أضاحي العيد ركن أساسي من شعائر عيد الأضحى عند المسلمين، ومع اقتراب العيد تجاوز متوسط أسعار اللحوم في مصر 350 جنيهاً (11.33 دولار) للكيلوغرام، أي أكثر من مثلي سعر العام الماضي.

كما ارتفعت أسعار الأغنام الحية، التي تقدم منها الأضاحي، إلى نحو تسعة آلاف جنيه هذا العام، ارتفاعاً من نحو أربعة آلاف جنيه العام الماضي.

وتواجه مصر نقصاً حاداً في الإمدادات وارتفاعاً في أسعار المواد الغذائية بسبب أزمة السودان الذي يعتبر مصدر رئيسياً للمواشي إليها.

وعبّرت الحكومة المصرية عن مخاوفها بشأن تأثير النزاع على سلاسل توريد اللحوم، وتوقعت زيادة أخرى في الأسعار، وتستكشف مورّدين بديلين للماشية، بما في ذلك الصومال وتشاد، لتخفيف الضغط على سوق المواد الغذائية المحلية.

كيف تؤثر حرب السودان على سوق اللحوم بمصر

أضرار نزاع السودان

عطلت الاضطرابات في السودان سلاسل الإمداد والنشاط الاقتصادي في منطقة شرق إفريقيا في ظل تركز المعاملات البنكية والجمركية في الخرطوم وتوقفها وسط الاشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش الوطني.

ويعتبر السودان مصدراً مهماً للثروات الزراعية والمواشي في المنطقة، بالإضافة إلى كونه مركزاً لوجستياً لطالما لعب دوراً حيوياً في واردات مصر الغذائية.

يأتي أكثر من 60 في المئة من واردات مصر من اللحوم -الحية والمجمدة- من السودان، وفقاً لتجار أغنام محليين.

وفي 2021، صدّر السودان أغناماً وماعزاً بقيمة 239 مليون دولار، ما يجعله ثاني أكبر مصدر للأغنام والماعز، بحسب مرصد التعقيد الاقتصادي.

واشترت مصر 110 آلاف رأس من المواشي الحية وعشرة آلاف طن من لحوم البقر من السودان عام 2022، وفقاً لبيانات وزارة الزراعة الأميركية.

وشهدت تجارة مصر مع السودان زيادة بنسبة 18 في المئة في عام 2022، لتصل قيمتها الإجمالية إلى 1.4 مليار دولار، بحسب المصدر نفسه.

موانئ البحر الأحمر

بين مصر والسودان

يستحوذ السودان على ما يقرب من 13 في المئة من إجمالي تجارة مصر الإفريقية، وفق وزارة الزراعة الأميركية، حيث بلغت صادرات البضائع المصرية إلى السودان 929 مليون دولار، في حين بلغ إجمالي الصادرات السودانية إلى مصر 505 ملايين دولار.

وفي ظل الصراع الحالي الذي يعوق الشحن العابر للبضائع، تتأهب مصر لاضطرابات كبيرة في التجارة مع بقية الدول الإفريقية.

وبدأت تداعيات أزمة السودان تتجلى الآن في السوق المحلية في مصر، لا سيما في ظل الارتفاع الهائل في أسعار لحوم الأبقار.

وتواجه الحكومة المصرية معركة شاقة للسيطرة على التضخم مع استمرار ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة بعد اضطرابات سلاسل الإمداد بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.

ومن المتوقع أن تؤدي الأزمة في السودان إلى مزيد من الضغط على أسعار المستهلكين في مصر.

ودفعت التحديات الحالية مصر لإنشاء شراكات تجارية بديلة، مثل استكشاف موردي الماشية في الصومال وتشاد للتخفيف من تأثير أزمة السودان على سوق الغذاء المحلي.