تكبدت مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا، مالكة تروث سوشيال، خسائر بأكثر من 58 مليون دولار في 2023، كما حققت إيرادات قليلة، وفقاً لما أوردته في بيان رسمي نشرته يوم الاثنين.
أتت البيانات في ظل تحذير بعض الخبراء من أن تقييم مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا بمليارات الدولارات ليس بالدقيق، وأنه تذكير قوي ل سهم الميم، وهو مصطلح اقتصادي يعني أن سهماً يُتداول بأعلى من قيمته المقدرة بناءً على التحليل الأساسي.
وقالت مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا في بيانها إنها خسرت 58.2 مليون دولار في عام 2023، مقارنة بأرباح قدرها 50.5 مليون دولار في عام 2022.
استطاع مالك ذا تروث سوشيال أن يحقق إيرادات بقيمة 4.1 مليون دولار في 2023، مقارنة بنحو 1.5 مليون دولار في 2022.
كانت أسهم مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا ارتفعت بنسبة 58 في المئة يوم الثلاثاء 26 مارس آذار في أول ظهور لها في بورصة ناسداك بعد مرور أكثر من عامين على الإعلان عن إدماجها مع شركة وهمية.
كما ارتفعت أسهم شركة ديجيتال وورلد أكويزيشن كورب، وهي الشركة الوهمية التي على وشك أن تصبح شركة ترامب ميديا، بنسبة 200 في المئة تقريباً حتى الآن هذا العام، ويتضمن ذلك زيادة بنسبة 35 في المئة يوم الاثنين 25 مارس آذار بعد إغلاق الصفقة، وارتفعت الأسهم بنسبة 25 في المئة أخرى في تداول ما قبل السوق يوم الثلاثاء 26 مارس آذار.
الرهان على خسارة المجموعة
أعطى الظهور التجاري الأول لشركة ترامب للإعلام منذ أيام، لداعمي الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الفرصة لإظهار دعمهم له، وإن كان ذلك بطريقة محفوفة بالمخاطر للغاية لا يؤيدها سوى عدد قليل من المستشارين الماليين.
من جهتها، لم تُعطِ المجموعة أي إشارة إلى أن لديها طريقاً إلى الربحية من شأنها أن تبرر تقييمها السوقي الحالي الذي يبلغ 9 مليارات دولار، ويبدو السهم مضمون الانخفاض إلى حدٍّ كبير.
كان إيهور دوسانيوسكي، مدير التحليلات التنبؤية لدى شركة إس 3، قال سابقاً، «هناك قناعة كبيرة لدى المراهنين ضد السهم بأنه سيكون هناك انخفاض كبير في سعر سهم ترامب للإعلام على المدى القصير»، مضيفاً، «لكن لدى المساهمين وجهة نظر مختلفة كثيراً وأكثر إيجابية تجاه المجموعة».
وتُقدّر خسائر شركة ترامب للإعلام بنحو 49 مليون دولار مقابل إيرادات بقيمة 3.4 مليون دولار، فهي لا تبدو قوية اقتصادياً، إنما قوتها تعود لشعبية ترامب.
وحذر محاسبو ترامب للإعلام من شدة الخسائر، موضحين أنها تثير شكوكاً كبيرة حول قدرة المجموعة على الاستمرار كمنشأة، وهو ما حدث في وول ستريت، ويشبه هذا التحذير ذلك الذي صدر في نوفمبر تشرين الثاني، عندما قال المحاسبون إن ترامب للإعلام قد لا تتمكن من البقاء ما لم تكمل اندماجها قريباً لتطرح للاكتتاب العام.
انتهت هذه الصفقة التي طال انتظارها الأسبوع الماضي، ما مهد الطريق أمام ترامب للإعلام لتلقي تدفق ما يقرب من 300 مليون دولار نقداً.
وانخفضت أسهم المجموعة بأكثر من 15 في المئة صباح يوم الاثنين بعد الإيداعات الجديدة.
على الرغم من أن شركة ترامب ميديا تخسر أموالاً وتحقق إيرادات ضئيلة، فإن وول ستريت قيمت الشركة بما يصل إلى 11 مليار دولار بناءً على سعر إغلاق السهم يوم الجمعة، وفقاً لرينيسانس كابيتال.
في حين حققت ترامب للإعلام إيرادات بقيمة 4.1 مليون دولار فقط في عام 2023، حقق منافسها إكس 665 مليون دولار في العام ذاته، قبل طرحها العام الأولي في نوفمبر تشرين الثاني 2013.
وتتمثل المشكلة الرئيسية بالنسبة لترامب للإعلام هي أن منتجها الرئيسي، وهو تروث سوشيال يتقلص، إذ انخفض عدد المستخدمين النشطين شهرياً في الولايات المتحدة على نظامي إي أو إس وأندرويد، في فبراير شباط إلى 494 ألفاً، بانخفاض 51 في المئة على أساس سنوي، وفقاً لموقع سميلارويب.