قصة نجاح ستيف جوبز مؤسس أبل.. لكل «آدم» تفاحته

ستيف جوبز
قصة نجاح ستيف جوبز مؤسس أبل.. لكل «آدم» تفاحته
ستيف جوبز

عندما يتعرض الطفل للرفض وإنكار وجوده، يحاول بشتى الطرق فعل الشغب لإثبات نفسه، بطرق قد تكون غير مرضية للبعض، وهذا ما فعله الصغير ستيف جوبز مؤسس عملاق التكنولوجيا أبل.

ماذا نعرف عن طفولة ستيف جوبز؟

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

بعدما تخلى أبواه عنه وتركاه للتبني، سرعان ما تحول مسار الأمور لصالح اكتشافه لذاته، وما يحب حقاً، لنكون نحن أكثر المستفيدين من مشقته بخروجه علينا بإمبراطورية أبل التي أضاف بها الكثير في عالم التكنولوجيا.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

تخلى عنه أمه وأبوه بعد ولادته في 1955، وتركوه للتبني من أسرة أخرى، التي رفضته لاحقاً لأنهم أرادوا تبني طفلة، ليتلقى والداه ليلاً مكالمة يقول فيها صاحب الدار التي يعيش بها ستيف «يوجد لدينا طفل رجع إلينا بشكل مفاجئ، أتريدانه للتبني؟»، ليجيبا بسرور «نعم نريده».

عاش ستيف بين والديه غير البيولوجيين، وفي ليلة كان يلهو مع طفلة لجاره وقال لها حقيقته، فسألته سؤالاً قلب كيانه حينها «هل هذا يعني أن والديك الحقيقيين لا يريدانك؟»، فذهب باكياً لأمه وأبيه اللذين حاولا جاهدَين إقناعه بمحبتهما وقبولهما له، وقالا «إننا اخترناك أنت على وجه التحديد».

وبالرغم من أنه حينها شعر بالتميز قليلاً من خلال حب والديه له، فإنه استمر يحاول لفت الانتباه من حوله بشكل غير واعٍ، بتصرفات غير مقبولة تارة وبمبدأ «خالف تُعرَف» تارة أخرى.

مسيرة ستيف جوبز التعليمية.. موعد مع الفوضى

حيثما يوجد ستيف تنشأ الفوضى، هذه العبارة قد تصف جدياً ما كان يفعله ستيف، وعلى سبيل المثال، دفع الأطفال جميعاً في مدرسته لجلب حيواناتهم الأليفة إلى اليوم الدراسي من خلال إعلان كتبه وعلقه بيده على حوائط المدرسة، لتُسمع في اليوم التالي أصوات مواء القطط ونباح الكلاب تضج في كل ا.

ولم تستقر الأمور عند الحيوانات الأليفة، بل جلب ثعباناً إلى الفصل، ليصيب الجميع بالذعر، ولم يهدأ الطفل المعاند بل رمى متفجراً صغيراً تحت كرسي المعلم.

كيف اكتشف ستيف جوبز نفسه؟

«التحفيز» كان كلمة السر للسيطرة على شغب ستيف، وهي التي أدركتها مدرسته لاحقاً، فكانت تحفزه ليحل مسائل الرياضيات التي وقع في غرامها، لتكون هذه المحطة الأولى لتحسس طريقه نحو إنشاء الشركة الأكبر عالمياً.

المحطة الثانية، كانت من قلب معاناته من تنمر زملائه في الفصل، ليقرر والداه الداعمين نقله لمدرسة أخرى، والتي اكتشف فيها شغفه في دراسة الإلكترونيات، وكان يستمتع بها، لكن سرعان ما غلبت شخصيته المتمردة حبه لهذا المجال، واشتبك مع معمله وتخلف عن حضور دروس الإلكترونيات، واقفاً في الزاوية مخالفاً مَن حوله ورافضاً لتبعية معلمه كما زملائه.

لكنه حمل في قلبه هيامه بالإلكترونيات، فانضم إلى نادي «هيوليت باكارد» للاستكشاف، فاندمج سريعاً الصغير مع الطلاب، وهنا المحطة الفيصلية، إذ وقع في الحب من النظرة الأولى مع أول جهاز حاسوب يراه في حياته، وأخذ في التعلم بجدية شديدة.

كيف أسس ستيف جوبز شركة أبل؟

بينما كان ستيف لا يزال في المدرسة الثانوية، التقى ستيف وزنياك، وكان وزنياك أكبر بخمس سنوات وبارعاً جداً في الإلكترونيات، لذا كان هو الشخص الأنسب الذي قرر جوبز إنشاء إمبراطوريته معه.

وفي العشرين من عمره، كانت بداية الإمبراطورية «أبل» في مرآب عائلته، لكنها في غضون سنوات عددها عشر فقط، أصبحت شركة كبيرة تضم 4 آلاف موظف وقيمتها مليارا دولار.

وبخلاف واحد فقط مع أحد المديرين، طُرد جوبز من مجلس إدارة الشركة التي أنشأها في سن 30 عاماً، ليصل مجدداً إلى نقطة الصفر شاعراً بالرفض الذي عانى منه من أبويه البيولوجيين، لكنه هذه المرة كان بالغاً، فقرر عدم اللجوء للشغب مرة أخرى، لكن التمسك بما أحبه «عمله»، ودخل واحدة من «أكثر الفترات إبداعاً في حياته» كما وصفها.

رحلة ستيف جوبز من الصفر إلى القمة

خلال السنوات الخمس التالية، أنشأ شركة «بيكسار» التي أنشأت أول فيلم رسوم متحركة روائي طويل على الحاسوب في العالم، «توي ستوري»، الذي أصبح لاحقاً واحداً من أنجح استوديوهات الرسوم المتحركة عالمياً، كما أنشأ شركة «نكست»، التي كانت نقطة تحول ورجوع لإمبراطوريته، عندما اشترتها «أبل»، لتستفيد من تكنولوجيا «نيكست» المتطورة، لكي ينبض قلب «أبل» من جديد بعبقرية ستيف جوبز.

«لا تفقد الإيمان، فإنني مقتنع بأن الشيء الوحيد الذي جعلني أستمر هو أنني أحببت ما فعلته، فعليك أن تجد ما تحب، وإذا لم تكن قد عثرت عليه بعد، فاستمر في البحث بدون توقف حتى تجده»، قال ستيف جوبز أثناء حديث في جامعة ستانفورد.

أبل الأعظم عالمياً حتى الآن

استمرت أبل لسنوات، حتى بعد وفاة جوبز صاحبها في 2011، في تحقيق أرقام قياسية على مستوى العالم.

وحتى العام الماضي، تصدرت «أبل» شركات العالم من حيث القيمة السوقية بنحو 3.9 تريليون دولار، بإضافة تريليون دولار خلال 2024، بارتفاع نسبته 29 بالمئة على ما بلغته قيمتها السوقية في 2023.

كما أضافت لأرباحها السنوية 123.2 مليار دولار خلال العام المنصرم، مقابل 119.7 مليار دولار ربحتها في 2023.

وحققت إيرادات قدرها 391 مليار دولار في 2024، بزيادة طفيفة على العام الذي يسبقه بنسبة 1.4 بالمئة، عندما سجلت إيراداتها نحو 385.7 مليار دولار.