قالت منظمة أوكسفام، في تقرير جديد نُشر أمس الأربعاء، إن ما يقرب من 40 في المئة من تمويل البنك الدولي للمناخ على مدى السنوات السبع الماضية غير محسوب حالياً، وألقت باللوم على سوء حفظ السجلات.
ووجدت مراجعة أجرتها منظمة أوكسفام لمحفظة تمويل المناخ للمقرض التنموي بين عامي 2017 و2023، أنه لم يتم العثور على ما يصل إلى 41 مليار دولار من تمويل المناخ «بين الوقت الذي تمت فيه الموافقة على المشاريع ووقت إغلاقها».
وقالت كيت دونالد، رئيسة مكتب أوكسفام في واشنطن، في بيان «البنك سريع في التباهي بمليارات تمويل المناخ، لكن هذه الأرقام تستند إلى ما يخطط لإنفاقه، وليس إلى ما ينفقه بالفعل بمجرد بدء المشروع».
ووجدت مراجعة أوكسفام أنه «لا يوجد سجل عام واضح» عن أين ذهبت الأموال، ما يجعل من المستحيل تقييم تأثيرها، أو ما إذا كانت الأموال قد أنفقت بالفعل على الأنشطة المتعلقة بالمناخ، كما وعدت.
وقال مؤلفو التقرير «مع هذا المستوى من المعلومات، من المستحيل تحديد ما إذا كان البنك الدولي يزيد بالفعل من استثماراته في المناخ».
سعى البنك الدولي إلى تعزيز التزامه بتمويل المناخ في عهد رئيسه الجديد أجاي بانغا، الذي تولى منصبه العام الماضي على وعد بإصلاح المؤسسة التي تتخذ من واشنطن مقراً لها والتي يبلغ عمرها 80 عاماً.
ومنذ ذلك الحين، تعهد البنك برفع نسبة تمويله السنوي المخصص للتكيف مع تغير المناخ من 35 في المئة إلى 45 في المئة بدءاً من السنة المالية 2025، التي بدأت في يوليو تموز الماضي.
ستحتل قضية تمويل المناخ الصدارة في مؤتمر الأطراف كوب 29 هذا العام في أذربيجان، حيث من المقرر أن تتفاوض البلدان على هدف عالمي جديد لتمويل المناخ، وهو الهدف الكمي الجماعي الجديد (NCQG).
ويطالب نشطاء المناخ الشمال العالمي بتوفير ما لا يقل عن 5 تريليونات دولار سنوياً في التمويل العام للجنوب العالمي لدفع تكاليف التكيف مع المناخ، والخسائر والأضرار الناجمة عن تأثيرات تغير المناخ، والانتقال العادل بعيداً عن الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة.
وتحذر منظمة أوكسفام من أن الافتقار إلى الإنفاق القابل للتتبع قد يقوض الثقة في جهود تمويل المناخ العالمية في هذه المرحلة الحرجة.
وقالت دونالد «هذا ليس مجرد إشراف بيروقراطي، إنه خرق أساسي للثقة يهدد بعرقلة التقدم الذي نحتاج إلى إحرازه في مؤتمر الأطراف هذا العام، يحتاج البنك إلى التصرف وكأن مستقبلنا يعتمد على معالجة أزمة المناخ، لأنه يعتمد عليها بالفعل».
وكشف تحقيق أوكسفام أن الحصول على معلومات أساسية حتى عن كيفية استخدام البنك الدولي لتمويل المناخ كان شاقاً وصعباً.