مات إيغان (CNN)
تخفّض مجالس إدارة الشركات رواتب بعض كبار المديرين التنفيذيين، في اتجاه جديد يمكن أن يكون في طريقه للتعميم، فقد أثرت التخفيضات في الأجور على بعض الرؤساء الأكثر شهرة والأكثر كسباً في أميركا، بما في ذلك الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، تيم كوك، والرئيس التنفيذي لشركة «مورغان ستانلي» جيمس غورمان، والرئيس التنفيذي لشركة «غولدمان ساكس»، ديفيد سولومون.
تأتي هذه التحركات في أعقاب عام مروّع في سوق الأسهم، فقد كان عام 2022 أسوأ عام لمؤشر (S&P 500) منذ عام 2008، وكذلك قيام عدد متزايد من الشركات بتسريح العمال استعداداً لركود محتمل.
فعلى سبيل المثال، قام بنك غولدمان ساكس بتسريح 3200 موظف في وقت سابق من هذا الشهر وسط تراجع في إبرام الصفقات في وول ستريت، وفي أعقاب ذلك كشف البنك يوم الجمعة عن خفض أجر سولومون لعام 2022 بنحو 30 في المئة، إذ انخفضت أرباح البنك بنسبة 49 في المئة العام الماضي، حيث أدى التباطؤ في إبرام الصفقات إلى الحد من إيرادات الاستشارات.
قال نيل مينو، نائب رئيس شركة «فاليو إيدج أدفيزورس»، وهي شركة استشارات تقدم خدماتها للمؤسسات الاستثمارية بشأن مسائل حوكمة الشركات، «هذا مظهر للتضامن، ينبغي على الرؤساء التنفيذيين مشاركة المعاناة».
يمكن أن يطال هذا الخفض المماثل في الأجور ساندر بيتشاي، الرئيس التنفيذي لألفابيت الشركة الأم لغوغل.
وقالت جريدة «بيزنس إنسايدر» إن بعد إعلان ألفابيت شطب 12 ألف وظيفة، أخبر بيتشاي الموظفين عن خضوع كبار المديرين التنفيذيين «لخفض كبير» على حد وصفه، في حين لم ترد غوغل بأي تعليق على هذا الشأن.
«البعض لا يزال يتقاضى أكثر من اللازم»
لكن لا تشعر بالسوء تجاه هؤلاء كبار الرؤساء التنفيذيين، فهم لا يزالون يجنون أموالاً طائلة بالإضافة لحوافز الأسهم، لكن هذا ليس بقدر ما كان في الماضي.
فعلى سبيل المثال، قالت شركة أبل إنها ستخفض حزمة الأجور المستهدفة من كوك بنسبة 40 في المئة، ومع ذلك فإنه لا يزال يتمتع بتعويضات إجمالية هائلة تقدر بنحو 49 مليون دولار.
وقال مينو «بكل وضوح إنهم ما زالوا يتقاضون رواتب هائلة».
فمن بين أكبر 500 شركة من حيث الإيرادات، حقق الرئيس التنفيذي في المتوسط نحو 14.2 مليون دولار خلال العام المالي 2021 بزيادة 18.9 في المئة عن العام السابق، وفقاً لأحدث الأبحاث من «إيكويلار».
وقالت إيكويلار إن مديري شركات التكنولوجيا تلقوا أكبر زيادات في الأجور، حيث ارتفع متوسط رواتب الرؤساء التنفيذيين بنسبة 42.1 في المئة في عام 2021 ليصل إلى 19.1 مليون دولار.
وأعلن بنك مورغان ستانلي أن غورمان حقق 31.5 مليون دولار من إجمالي المكاسب لعام 2022، بانخفاض 10 في المئة عن العام السابق، وقال البنك إن لجنة المكافآت الخاصة به أخذت في الاعتبار حقيقة أنه «في بيئة اقتصادية وسوقية صعبة، لم يكن أداء الشركة لعام 2022 قوياً مثل العام السابق» عندما كانت تحقق نتائج قياسية.
ويشعر مينو بالارتياح حيال هذه الإجراءات تجاه الرؤساء التنفيذيين بشأن مشاركتهم المعاناة، وأوضح مينو أن «هذه هي بالضبط الطريقة التي من المفترض أن يكون عليها نظام الرواتب».
طلبت السلطات التنظيمية من الشركات المدرجة في البورصة بعد صدور قانون دود-فرانك في عام 2010 إعطاء المساهمين حق التصويت بشأن الرواتب والمكاسب المالية للعاملين، لكنه أمر غير ملزم، إذ بإمكان الشركات المضي قدماً حتى لو صوّت 100 في المئة من المساهمين بالرفض حيال أمرٍ ما، ومع ذلك فإن قيام المساهمين برفض حزم الرواتب يعد أمراً محرجاً وغير مرغوب فيه وتحاول الشركات تجنبه.
وأعلن جي بي مورغان أن أجر الرئيس التنفيذي جيمي ديمون لن يتغير عند 34.5 مليون دولار، على الرغم من ارتفاع الأجور للعمال العاديين، وقال البنك أيضاً إنه قرر عدم منح ديمون حافزاً سنوياً، وهذا يعني أن أجر ديمون لن يزيد حتى مع ارتفاع الأجور للعديد من الموظفين.