يستعد الاتحاد الأوروبي لفرض رسوم جمركية على واردات الحبوب من روسيا وبيلاروسيا لتهدئة المزارعين في بعض الدول الأعضاء، حسبما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز يوم الثلاثاء نقلا عن أشخاص مطلعين.
ومن المتوقع أن تفرض المفوضية الأوروبية في الأيام المقبلة رسوماً بقيمة 95 يورو للطن على الحبوب القادمة من روسيا وبيلاروسيا، وفقا لما ذكرته الصحيفة، مضيفة أنه سيتم فرض 50 في المئة من الرسوم الجمركية أيضا على البذور الزيتية والمنتجات المشتقة منها.
وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي يدعو فيه المزارعون في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي إلى إجراء تغييرات على القيود المفروضة عليهم بموجب استراتيجية «الصفقة الخضراء» للحد من تغير المناخ، وإعادة فرض الرسوم الجمركية على واردات المنتجات الزراعية من أوكرانيا والتي تم التنازل عنها منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية.
ويقول المزارعون في بولندا والمجر وسلوفاكيا إن هذه الخطوة أدت إلى انخفاض أسعار منتجاتهم. ومثل معظم أنحاء أوروبا، شهدت بولندا احتجاجات في الأسابيع الأخيرة ضد اللوائح البيئية للاتحاد الأوروبي.
كما دعا رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك إلى فرض حظر من جانب الاتحاد الأوروبي على واردات المنتجات الزراعية الروسية والبيلاروسية.
وأوضح المستشار السياسي هادي عبد الفتاح في محادثة مع «CNN الاقتصادية» أن هذه خطوة لحماية الإنتاج المحلي من الحبوب مع غضب المزارعين. وقال إن «الحبوب الروسية والأوكرانية أرخص من المنتجات المحلية. بالإضافة إلى ذلك، قام الاتحاد الأوروبي بالفعل بدعم إنتاج مزارعيه مما قلل سعر الحبوب المحلية. لذا فالأمر أشبه بالمال الذي يذهب هباء».
تجربة لاتفيا
في فبراير شباط الماضي، حظر برلمان لاتفيا استيراد المنتجات الزراعية من روسيا وبيلاروسيا، مما جعلها أول دولة في الاتحاد الأوروبي تفرض مثل هذا الحظر. وصوت المجلس التشريعي في البلاد لصالح الحظر، متصدرا الدعوات المحلية لمعاقبة روسيا على غزوها لأوكرانيا.
ولاتفيا هي واحدة من أشد منتقدي الحرب التي تشنها موسكو، ومارست ضغوطاً من أجل فرض عقوبات أكثر صرامة، فضلا عن المزيد من إمدادات الأسلحة إلى كييف. وبذلت الدولة الواقعة في منطقة البلطيق جهوداً بلا طائل من أجل فرض حظر على واردات الحبوب الروسية على مستوى الاتحاد الأوروبي.
ولا يجلب الاتحاد الأوروبي عادة كميات كبيرة من الحبوب من روسيا، إذ أن كليهما مصدران مهمان للمواد الغذائية الأساسية مثل القمح والشعير. ومع ذلك، تتدفق بعض المحاصيل إلى التكتل.
وتظهر البيانات الحكومية أن واردات القمح القاسي الروسي – وهو الصنف المستخدم في صنع المعكرونة – تبلغ نحو 418 ألف طن في الموسم الحالي، بزيادة نحو تسعة أضعاف مقارنة بالعام الماضي.
واستوردت لاتفيا ما قيمته 280 مليون يورو من المنتجات الزراعية الروسية في الأشهر العشرة الأولى من عام 2023، وفقا لشرح القانون، كما أنها ثاني أكبر مستورد في الاتحاد الأوروبي.
الصفقة الخضراء
تمثل الصفقة الخضراء للاتحاد الأوروبي، التي قدمها في ديسمبر كانون الأول 2019، واحدة من أكثر الاستراتيجيات شمولاً وطموحاً لمعالجة تغير المناخ والانتقال إلى اقتصاد مستدام.
وتهدف الخطة في الأساس إلى جعل أوروبا أول قارة محايدة للمناخ في العالم بحلول عام 2050، مع مجموعة من المبادرات التي تمتد من الطاقة المتجددة إلى الزراعة المستدامة.
وهذا الالتزام الملزم قانونا يمهد الطريق لعدد كبير من السياسات والتدابير المصممة للحد من الانبعاثات في مختلف القطاعات، بما في ذلك الطاقة والنقل والصناعة والزراعة.
تشمل المكونات الرئيسية للصفقة الخضراء خطة استثمار الصفقة الخضراء الأوروبية، التي تحشد ما لا يقل عن تريليون يورو من الاستثمارات المستدامة على مدى العقد المقبل، وآلية الانتقال العادل، التي تهدف إلى دعم المناطق والصناعات الأكثر تأثرا بالانتقال إلى اقتصاد أكثر خضرة.