رغم التحديات التي يواجهها محصول البن عالمياً، فإن القهوة الفيتنامية تواصل ترسيخ أقدامها في سوق القهوة العالمي.

وتعد فيتنام حالياً ثاني أكبر مصدر للبن في العالم وأكبر مصدر لقهوة روبوستا، وفقاً للإدارة العامة للجمارك الفيتنامية.

وبلغ متوسط سعر تصدير القهوة في عام 2023 نحو 2614 دولاراً للطن، ما يمثل زيادة بنسبة 14.5 في المئة على عام 2022.

وفقاً لبيانات جمعية القهوة الفيتنامية، في الربع الأول من عام 2024 صدرت فيتنام 579449 طناً من القهوة، وحققت نحو 1.9 مليار دولار.

وارتفع الإنتاج بنسبة 4.9 في المئة، وارتفعت قيمته بنسبة 57.3 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مدفوعاً بارتفاع أسعار التصدير.

فيتنام لا تسعى لترسيخ وجودها في سوق القهوة العالمي فقط من خلال زيادة إنتاجها من محصول البن، بل عبر نشر ثقافتها في عالم القهوة.

ويرصد فيلم تسجيلي أنتجته شركة ورنر بروس ديسكيفري العام الماضي بعنوان ذا تاو اوف كوفي (The Tao of Coffee)، كيف أن «فيتنام توفر أكثر من نصف الإمدادات العالمية من قهوة روبوستا».

وحبوب بن الروبوستا نوع من حبوب البن معروفة بنكهتها القوية، وغالباً ما تستخدم في الخلطات لإضفاء نكهة أقوى على القهوة.

القهوة الفيتنامية تنتشر على نحو أوسع

تعمل اتفاقية التجارة الحرة الثنائية بين فيتنام والاتحاد الأوروبي على تعزيز قيمة صناعة القهوة الفيتنامية وتسهيل توسيع حصتها في السوق في الاتحاد الأوروبي.

ويدعم توسع ثقافة القهوة الفيتنامية في القارة العجوز تغير تفضيلات استهلاك القهوة لمواطني البلدان الأوروبية.

بالإضافة إلى ذلك، تعمل الأسواق الأخرى، بما في ذلك اليابان، على زيادة وارداتها من القهوة الفيتنامية.

وقالت وزارة الصناعة والتجارة الفيتنامية «من التحليل أعلاه، تستفيد صناعة القهوة الفيتنامية من التحول العالمي في تفضيلات استهلاك القهوة نحو قهوة روبوستا».

قهوة ترونغ نغوين

وأشار فيلم وثائقي عن القهوة الفيتنامية إلى أن «فيتنام توفر أكثر من نصف الإمدادات العالمية من قهوة روبوستا، التي تتم زراعتها بشكل أساسي في بون ما ثوت، مقاطعة داك لاك، التي تمثل أكثر من 30 في المئة من إجمالي إنتاج البلاد».

ومنذ الثمانينيات، نفذت الحكومة الفيتنامية سلسلة من برامج إنتاج القهوة للمساعدة في إنعاش الاقتصاد.

كما أطلقت ترونغ نغوين ليغيند وهي علامة تجارية رائدة في مجال القهوة في فيتنام، وهي مكرسة لترويج القهوة الفيتنامية وثقافتها للعالم.

وظهرت هذه العلامة في الفيلم التسجيلي الذي أنتجته شركة ديسكيفري ليلقى الضوء عليها باعتبارها «شركة فريدة تقود ثورة الكافيين الفيتنامية، وتحول القهوة من مشروب بسيط إلى أسلوب حياة»، كما يقدم نظرة فاحصة داخل منشأة الإنتاج المجهزة بأحدث التقنيات الغربية جنباً إلى جنب مع طرق المعالجة التقليدية الشرقية.

لقد طورت فيتنام استراتيجية شاملة للسياسة والاتصالات تهدف إلى بناء ثقافة القهوة الفيتنامية القوية، ومن المتوقع أن يؤدي هذا الأساس إلى تعزيز صادرات فيتنام من القهوة لتصل إلى مليارات الدولارات الأميركية سنوياً، ما يسهم في الاقتصاد الكلي ويعزز مكانة البلاد عالمياً.

وفي سبتمبر أيلول 2023، أطلقت شركة ترونغ نغوين ليغيند نموذج قهوتها في السوق الصينية باستثمارات بلغت مليار دولار، كما افتتحت الشركة رسمياً أول مقهى خاص بها في ليتل سايجون، وستمنستر، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأميركية.

لقد لقيت مواقع ترونغ نغوين ليغيند في الصين والولايات المتحدة الأميركية، الغنية بثقافة القهوة الفيتنامية، ترحيباً حاراً من قبل العملاء لتميزهم وإبداعهم، ما جذب انتباه خبراء الصناعة وشركاء الاستثمار والعملاء على حدٍ سواء.

وتعد القهوة قطاعاً سلعياً سريع النمو، لكن الإنتاج العالمي يواجه تقلباً سنوياً بسبب الظروف الجوية وتغير المناخ وعوامل أخرى، ما أدى إلى سوق غير مستقرة وأسعار متقلبة.

وهذا التقلب في الأسعار له عواقب وخيمة على أولئك الذين يعتمدون على القهوة في معيشتهم، ما يجعل من الصعب على المزارعين التنبؤ بدخلهم للموسم القادم وتخطيط احتياجاتهم الإنتاجية.

وتوقعت دراسة نشرها بنك اتش إس بي سي بنك في أكتوبر تشرين الأول من العام الماضي، أنه بحلول عام 2050 قد ينخفض عدد المناطق المناسبة لزراعة القهوة بنسبة تصل إلى 50 في المئة بسبب تغير المناخ.

يأتي هذا في وقت يبحث فيه العلماء عن حلول للحفاظ على نباتات القهوة، ويواجه المزارعون أزمة أخرى؛ تدهور مصادر البذور، ونوعية التربة، والانخفاض الكبير في أسعار القهوة.

(أ ف ب)