يوسف سعادة صاحب شركة ناشئة يسعى من خلالها لحماية اللوحات الفنية بتقنية سلسلة التكتل أو البلوكتشين، امتد شغفه للفن المرسوم من دراسته لتاريخ الفنون في باريس وحرصه على حماية أعمال الفنانين بطريقة تكنولوجية مبتكرة، لكن ككل مؤسسي الشركات الناشئة، من أهم أهداف سعادة تأمين التمويل لتطوير شركته.
لذلك، في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، اتجه سعادة ومشاركون من تسع دول لعرض أفكار شركاتهم الوليدة في «قمة الشركات الناشئة» التي أقيمت في إحدى ضواحي القاهرة.
عُرض نحو 70 شركة خلال القمة، تغطي أكثر من مجال كالتأمين الصحي والإعلانات وصيانة السيارات وخدمات تحويل الأموال وإعادة التدوير والحلول المكتبية.
بالنسبة لسعادة، فإن حماية الأعمال الفنية وعرضها إلكترونياً هي فكرة شركته، وقال «نأمل أن يقوم مئة فنان مصري برقمنة أعمالهم وحمايتها على تطبيقنا بحلول نهاية العام الأول من نشاطنا».
وأضاف سعادة «نقوم كذلك بالترويج عن طريق مقابلة بعض المستثمرين من أجل الحصول على تمويل أولي لإطلاق شركتنا».
«بيرو» تبحث عن 500 ألف دولار في القاهرة
مثل سعادة، يحاول رائد الأعمال التونسي علاء الشيبي تأمين تمويل لشركته الناشئة «بيرو» أو مكتب باللغة العربية، استطاع الشيبي توفير التمويل الأولي من حسابه الشخصي وأتى إلى القاهرة للبحث عن تمويل «يتراوح بين 300 ألف و500 ألف دولار لتطوير تقنية الذكاء الاصطناعي المرتبطة بالتطبيق».
يعمل الشيبي على استخدام الذكاء الاصطناعي ليتيح رقمنة كل المعاملات المالية والمحاسبية والتجارية للشركات من خلال تطبيقه، وقال لـ«CNN الاقتصادية» «(بيرو) يعطي نصائح مالية وإدارية لكل عميل حسب احتياجاته بفضل برنامج للذكاء الاصطناعي نعمل على تطويره».
بدأ الشيبي العمل على التطبيق منذ عامين وأطلقه قبل عام، «وصلنا لأكثر من ألفَي مستخدم في تونس وهذا رقم كبير، ونعتقد بقوة أن السوق في حاجة كبيرة لتطبيقنا»، وتصل قيمة اشتراك التطبيق إلى 89 دولاراً أميركياً في العام الواحد.
«دي كيلو».. تأمين 20 ألف دولار
أما بالنسبة لشركة «دي كيلو»، وهي منصة تعمل في مجال الإعلانات التي تُبث على شاشات مثبتة على زجاج السيارات الخلفي أو على حقائب الظهر، فكان لها قصة نجاح في قمة سابقة في القاهرة منذ عامين.
وقال مؤسسها شريف عبدالعاطي لـ«CNN الاقتصادية» «حصلنا على تمويل أولي بمبلغ 20 ألف دولار من مستثمر كنا تعرفنا عليه في القمة الافتراضية التي نُظمت قبل عامين، هذا المبلغ ساعدنا كثيراً في الانطلاق، وتلته جولتان تمويليتان بلغت قيمتهما 700 ألف دولار».
تستغل “دي كيلو” عشرين سيارة وخمسين حقيبة ظهر ذكية وتطمح لأن تصل قريباً إلى مئتي سيارة وعشرة آلاف حقيبة.
دور البنوك
وتقول نيللي محمود، رئيسة قطاع الشمول المالي وخدمات الشباب في البنك المصري الخليجي بالقاهرة، لـ«CNN الاقتصادية» «هذه التجمعات مهمة جداً لنا كبنك يدير حاضنة أعمال للشركات الناشئة، ونحن حريصون على الذهاب إليها لنتعرف ونتعامل مع الكثير من رواد الأعمال، هذه التجمعات من أهم النوافذ التي تتيح لنا لقاءهم».
وساعدت حاضنة الأعمال التي يديرها محمود 107 شركات ناشئة على الخروج للنور منذ بداية نشاطها في عام 2017، وتعمل أغلب هذه الشركات «في مجال الدفع الإلكتروني والأنشطة المرتبطة بالبنوك».
عادة لا تتخطى التمويلات الأولية للشركات الناشئة مبلغ 50 ألف دولار، والتمويل الأكثر انتشاراً يتراوح بين 15 و20 ألف دولار، لكنه الخطوة الأولى للحصول على تمويلات أكبر.
وفي نهاية اليوم الثاني للقاء، نجح الشيبي في مقابلة مستثمر جاد قد يشارك في التمويل الذي يحتاجه وربما يغير الشيبي اسم شركته إلى«إيبيريس»، أما عبدالعاطي فيأمل في أن تجوب سيارات الإعلانات وحاملو حقائب الظهر المزودة بالإعلانات شوارع دبي والرياض، وبالنسبة لسعدة فسيستمر في البحث عن تمويل لرقمنة أعمال الفنانين المصريين وحمايتها في سلاسل التكتل.