«غلوبانت»: 40% من إنفاق الشركات التقنية في المنطقة يوجه إلى الذكاء الاصطناعي

في حديث حصري مع CNN الاقتصادية، كشف فيديريكو بينوفي، الرئيس التنفيذي للأعمال في غلوبانت Globant لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن 40% من إنفاق الشركات التقنية في المنطقة بات يوجه إلى الذكاء الاصطناعي من خلال أدوات تطوير ونماذج لغوية وبنى تحتية محلية.

وشدد على أن هذا الرقم ليس ذروة بل انطلاقة «فمن لا يستثمر في الذكاء الاصطناعي اليوم سيفقد مكانته في السوق خلال 3-5 سنوات المقبلة لأن المنافسين الذين يطبّقون هذه الاستراتيجيات سيحققون أفضلية ضخمة من حيث التكاليف وسرعة الوصول إلى السوق ومصادر جديدة للإيرادات».

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

وأضاف «ما نقوم به اليوم وتحديداً في السعودية والإمارات هو التعاون مع الشركات لوضع استراتيجية الذكاء الاصطناعي على مستوى المؤسسات والشركات الكبرى والمشاريع العملاقة حيث إن معظمها ما زالت في بداياتها والانتقال من مرحلة التجربة إلى التطبيق».

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

من هي غلوبانت؟

غلوبانت هي شركة عالمية رائدة في مجال التكنولوجيا والتحول الرقمي قائمة على مفهوم «الذكاء الاصطناعي أولاً»، تأسست عام 2003 في الأرجنتين، وتتخذ حالياً من لوكسمبورغ مقراً قانونياً لها، وهي شركة مدرجة في بورصة نيويورك منذ عام 2014 مع امتلاك حضور قوي في أميركا اللاتينية وأميركا وأوروبا والشرق الأوسط.

تنشط الشركة في أكثر من 35 دولة حول العالم، ويعمل لديها أكثر من 31 ألف موظف، وتُعد من أبرز الشركات التي تقود الابتكار في تطوير البرمجيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي حيث حققت إيرادات تجاوزت 2.4 مليار دولار في عام 2024.

وتضمّ قائمة عملائها شركات كبرى أبرزها Google وDisney وFIFA، وتُصنّف اليوم ضمن الشركات الرائدة عالمياً في خدمات الذكاء الاصطناعي، بحسب تقارير Gartner وIDC.

وتظهر شركة Globant كأحد اللاعبين الهادئين الذين يعيدون هندسة الخدمات الرقمية في المنطقة فبعد افتتاح مقرها الإقليمي في الرياض ليكون مركز تميز في الذكاء الاصطناعي وتطوير الكفاءات المحلية خلال شهر مايو من هذا العام تقود الشركة عمليات التحول الرقمي في قطاعات الترفيه والرياضة والسياحة من خلال شراكات مع كيانات مثل مشروع القدية، ورابطة الدوري السعودي للمحترفين، ومشروع البحر الأحمر.

وقال بينوفي «نحن لا نحسن طريقة العمل بل نعيد اختراعها، فالشركات لا تبحث عن فقط عن أدوات أسرع بل نماذج تشغيل جديدة بالكامل.. وما يميز دول الخليج -برأيه- ليس الحجم أو الإنفاق بل قدرتها على أن تكون مختبراً عالمياً مفتوحاً لبناء المستقبل من الصفر».

بنى ذكية وسيادية

وكشف بينوفي أن إيرادات الشركة من المنطقة نمت بنسبة 80% على أساس سنوي، وتشكل السعودية ما يقارب 60% من هذا النمو، بينما تتوزع الـ20% الأخرى بين الإمارات وقطر.

ووضع بينوفي قطاعي الترفيه والرعاية الصحية في المقدمة، «فبينما تسعى دول الخليج لجذب السياح وتحويلهم إلى مقيمين، تبني السعودية والإمارات أنظمة صحية وذكية قادرة على تحسين جودة الحياة» وهو ما يراه رهاناً طويل الأمد.

وبرأي بينوفي فالتحدي لا يكمن في بناء التطبيقات الذكية، بل في امتلاك البنية التحتية التي تديرها، خاصة مع انتقال دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، من «مرحلة التجريب» إلى «مرحلة السيادة الرقمية».

وقال «الذكاء الاصطناعي السيادي يتطلب خوادم خاصة، وشرائح وطنية، ونموذجاً لغوياً مدرّباً على بيانات الدولة.. وهذا بالضبط ما تبنيه السعودية عبر مشروع Humain لتكون طبقة التشغيل الذكي للدولة».

ونوّه إلى أن دول الخليج تسير على عكس التيار الغربي، حيث تبطئ البيروقراطية حركة الابتكار، بينما في الخليج، تترجم الرؤية إلى تنسيق وتنفيذ سريع.

AI PODS

وأفاد فيديريكو: إذا نظرت إلى النظام البيئي حول الذكاء الاصطناعي، فستجده كابوساً، إنه جنون، هناك مليون نموذج، مليون تطبيق جديد كل أسبوع، ما يصعّب على العملاء عملية الانتقال، لذلك وتسهيلاً لأتمتة تطوير البرمجيات عبر وكلاء ذكاء اصطناعي طورت Globant نموذج اشتراك يعتمد على الرموز Token لا على عدد الساعات أو الأشخاص ما يرفع الإنتاجية ويوفر شفافية أكبر في التسعير.

ووفق بينوفي، حققت هذه النماذج وفرة فورية بالإنتاجية بين 20 و30%، وشفافية كاملة في ما تم دفعه وما تم إنجازه.

الذكاء الاصطناعي.. إلغاء أم خلق للوظائف؟

يرد بينوفي بوضوح: «نعم، بعض الوظائف تختفي، لكننا نعيد تدريب الموظفين لاستخدام الذكاء الاصطناعي، ونخلق نماذج جديدة للعمل».. غلوبانت تُشرف على الوكلاء وتُدرب فرقاً داخل السعودية والإمارات وقطر، وتبني مراكز ابتكار محلية، كجزء من التزامها ببناء القدرات لا توريد الحلول الجاهزة فقط.

وقال «لا تنتظر، تعلّم الذكاء الاصطناعي الآن.. إذا كنت تعمل بالطريقة نفسها التي عملت بها قبل سنة، فأنت متأخر.. الذكاء الاصطناعي يمنحك القوة، لا يسلبها منك».

وأفاد فيديريكو: في أحد المشاريع خفض استخدام الذكاء الاصطناعي عدد الموظفين في خط الدعم بنسبة 80 % مع رفع جودة الخدمات، وتابع: «لقد التقيت مع مسؤول حكومي يبني نظام ذكاء اصطناعي ليحلّ مكانه كمدير.. هذا النوع من التفكير لا يوجد في أي مكان آخر».

وختم بأنه في الوقت الذي تناقش فيه بعض الدول تنظيم الذكاء الاصطناعي، الخليج يبنيه وبنماذج سيادية ستصدر قريباً إلى العالم.