«إفريقيا ليست بحاجة إلى مساعدات بقدر ما تحتاج إلى فرص»، تلك قاعدة يرفعها رجل الأعمال وملياردير زيمبابوي الأول سترايف ماسييوا، جعلته يحصل على لقب «ستيف جوبز إفريقيا»، خاصة بعد أن أعلن دعمه وتبنيه لبناء أول مصنع للذكاء الاصطناعي بالقارة السمراء، فمن هو سترايف ماسييوا؟ وما قصته؟
سترايف ماسييوا هو رجل أعمال وملياردير من زيمبابوي يُعد من أبرز الشخصيات الاقتصادية في إفريقيا، ويُعرف بدوره الريادي في مجال الاتصالات والتكنولوجيا والعمل الخيري، حيث ولد الرجل في التاسع والعشرين من يناير في عام 1961، هاجر مع أسرته إلى زامبيا في طفولته بسبب الأوضاع السياسية في زيمبابوي، التي وصفها بسنوات المنفى.
درس سترايف ماسييوا في جامعة كارديف في المملكة المتحدة، حيث حصل على شهادة في الهندسة الكهربائية، كونه مؤمناً بأن تكنولوجيا الاتصالات هي مستقبل العالم وكأنه كان بالفعل يقرأ المستقبل.
بدأ سترايف ماسييوا مسيرته المهنية كمهندس، ثم أسس أول شركة له «Enhanced Communications Network» في التسعينيات.
ثم أسس شركته الشهيرة إيكونت غلوبال في عام 1998 بعد صراع قانوني طويل مع الحكومة الزيمبابوية، التي رفضت منحه رخصة لتشغيل شبكة اتصالات، ليوصف على إثرها بالملياردير الثائر ضد الاحتكار، حيث قضى 5 سنوات في معركة قانونية حتى انتصر أمام المحكمة العليا في زيمبابوي، وهو ما اعتُبر انتصاراً للحريات الاقتصادية في إفريقيا.
تعمل «إيكونت غلوبال» في أكثر من 15 دولة إفريقية، بالإضافة إلى المملكة المتحدة وأماكن أخرى، وتشمل خدماتها الهاتف المحمول، والإنترنت، وخدمات تحويل الأموال.
أما شركة «كاسافا تكنولوجيز» التابعة فتركز على التكنولوجيا المالية (FinTech) والخدمات الرقمية، بما في ذلك البنية التحتية الرقمية مثل مراكز البيانات.
وتُقدّر ثروته بنحو 1.8 مليار دولار وفق تقديرات لمجلة فوربس لعام 2024، إذ يعد أول ملياردير من زيمبابوي، وأحد أثرى الشخصيات الإفريقية.
العمل الخيري في حياة سترايف ماسييوا
أسس سترايف ماسييوا مع زوجته مؤسسة Higherlife Foundation، التي قدمت منحاً دراسية لأكثر من 250,000 طالب إفريقي، كذلك هو عضو في العديد من المنظمات العالمية، منها مجلس إدارة نتفليكس ومبادرات غيتس وروكفلر، وكان سترايف ماسييوا مبعوثاً خاصاً للاتحاد الإفريقي لمواجهة جائحة كوفيد-19.
مطلع إبريل من العام الحالي 2025، اقترب سترايف ماسييوا من حلمه وهو بناء أول مصنع للذكاء الاصطناعي في إفريقيا، حين أعلنت شركة تابعة له عن شراكة مثيرة مع شركة Nvidia لبناء أول مصنع للذكاء الاصطناعي في إفريقيا بجنوب إفريقيا.
سيتجاوز هذا المشروع مجرد مركز بيانات آخر، فهو مصمم خصيصاً لتشغيل الحوسبة القائمة على الذكاء الاصطناعي.
وتهدف المبادرة، بالتعاون مع شركة إنفيديا العملاقة للحوسبة الذكية العالمية، إلى تسريع التحول الرقمي في القارة.
ومن المقرر أن يتم إطلاق المصنع بحلول يونيو 2025، وسيضم تقنية الذكاء الاصطناعي المتقدمة من إنفيديا، مع خطط للتوسع في جميع أنحاء مصر وكينيا والمغرب ونيجيريا، ورغم عدم تقديم جدول زمني لهذه التوسعات، فإن المشروع يعد بتقريب الذكاء الاصطناعي من إفريقيا.
سيتم تشغيل مصنع الذكاء الاصطناعي بواسطة أجهزة كمبيوتر عملاقة من شركة Nvidia باستخدام وحدات معالجة الرسومات (GPU)، ما يوفر الذكاء الاصطناعي كخدمة في جميع أنحاء القارة.
وسوف يستفيد المصنع أيضاً من شبكة واسعة من الألياف الضوئية ومراكز البيانات الموفرة للطاقة.
ووصف الملياردير الزيمبابوي ماسييوا هذه المبادرة بأنها خطوة حاسمة لوجود إفريقيا في اقتصاد الذكاء الاصطناعي العالمي.
ويهدف المصنع إلى تزويد الشركات المحلية والشركات الناشئة والباحثين بالتكنولوجيا المتطورة، وتعزيز دور القارة في الثورة الصناعية الرابعة.