روبية. وارتفعت الأرباح بعد الضريبة بنسبة 14% على أساس سنوي في الربع المنتهي في يونيو حزيران إلى 39 مليار روبية.

وقد بدأ المقرض في تقليص القروض المحفوفة بالمخاطر، بما في ذلك للعملاء الأفراد في المناطق الريفية الشاسعة في الهند التي واجه اقتصادها صعوبة في التعافي بعد الوباء، ويتوقع انخفاض خسائر القروض بحلول نهاية العام.

وقال باجاج «لقد شهدنا مستويات مرتفعة قليلاً من التوتر في القروض الشخصية غير المضمونة، وأبطأنا نمونا هناك.. والأمر المهم هو ملاحظة ذلك والعمل على تحقيقه ثم العودة إليه عندما تتحسن الأوقات».

وأضاف باجاج أنه لا يشعر بالقلق إزاء المنافسة المتزايدة، بمن في ذلك المقرضون الظليون الآخرون، مثل Jio Financial Services، التي تم إدراجها العام الماضي والتي يملكها الملياردير الهندي المنافس وأغنى رجل أعمال في آسيا موكيش أمباني.

وقال باجاج «ما زلنا نمثل 2% فقط من الائتمان في الهند، ومن المتوقع أن ننمو بنسبة تتراوح بين 13% و15% على مدى السنوات العديدة المقبلة»، وأضاف «نحن لسنا في أسواق مشبعة مثل الغرب».