يبدو أن فكرة إنشاء شركات فرعية من المؤسسة الأم أصبحت «هوساً» في «وول ستريت»، وذلك بعد نمو هذا النشاط 33 في المئة العام 2022، وهو ثاني أعلى مستوياته على الإطلاق، وفقاً لتحليل حديث أجراه بنك «غولدمان ساكس».

يحدث ذلك عندما تقوم شركة بتقسيم جزء من أعمالها إلى شركة منفصلة عنها. ويجوز للشركة الأم توزيع أسهم الشركة الجديدة على مساهميها، ما يسمح لهم بامتلاك أسهم في كلتا الشركتين، الأصلية والفرعية.

تعمل الشركة الجديدة التي أُنشئت من خلال الشركة الأصلية، ككيان منفصل مع فريق إداري خاص بها، وكذلك مجلس إدارة منفصل عن الشركة الأم. وعادة ما يكون لها تخصص أو استراتيجية مختلفة.

في خلال عام، ونتيجة النقص الملحوظ في نشاط الاندماج والطروح العامة الأولية، أعلنت الشركات الأميركية عن 44 شركة فرعية جديدة، اكتملت 20 منها، وبقيمة إجمالية قدرها 61 مليار دولار.

ويتوقع محللو «غولدمان ساكس» أن تستمر زيادة النشاط هذا العام، إذ لا يزال المناخ الاقتصادي الذي دعمه العام الماضي سارياً، ويشمل ذلك ارتفاع أسعار الفائدة، وتراجع هوامش الربح، ونمو اقتصادي دون المتوقع.

أسباب التوسع في الشركات الفرعية

يمكن أن تكون الشركات المنبثقة عن الشركة الأصلية مفيدة من شتى النواحي، حيث تسمح الشركة الفرعية للشركة الأم بالتركيز على عملياتها الأساسية، بينما يمكن للشركة الجديدة العمل بمرونة أكبر، والتركيز على مجالات عملها المحددة.

وعادة ما تتفوق الشركات الفرعية على الأصلية، ويمكنها دفع النمو وتقديم دفعة للمساهمين خلال السنوات السيئة لسوق الأسهم، وقد يفسر هذا سبب قيام بعض الشركات الكبيرة بإطلاق شركات فرعية خلال العام الماضي.

وأكملت بالفعل «جنرال إلكتريك» شركتها الفرعية للرعاية الصحية التي تقدر قيمتها بنحو 26 مليار دولار، كما أنجزت «إنتل» شركتها الفرعية «موبيل آي» البالغة قيمتها نحو 22 مليار دولار.

ويتوقع أن تقوم شركات «جونسون أند جونسون» و«كيلوج» و«ثري ام» بإنشاء شركات فرعية جديدة هذا العام.

وتقدم الشركات الفرعية للمستثمرين إمكانية زيادة المرونة، ونماذج أعمال مبسطة، وفرق إدارة مختصة، وهذا ما تحبذه «وول ستريت».

ومن بين 377 صفقة لإنشاء شركات فرعية تم إنجازها منذ عام 1999، تفوقت أسهم الشركات الفرعية على تلك الخاصة بالشركات الأم بمتوسط أربع نقاط مئوية بعد عامها الأول، وبفارق سبع نقاط مئوية على مدار عامين، وفقاً لـ«غولدمان ساكس».

لكن في 2022، بينما تفوقت 11 شركة من أصل 20 شركة فرعية على أداء المؤشر «ستاندرد أند بورز 500» منذ إتمام الصفقات، فقد تفوقت ست منها فقط على الكيانات الأم.

تفسير ما يحدث

يقول «غولدمان ساكس» إن تفسير هذه الظاهرة يرجع إلى هوامش الربح المنخفضة، فلا تزال هذه الشركات الأصغر التي تشكلت حديثاً في طور ترسيخ أقدامها في السوق، وغالباً ما يكون لها هوامش ربح أقل من الشركة الأم، وعادةً ما تكون هذه مقايضة مقبولة من قبل المستثمرين إذا كانت الشركة تتمتع بإمكانات نمو قوية على المدى الطويل.

وتابع البنك «لكن ليس في هذه البيئة؛ فالاقتراض يكلف كثيراً هذه الأيام، والمستثمرون يبحثون عن أرباح عالية وأسهم ذات قيمة مرتفعة.. فهل ستكون الشركات الفرعية أكثر هذا العام؟ كل هذا يتوقف على مقدار الربح الذي يمكنها تحقيقه».

(نيكول جودكيند – CNN)