براندز فور لس.. بداية توفيق كريدية من جراج ببيروت إلى المليارات

في سوق التجزئة التنافسي والمتقلّب، برزت شركة «براندز فور لس» كواحدة من أبرز الشركات في هذا القطاع في العالم العربي، بقيادة الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي توفيق كريديّة، تحولت الشركة من فكرة بسيطة وميزانية متواضعة إلى مجموعة إقليمية تقدّر قيمتها اليوم بنحو 1.2 مليار دولار.

بدأت القصة عام 1996 في جراج سيارات متواضع في بيروت، برأس مال لا يتجاوز 10 آلاف دولار جمعه كريديّة وشريكه ياسر من مدخراتهما الوظيفية، لاحقاً نقل المشروع إلى دبي برأس مال إضافي بلغ 40 ألف دولار من قرض بنكي.

وخلال لقاء خاص مع CNN الاقتصادية في برنامج «كلام بزنس» قال كريديّة: «بدأنا من دون أي رأس مال تقريباً... كنا نعمل بأنفسنا لتوفير كل شيء».

توسعت المجموعة تدريجياً في الإمارات ثم إلى باقي دول الخليج، لتصبح اليوم علامة فارقة في عالم تجارة التجزئة المخفّضة.

تعتمد «براندز فور لس» على نموذج بسيط وفعّال؛ بيع منتجات أصلية من علامات تجارية عالمية بأسعار مخفّضة.

«نحن نقدم حلولاً للماركات التي تواجه فائض مخزون أو منتجات غير مبيعة... بدلاً من تدميرها، نعيد إحياءها بسعر يناسب الجميع»، بحسب كريدية.

الشركة تتعامل مع أكثر من 3500 علامة تجارية عالمية، وتقوم بشراء البضائع مباشرة أو الاتفاق مسبقاً على استلام الفائض في نهاية المواسم.

في صفقة ضخمة عام 2023، استحوذت شركة TJX الأميركية العملاقة المالكة لسلسلة T.J.Maxx على 75% من حصة BFL Group المالكة لبراندز فور لس مقابل 360 مليون دولار، ما رفع التقييم الإجمالي للشركة إلى 1.2 مليار دولار.

«كانت لحظة لا تُنسى... أن تأتي شركة مثل TJX وتستثمر فينا يعني أننا أنجزنا شيئاً مهماً في هذه المنطقة»، بحسب كريدية.

سوق تجارة التجزئة في دول الخليج يُعد من الأسرع نمواً في العالم، حيث يُقدَّر حجم سوق التجزئة في الخليج بأكثر من 300 مليار دولار سنوياً ويتصدر قطاع الملابس والموضة، يليه الأجهزة الإلكترونية، ثم المنتجات المنزلية.

وتنتشر العلامات الكبرى في مراكز التسوق، لكن الطلب على التجزئة منخفضة السعر يشهد صعوداً كبيراً مع ارتفاع الوعي الاستهلاكي.

وبحسب كريدية: «المستهلك الجديد في الخليج يبحث عن صفقة ذكية وليس مجرد رفاهية».

وبعد نجاحها في الخليج، بدأت المجموعة بالتوسع نحو آسيا وافتتحت أول متجر في سنغافورة عام 2023 ثم لحقتها ماليزيا في 2024.

ويؤكد كريديّة: «نطمح لتغطية كل المنطقة، من الخليج إلى شرق آسيا، ونفهم كل سوق بطريقته».

تُعد BFL من الشركات الرائدة في دمج الذكاء الاصطناعي في قطاع التجزئة وتستخدم أنظمة ذكية لتحديد المنتجات المناسبة لكل متجر كما تدير مستودعاتها آلياً عبر روبوتات توزيع.

وقال كريدية: «الذكاء الاصطناعي لم يأخذ وظائف... بل خلق أكثر من 1000 وظيفة جديدة في آخر عامين».

تؤمن الشركة بأهمية بيئة العمل، وفازت لثلاث سنوات متتالية بجائزة أفضل مكان للعمل في الخليج حيث أكد كريدية، «نقيس الأداء بالإنتاجية، وليس بساعات الجلوس خلف المكتب».

ويعتبر كريدية أن سر النجاح هو التفرغ الكامل في البدايات للعمل، وقال: «لا توازن بين العمل والحياة في البدايات، النجاح يتطلب تضحية».

لكنّه يشدد أن هذه الفلسفة لا تطبق على موظفيه، بل يمنحهم أقصى درجات المرونة والراحة.

وهكذا أصبحت «براندز فور لس» نموذجاً للأعمال الذكية المستدامة التي تلبي حاجة السوق، وتؤمن أن كل فرد يستحق أن يرتدي الماركات، دون أن يدفع ثمن الرفاهية، حسب كريدية.