قررت هيئة تنظيم الأوراق المالية في الصين منع مؤسس مجموعة إيفرغراند، هوي كا يان، من التداول في سوق الأوراق المالية مدى الحياة، وتغريمه 47 مليون يوان (6.53 مليون دولار) بعد أن اتهمت الهيئة التنظيمية الشركة الرئيسية للمجموعة بتضخيم نتائجها المالية والاحتيال في الأوراق المالية وعدم تقديم الإفصاحات في الوقت المناسب.

وقالت شركة هينجدا ريل إيستيت، في وثيقة للبورصة، إن هيئة تنظيم الأوراق المالية الصينية عاقبت أيضاً الشركة والعديد من كبار مسؤوليها التنفيذيين السابقين بعد التحقيق، وتمثل العقوبة أحدث تحدٍ لشركة إيفرغراند الشركة العقارية الأكثر مديونية في العالم، والتي عجزت عن سداد ديونها الخارجية في أواخر عام 2021 وأمرت المحكمة العليا في هونغ كونغ بتصفيتها في يناير كانون الثاني.

ويأتي ذلك بعد أيام من تعهد هيئة تنظيم الأوراق المالية الصينية باتخاذ إجراءات صارمة ضد الاحتيال في الأوراق المالية، وحماية صغار المستثمرين.

قصة انهيار إيفرغراند

في سبتمبر أيلول من العام الماضي، قالت إيفرغراند إن مؤسسها الذي كان في يوم من الأيام أغنى رجل في الصين يخضع للتحقيق بشأن جرائم مشتبه بها.

واتهمت هيئة تنظيم الأوراق المالية في الصين شركة إيفرغراند ومؤسسها هوي كا يان بتضخيم إيراداتها بنحو 80 مليار دولار خلال عامي 2019 و2020، في أول ادعاءات مفصلة من جانب السلطات لتسليط الضوء على فشل شركة التطوير العقاري الأكثر مديونية في العالم.

وفي نهاية يناير كانون الثاني، أمرت محكمة في هونغ كونغ بتصفية شركة العقارات الصينية العملاقة إيفرغراند، بعد أكثر من عامين من تعرض الشركة لأزمة سيولة، أجبرتها على التخلف عن سداد ديونها التي تتجاوز 300 مليار دولار وتقديم طلب للإفلاس في الولايات المتحدة.

وتراجعت القيمة السوقية للشركة من 45.2 مليار دولار في 2018، إلى 2.8 مليار دولار، ما يعني خسارة تناهز 42.2 مليار دولار في أقل من 6 سنوات.

ومنذ بدء الأزمة التي عصفت بشركة العقارات الصينية، تآكلت ثروة مؤسسها الملياردير هوي كا يان الذي كان يحتل مرتبة ثاني أغنى الرجال في آسيا، بأكثر من 93 في المئة، من 27.7 مليار دولار في 2021 إلى أقل من 3 مليارات دولار، وفقاً لقائمة فوربس للأثرياء.

وقالت شركة هينجدا ريل إيستيت، إن تحقيقاً أجرته لجنة تنظيم الأوراق المالية والبورصة، وجد أنها ضخمت الإيرادات بمقدار 213.99 مليار يوان، أو نصف إجمالي الإيرادات في عام 2019، وفي عام 2020 تضخمت المبيعات بمقدار 350 مليار يوان، أو 78.5 في المئة من الإجمالي.

وأصدر المطور سندات بناءً على تلك البيانات المزورة، بالإضافة إلى ذلك فشلت الشركة في الإفصاح في الوقت المناسب عن النتائج السنوية والمتوسطة الأجل والديون المستحقة، وستغرم شركة هينجدا ريل إيستيت مبلغ 4.2 مليار يوان.

وقبل أن تواجه المشكلات، كان لدى إيفرغراند أكثر من 12 ألف موظف، وحققت مبيعات تزيد على 110 مليارات دولار، وتمتلك أكثر من 1300 مشروع تطوير عقاري في 280 مدينة.

أزمة العقارات في الصين

ألقت أزمة إيفرغراند، التي كانت ثاني أكبر شركة تطوير عقاري في الصين، بظلالها على القطاع العقاري في البلاد، الذي يمثل نحو ثلث ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وتخلف العشرات من كبار المطورين الصينيين الآخرين عن سداد ديونهم.

وتواجه الصناعة ضغطاً مالياً كبيراً منذ عام 2021، عندما اتخذت السلطات إجراءات للحد من المبلغ الذي يمكن أن يقترضه كبار مطوري العقارات.

وأظهرت بيانات رسمية، يوم الاثنين، أن الاستثمار العقاري في الصين انخفض بنسبة 9 في المئة في يناير كانون الثاني وفبراير شباط مقارنة بالعام الماضي.

كما انخفضت عمليات البناء الجديدة أيضاً بنسبة 30 في المئة، وهو أسوأ انخفاض لها منذ أكثر من عام.

وفي العامين الماضيين، اتخذت بكين العديد من التدابير، بما في ذلك خفض معدلات الرهن العقاري وخفض الدفعات المقدمة، في محاولة لإنعاش شراء المنازل.