شهدت صناديق الذهب المتداولة في البورصة، تدفقات خارجية بقيمة 3 مليارات دولار أميركي خلال عام 2022، محققةً انخفاضًا سنويًّا في الحيازات بنحو 3 في المئة أو ما يعادل 110 أطنان، وذلك وفقًا للتقرير الشهري الصادر عن مجلس الذهب العالمي.
وارتفع الطلب خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2022، قبل أن يتراجع بشكل مطرد، متأثرًا سلبيًّا بالارتفاعات في أسعار الفائدة والمقررة من البنوك المركزية عالميًّا.
وسجلت حيازات الصناديق المدرجة في أميركا الشمالية انخفاضًا قدره 3 مليارات دولار (75 طنًّا) خلال العام، بقيادة أكبر صندوقين وأكثرهما سيولة؛ «إس بي دي آر غولد» و«آي شيرز جولد تراست».
أما في أوروبا، فقد ظل الطلب إيجابي الاتجاه على الذهب في صناديق الاستثمار المتداولة على مدار العام، وذلك حتى نوفمبر تشرين الثاني، ولكنه انخفض في النهاية بنسبة نقطة مئوية أو ما يعادل 15 طنًّا على أساس سنوي.
ويمكن إرجاع المرونة النسبية للطلب الأوروبي على صناديق الاستثمار المتداولة إلى قربها من الحرب الروسية الأوكرانية والمخاوف المرتبطة بتوقعات النمو الاقتصادي في المنطقة.
في غضون ذلك، شهدت الصناديق الآسيوية طلبًا سلبيًّا قدره مليار دولار (21 طنًّا)، إذ تم تعويض الانخفاض الكبير في حيازات الصناديق الصينية من الذهب جزئيًّا من خلال الطلب على الصناديق اليابانية والهندية.
وعلى عكس أميركا الشمالية وأوروبا، لم تشهد الصناديق الآسيوية زيادة في الطلب في الأشهر القليلة الأولى من العام، وكان هذا واضحًا بشكل خاص في الصين، إذ اعتمد المستثمرون نهجًا أكثر تكتيكية طوال معظم عام 2022.
بينما شهدت الصناديق في مناطق أخرى ارتفاعًا جزئيًّا قدره 0.2 طن في الحيازات على مدار العام.
التدفقات في ديسمبر
شهدت صناديق الذهب المتداولة في البورصة للشهر طلبًا سلبيًّا للشهر الثامن على التوالي في ديسمبر كانون الأول، متزامنًا مع انخفاض الحيازات العالمية بمقدار 4 أطنان (534 مليون دولار).
بينما استمر تباطؤ وتيرة التدفقات الخارجية، مدعومًا بزيادة قدرها 3 في المئة في سعر الذهب خلال الشهر المشار إليه.
توقعات عام 2023
وطبقًا لمجلس الذهب العالمي، فإنه من المرجح أن يتأثر أداء الذهب خلال عام 2023، بالتفاعل بين معدلات التضخم وتدخل البنوك المركزية عالميًّا بشأن السياسة النقدية ومعدلات زيادة أسعار الفائدة المقررة.
وتشير التوقعات الراهنة إلى أن أداء الذهب في الأشهر الاثني عشر المقبلة يمكن أن يكون مشابهًا لأداء عام 2022: إذ من المتوقع أن يتبع اتجاهًا مستقرًّا مع ميله للإيجابية، لكن لا تزال التوقعات تتسم بعدم اليقين، تاركًا المجال لتحركات أكثر قوة.