سجلت شركة «أبل» انخفاضاً في إيراداتها السنوية بنسبة 5 في المئة، في نتائج تعتبر أسوأ بكثير مما توقعه محللو «وول ستريت».
وسجلت الشركة إيرادات ربع سنوية بلغت 117.2 مليار دولار، بانخفاض 5 في المئة على أساس سنوي، وأرباحاً ربع سنوية لكل سهم قدرها 1.88 دولار.
جاء الإعلان عن النتائج المالية لشركة «أبل» في الربع الأول لعام 2023 خلال اجتماع عبر الهاتف في بث مباشر عبر الموقع الرسمي للشركة تحدث فيه الرئيس التنفيذي لأبل، تيم كوك، والمدير المالي للشركة، لوكا مايستري، بنبرة متفائلة على الرغم من النتائج الضعيفة والمخيبة للآمال نوعاً ما.
وركز الحديث على إنجازات الشركة في قطاع الخدمات.
وقال كوك «بينما نواصل جميعاً مواجهة بيئة مليئة بالتحديات، فإننا فخورون بأن لدينا أفضل مجموعة من المنتجات والخدمات على الإطلاق، وكما هو الحال دائماً نظل نركز على المدى الطويل» وأضاف «حققنا إنجازاً كبيراً، ويسعدنا أن نعلن أن لدينا الآن أكثر من مليارَي جهاز نشط حول العالم كجزء من قاعدتنا المثبتة المتزايدة».
وانخفضت أسهم شركة أبل بنسبة أربعة في المئة في تعاملات ما بعد الإغلاق يوم الخميس.
واعتبر محللون أن هذه الأرباح المخيبة للآمال نتجت عن عدة أسباب، منها الإغلاق الذي حدث لمصنع صيني رئيسي في أواخر العام الماضي بسبب جائحة كورونا، ما أضر بإمدادات الشركة، فضلاً عن ارتفاع التضخم ومعدلات الفائدة ومخاوف المستهلكين حول العالم من احتمالية الركود، ما أثر على إنفاقهم على المعدات التقنية باهظة الثمن.
وأكد كوك على هذا الرأي قائلاً، إن العوامل الثلاثة التي أثرت على أداء الإيرادات هذا الربع هي الرياح المعاكسة للعملات الأجنبية والتحديات المتعلقة بـCOVID-19 في الصين، والتي أثرت على توريد iPhone 14 Pro وiPhone 14 Pro Max، فضلاً عن «بيئة الاقتصاد الكلي الصعبة».
وأشار كوك على وجه الخصوص إلى أن «العالم لا يزال يواجه ظروفاً غير اعتيادية، من التضخم إلى الحرب في أوروبا الشرقية إلى الآثار الدائمة للوباء».
«أبل ليست محصنة»
ولفت كوك إلى أن شركة أبل «ليست محصنة» ضد هذه التحديات.
وقال جيسي كوهين، كبير المحللين في موقع «Investing.com»، في بيان إن «أبل قدمت تقرير أرباح ضعيفاً بشكل صادم». وأضاف أن «الربع الضعيف لشركة أبل يثبت أنه حتى أكثر الشركات المتداولة في الولايات المتحدة قيمةً ليست محصنة ضد التحديات التي تواجه صناعة التكنولوجيا بشكل عام».
ومع ذلك فقد أعرب كوك في اجتماعه بالمحللين عبر الهاتف عن فخره بما حققته «أبل»، كما حرص على طمأنة المستثمرين.
وأشارت الشركة إلى أن قاعدتها العالمية المثبتة تصل الآن إلى أكثر من مليارَي جهاز، ووصف كوك هذا بأنه «نقطة فارقة وإنجاز حقيقي».
وقالت الشركة أيضاً إن أعمالها في مجال الخدمات حققت رقماً قياسياً للإيرادات الفصلية، وهو مجال رئيسي تركز عليه أبل في السنوات الأخيرة، ويشمل «أبل تي في» أي خدمة البث عبر تلفاز أبل، وأيضاً الألعاب.
ووصلت أرباح هذا القطاع إلى 20.8 مليار دولار، ما يشكل ارتفاعاً بنسبة ستة في المئة مقارنة بالربع نفسه من العام الماضي، لكنه في الوقت نفسه يمثل تباطؤاً حاداً في النمو عن الزيادة البالغة 24 في المئة التي سجلها العام الماضي.
وأكد المدير المالي لشركة «أبل» في الاجتماع أن الشركة لا تقدم توجيهات بشأن الإيرادات للربع القادم، نظراً لاستمرار حالة عدم اليقين حول العالم على المدى القريب.
ومع ذلك، قال مايستري إن الشركة تتوقع أن يكون أداء الإيرادات على أساس سنوي للربع المنتهي في مارس آذار «مشابهاً لربع ديسمبر كانون الثاني».